مواضيع اليوم

البشت .. !!

تركي الأكلبي

2010-09-08 23:00:23

0


البشت .. !!

ليس " البشت " في حد ذاته مهما لنكتب عن ( سيرته الذاتية ) !.
المهم هو التغيّر الذي يحدثه " البشت " في حياة الشخص !

البعض قد يرتدي " البشت " ليلة واحدة في العمر ثم يلقي به جانبا !
والبعض الآخر قد يتخذ نمطا حياتيا وعمليا وسلوكيا واجتماعيا معينا بمجرد وصوله ( لمرتبة البشت ) ، وهو الأمر الذي يَفرضُ بسببه " البشتُ " على ( راعي البشت ) قيودا على تحركاته ونمطا بروتوكوليا خاصا !.
وهناك رجلان يلتزمان – عادة – بهذه القيود هما :
الموظف الذي يتدرج – أو يقفز – في سلم الهرم الإداري حتى يصل إلى مرتبة البشت ( المنصب القيادي ) !.
والشيخ الذي يتدرج في العلم الشرعي حتى يصل إلى مرتبة
( الفتوى ) !.

فحينما يلازم البشت صاحبه في مكتبه فذلك أمر لا غبار عليه .. !
ولكن الأمر يبدو مختلفا حينما لا ترى ولا تسمع أن مسؤولا أرتكب في حياته العملية معصية واحدة ( لتعاليم ) البشت غير " السماوية "!

لذلك ، لن تجد " أمينا عاما " استقل سيارة بدون بشت وبدون مرافقين قبل موعد الاجتماع " المعتاد " بست ساعات على الأقل ليدخل شارعا ويخرج من آخر في حي كحي " قويزة " المنكوبة أو " ك 14 " المنبوذ على سبيل المثال لا الحصر ليرى بأم عينه الفوضى والحفر ومياه الصرف والمطبات ، وليجرب بنفسه الزحام والفوضى على " متن " سيارته الخاصة فربما
( عوّره قلبه .. يا لبي قلبي ) !

ولن تجدا مسؤولا في " التجارة " ولا في " حماية المستهلك "
يتجول في الأسواق بدون بشت وبدون مرافقين يتفقد الأسعار ويدخل يده في إناء أي سلعة غذائية ليعلم ما إذا كان بأسفل الإناء مماثلا لما في أعلاه المعروض ! كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم !

ولن تجد وزير الصحة يتجول بدون بشت وبدون مرافقين في أقسام مستشفى حي الثغر بجدة ومستشفى الملك عبد الله في بيشة وهما من أفضل الأمثلة لأهمية معصية ( تعاليم البشت ) !!

ولن تجد شيخا يفتي بحرمة عمل المرأة يحمل مجلدا وقلما ، وبدون بشت ، وبدون مرافقين ، ليحصى الفقراء عددا .. !
ليقول بعد ذلك :
لأن أُفتي بتحليل عمل المرأة ( الحلال ) لأهون عليّ من أقطع رزق أسرة تفرح بكل قرار يتوسع في فتح مجالا جديدا لتوظيف الفتاة لا يخالف ثابتا دينيا .. !!

أما ما هو على النقيض تماما من ( مكانة ) البشت فهو الملف العلاقي الأخضر ! ولذلك لن تجد شابا يعبر الشارع بدون أن يحمل على رأسه ملفا علاقيا أخضر ، وقلما تجد مواطنا لا يوجد في سيارته أو منزله ملفا علاقيا أخضر .. !!

وهنا نخلص إلى سؤال هو : أيهما جدير بحمله والتمسك بـ ( تعاليمه ) : بشت يقيك عناء التفكير في حياة الناس ومعايشة أوضاعهم ولو للحظات أم ملف قد يكون مفيدا فقط في الساحة العامة وتحت أشعة الشمس أمام بوابة جهة تعتقد أن وراءها وظيفة !

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !