علي جبار عطية
تابعت حلقات مسلسل (رحلة السيد ابو العلا البشري) لمؤلفه اسامة انور عكاشة ومخرجه محمد فاضل والعملاق محمود مرسي على القناة المصرية الثانية واثار فيّ الكثير من الشجون وجعلني اقارن بين الزمن الذي ظهر فيه المسلسل اول مرة منتصف الثمانينيات وزمننا وبين شخصيتي في ذلك الوقت وقد كنت احلم بعالم رومانسي خال من الشرور لامكان فيه الا لذوي الوجوه البيض وهذا الزمن الذي اسودت فيه وجوه الكثيرين من اصناف الناس فضلاً عن اعلام الفن والادب !
فيا لها من مفارقة ان تنشد الى الشاشة وتتابع مسلسلاً يعد الان من كلاسيكيات الدراما التلفزيونية ، وعد كاتبه من رواد الكتابة الروائية التلفزيونية ..
اتابعه باهتمام بالغ برغم الفاصلة الزمنية الواسعة بين عامي 1987 و 2011 !
ولم تفتني الفرصة لسبر اغوار سر اهتمامي يالعمل لعل من اهم اسبابه ان القضية الجوهرية التي يطرحها هذا العمل ما زالت هي القضية التي نواجهها في حياتنا اذ ما زالت مشكلة الصراع بين القيم المثالية والقيم السوقية مستمرة وما زال فرسان الخير قليلين ومعزولين وبعيدين عن الواقع ويواجهون التحديات باسلحة تقليدية في حين يواجههم خصومهم باسلحة فتاكة ومازال الخير غافلاً والشر يقظاً ..
لقد طرح المسلسل الاثار السلبية للقراءات المتنوعة اذ انها ترسم عالماً براقاً مدججاً بالنظريات والمثاليات الجوفاء بينما يسير الواقع على سجيته ويدير الصراع على وفق آلياته !
اتابع المسلسل لارى نفسي هل اكون في صف فرسان الخير او اتبنى اطروحات نهازي الفرص والجشعين واعداء الشمس ؟
حقاً انها تجربة مفيدة ان يكتشف المرء ان الشخصية الرئيسة (ابو العلا البشري) التي كان معجباً بها قبل ربع قرن هي شخصية لا تخلو من سذاجة وهي تعيش خارج التاريخ !!
التعليقات (0)