البشير يتحدى

شن الرئيس عمر البشير، هجوما عنيفا على الولايات المتحدة الامريكية، واصفا رئيسها السابق جورج بوش بـ»المجرم»، في حين سخر من الاقوال التي ترددت عن انه لن يستطيع مغادرة السودان بعد صدور مذكرة الاعتقال الدولية ضده، وحذر البشير مجددا الامم المتحدة والمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية بأن مصيرها الطرد حال تجاوز حدودها.
وقال البشير اثناء مخاطبته الجالية السودانية بقطر مساء امس، ان الرئيس الامريكي جورج بوش اتصل به شخصيا، في اعقاب توقيع اتفاق ابوجا وتعهد بتضييق الخناق على رافضي الاتفاق، لكنه نكص عن عهده بعد شهر واحد، وبدأ الغرب في تشجيع غير الموقعين، وقطع البشير وعدا على نفسه بجلب سلام حقيقي للسودان وان تعود دارفور ارضا للخلاوى والقرآن والمحمل الشريف، واعادة المواطنين من معسكرات اللجوء والنزوح الى مناطقهم مرة اخرى.
واستدعى البشير ذكريات احتلال نظام صدام للكويت، مشيرا الى انهم عارضوا وقتها دخول القوات الاجنبية للمنطقة مع ايمانهم بضرورة عودة الشرعية للكويت، ومضى يقول ان لجان التفتيش لم تكن كذلك لكنهم جواسيس فتشوا حتى حقائب النساء، بدعوى البحث عن اسلحة دمار شامل حتى انتهوا باجتياح العراق بـ»كذبة»، على حد تعبيره.
واضاف البشير ان العدالة الدولية كان يجب ان تقتاد جورج بوش على خلفية تدمير العراق وافغانستان ودعم اسرائيل لقتل الاطفال لكن «الاختشوا ماتوا» وتابع «هؤلاء لايحق لهم الحديث مطلقا عن حقوق الانسان او العدالة الدولية».
وتساءل البشير، «هل الاغتصاب الجماعي من شيم واخلاق السودانيين»؟، ليرد عليه الحضور هاتفين بـ»لا» ومضى يقول «ان الالة الاعلامية الغربية نذرت نفسها لترويج اكاذيب يكذبها الواقع لتحريك الرأي العام بها».
واتهم الرئيس المنظمات الاجنبية المطرودة من جديد بالتورط في انشطة استخبارية، وساق دليلا على قوله بأنها سارعت لاحراق الوثائق واجهزة الحاسوب لاخفاء جرائمها فور علمها بقرار طردها، مؤكدا ان عودتها مستحيلة وقال «ان اللاعب المطرود بالكرت الاحمر لايسمح له بالعودة للملعب ابدا»، وحذر المنظمات الاجنبية والامم المتحدة والهيئات الدبلوماسية بذات المصير اذا لم تحترم نفسها وتلتزم بالقانون.
وسخر البشير من الذين قالوا انه لن يقوى على مغادرة السودان بعد صدور مذكرة التوقيف وتابع «عندما ذهبنا لاريتريا ومصر قالوا ما بنمشي بعيد.. دي دول قريبة» وتابع وسط تصفيق وهتافات الحضور «الجماعة ديل مابعرفونا، نحن نؤمن ايمانا قاطعا بأنه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا».
ووعد بأن الرد على ادعاءات الجنائية بالمزيد من مشروعات التنمية، وتعهد بأن يجدوه في المكان الذي يرفع رأس السودان.