قبل خمسة أيام من استفتاء تقرير المصير الذي قد يقسم السودان أكبر دولة أفريقية إلى قسمين – قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة نادرة إلى الجنوب - لعلها الأخيرة لرئيس لسودان موحد.
و كان في استقبال عمر البشير بعاصمة الجنوب جوبا مئات الأشخاص في مقدمتهم خصمه السابق الذي قد يصبح أول رئيس لجنوب السودان سلفا كير وعدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين. كما رفع البعض شعارات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان" و"نرحب بكم في الدولة الـ193"
تأتي زيارة البشير إلى الجنوب بعد أيام قليلة من رسالة "المصالحة" التي بعثها إلى سكانه، وعدهم فيها بمساعدتهم على "بناء دولة قوية شقيقة وآمنة " في حال كان ذلك مطلبهم خلال الاستفتاء، كما أنها "زيارة لمراجعة ظروف إجراء هذا الاستفتاء، باعتبار أن الملفات العالقة تبقى كثيرة، فقد خاطب البشير الجنوبيين قائلا – نحن مقبلون على مرحلتين مهمتين، مرحلة الاقتراع ومرحلة إعلان النتائج.
واعتبرت المسؤولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان آن ايتو بأن "هذه الزيارة ستسمح لعمر البشير بجس نبض الشعب وسيلاحظ بطريقة سلمية خيار الجنوب".
وأمام هذا التحرك للرئيس السوداني في الوقت بدل الضائع ،أي بعد يقينه بضياع وحدة السودان بسبب الاستبداد أولا و تجاهل الأصدقاء و الجيران ثانيا و أخيرا المكائد و التأمر من الخارج......
ومن نلوم في كل هذا ؟؟؟؟هل نلوم أهل الجنوب إن أصروا على الانفصال؟؟ أو نظام البشير القمعي المستبد؟؟؟؟؟هذا هو حال حكام العرب الأغبياء يحكمون بالحديد و النار و يعاملون شعوبهم كأنهم صراصير ، ثم يتباكوا على الوحدة نفاقا .هل كل شعب السودان خاصة الجنوب يعيش كما يعيش البشير في قصره؟؟هل شعب السودان المقهور يستطيع أن يلبي كل متطلبات الحياة في رغد؟؟؟؟هل عاش شعب السودان حياة كريمة في وطنهم الحبيب؟؟؟؟؟؟.......هذه الأسئلة موجهة للبشير أولا ،و إن أجاب عليها عن صفاء سيعلم علم اليقين لماذا يريد أهل الجنوب الانفصال عن الوطن الأم .......
و ليعلم كل حكام العرب و عملاء الغرب في أوطاننا بأن كل الأقليات المنتهكة حريتها و المستعبدة بأن خيار الانفصال سيكون مطلبا جماعيا يوما ما إذا لم يغيروا من سياساتهم الاستبدادية الجبانة.خاصة في شمال إفريقيا و بعض دول الخليج...........
هذا خيار أهل الجنوب أما نحن ........فالجحيم مستمر................
التعليقات (0)