مواضيع اليوم

البزازة

البزازه  

كل الناس تعرف ما هى البزازه .حتى الاطفال فى المهد يعرفونها جيدا رغم عدم معرفتهم لأى شىء سواها .

ويعرفها من الاطفال أكثر من غيره ذلك الذى حرمه الله من الرضاعة الطبيعية .فأصبحت البزازه هى كل شىء فى حياته وصارت بالنسبة له بابا وماما .

والبزازه يمكن اعتبارها مثل الأجهزة التعويضية , وأغلب الظن أن هذا هو سبب التسمية , فهى اشتقاقا من (البز) وهو الأسم الدارج للثدى .

وعليه يمكن اعتبار البزازه أجهزة تعويضية أو تكميلية – للطفل فقط - .

والبزازه مرتبطة  تماما بالرضاعة . أى انهما وجهان لعملة واحدة .

والرضاعة تعنى تغذية الأطفال باللبن عن طريق الفم , سواء من  الثدى أو من الأجهزة التعويضية .

 

والبزازة شأنها شأن أى منتج استهلاكى تنافسى تطورت تطورا سريعا متلاحقا .

وتم التعديل والتطوير أكثر من مرة فى شكل الزجاجة وفى شكل وحجم الحلمات .

خبراء علم النفس دعموا التصنيع والتطوير , من حيث جعل اللون أقرب الى لون البشرة , ومن جعل مرونتها وانضغاطها قريب جدا من الطبيعى .

ناهيك عن تطوير ما بداخلها , حيث تم استبدال اللبن , باليانسون أو الكراوية منعا للمغص ومضاد للانتفاخ .

 

على أن أجمل ما فى الأمر هو البزازة التى لاتدر لبنا ولا كراوية ولا أى حاجة . وهى ما أصطلح على تسميته (السهاية ) أو ( اللهاية ) .

والسهاية كما هو واضح من أسمها أنها للالهاء .

والمقصود الهاء الطفل بعيدا عن أمه وايهامه بأن مايمصه بشفتيه هو حلمة ثدى أمه .

وأنه كلما عض عليها بنواجزه وأعاد مصها فانه يوهم نفسه بأن اللبن قادم لا محالة .

والمسكبن لا يعلم شيئا عن نظرية المؤامرة المكتملة الأركان وأن ما يرتشفه مجرد لعاب (أسمه الدارج رياله ) .

 

السهاية تعطى الأمل وتوحى بأن الفرج قادم , والرزق جاى , واللبن فى الطريق .السهاية تلهى عن الأم ريثما تقوم هى باعباء أخرى قد يكون من ضمنها اللهو .

السهاية تزرع فى الذاكرة فكرة الأجهزة التعويضية  فتختمر فى الدماغ , وبعد النمو واكتساب المهارات , ينشأ فيما بعد المبتكرون والمخترعون .

والسهاية , هذا الحدث الأصغر هى نواة لما فى المستقبل سيكون الحدث الأكبر .

ولما كانت للسهاية ( البزازه ) كل تلك الفوائد , فقد زالت حيرتى عندما قرأت أن الحكومة قررت استيراد سبعين مليون بزازه .

 

وأرجو ألا يتفلسف البعض ويترك أصل الموضوع ويتحدث عن حكم الشرع فى رضاعة الكبير فهذا موضوع آخر سوف نتناوله فى البزازة القادمة .

وللدقة سوف يتناوله البعض فقط ترشيدا للاستهلاك .e g_eisa@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !