البربكندا( Propaganda ) هي مجموعة من العمليات النفسية التي تقوم بها مؤسسة أو منظمة إعلامية لتحديد التصور العام للأحداث ، وقضايا الناس ، أو من أجل تلقين المعنيين من الناس كيفية التصرف حيال الأحداث و الوقائع .
هذه الظاهرة عادة ما تكون تحت سيطرة قوى سياسية أو عسكرية ، وكثيرا ما تعرف في الأوساط الإعلا مية تحت مسمى "البروبكندا السياسية".
أما الأساليب و التقنيات التي تتبعها البربكندا للتأتير على الناس فهي ترتكز أساساً على البحوث النفسية ، و على دراسات و بحوث علم الإجتماع، تم على وسائل الإعلام المرئية منها والمكتوبة تم المسموعة ، وذالك للتلاعب بمشاعر و عواطف الناس و شحنهم بأكاذيب بغية الحصول على دعم شعبي لقضية معينة .
ومن أبرزالأحداث التى أستعملت فيها البربكندا حصار وإحتلال العراق:
الكذبة الأولى: خطر أسلحة الدمار الشامل:
في مارس 2002م ، خاطب توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني ، مجلس العموم قائلا: "العراق يخرق بوضوح قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتكديس أسلحة دمار شامل، وعلينا التعامل مع هذا الخرق". أما عن إدعاءات أمريكا فقبيل الحرب على العراق ادعت الولايات المتحدة في مناقشة مدعمة بالصور في مجلس الأمن، أن الشاحنات التي تم شراؤها من خلال برنامج "النفط مقابل الغداء" إلى الجيش العراقي، قد تم تحويلها إلى منصات لإطلاق صواريخ . وحتى لو كان هذا الإدعاء صحيحا، فإن الفقرة السابعة من قرار مجلس الأمن رقم 687 تسمح للعراق باقتناء صواريخ يبلغ مداها 150 كلم أو أقل . وقد رجح سكوت ريتر، مفتش الأسلحة السابق، أن تلك الشاحنات إن تم تحويلها إلى منصات إطلاق ، فإنها بالكاد يمكن أن تناسب صواريخ قصيرة المدى وستكون إصابتها للهدف غير دقيقة. وفي فبراير 2002 م قال مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية للكونغرس : "إن بغداد توسع الصناعة الكيميائية المدنية بطرق يمكن تحويلها بسرعة إلى إنتاج أسلحة كيميائية". وعلقت مجلة "تايم" على ذلك في 13 مايو 2002 م: "من الناحية الإجرائية، ليس هناك فارق كبير بين صنع مبيدات للآفات الزراعية وصنع أسلحة كيميائية". وهذا قول لا يوافق عليه سكوت ريتر. ففي مقالة نشرت له في عدد حزيران 2002م من مجلة " Arms Control Today " قال ريتر: "إن صنع أسلحة كيميائية يقتضي جمع معدات إنتاج في منشأة متكاملة واحدة، الأمر الذي ينشئ بنية تحتية يسهل كشفها بوسائل التجسس الإستراتيجية الأمريكية". ولم يبلغ عن اكتشاف أمر كهذا حتى اليوم.
الكذبة الثانية: العراق وهجمات 11 سبتمبر:
بذل صقور واشنطن جهودا كبيرة لربط العراق بهجمات 11 سبتمبر 2001م . وكان أبرزهم المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، جيمس وولزلي، الذي قال بعد أيام من وقوع الهجمات أن هناك "دولة راعية" للهجمات، وذكر العراق كدولة مشبوه بها.
كان الدليل الأساسي الذي استخدم لربط بغداد بهجمات 11 سبتمبر هو اللقاء "المزعوم" بين القائد (المفترض) لحلقة خاطفي الطائرات الانتحاريين، محمد عطا، وعميل للاستخبارات العراقية في جمهورية التشيك في عام 2001م . وكانت العناوين الإخبارية حول هذا الدليل مرتبكة ومتباينة بشكل يظهر عدم التيقن مما حدث. فقد قالت المصادر الاستخبارية أن عطا عقد اجتماعا مع عميل عراقي "منخفض المستوى". وفي اليوم التالي رقي ذلك العميل العراقي إلى ثلاث رتب مختلفة في نشرات الأخبار!. ففي نشرات أخبار 20 سبتمبر ورد الآتي: زعمت الاستخبارات الأمريكية أن عطا التقى ضباطا "متوسطي الرتب" في الاستخبارات العراقية، أو مسؤولين في الاستخبارات العراقية "رفيعي المستوى"، أو "رئيس أجهزة استخبارات بغداد".
الكذبة الثالثة الهجوم على غزة و قتل فلسطين:
في سبعينيات القرن الماضي قالت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك عبارة شهيرة كانت ترد بها على انتقادات بأن حكومتها تقتل أطفال فلسطين هي : "يمكننا أن نغفر للعرب قتلهم لأطفالنا، لكننا لا نستطيع أن نغفر لهم أبدا أنهم جعلونا نقتل أطفالهم" ؟!.
وفي يناير 2009، قالت تسيبي ليفني (جولدا مائير الجديدة) وزيرة خارجية إسرائيل، إنهم لا يكرهون أطفال غزة، وإنها حزينة ؛ لأن حماس تتخذ من هؤلاء الأطفال دروعا لها في حربها مع الجيش الإسرائيلي، ولم ينس رئيس الوزراء أولمرت أن يقول لصحيفة معاريف إنه "بكى عندما شاهد أبا فلسطينيا يعرض أطفاله الثلاثة المقتولين على وسائل الإعلام"!.
ما يقوله القادة الصهاينة يندرج في إطار الحرب النفسية والإعلامية والمحاولات المستميتة منذ نشأة الدولة العبرية لترسيخ قناعة لدى الرأي العام العالمي بأن إسرائيل دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وأنها تدافع عن وجودها ضد من يريدون القضاء عليها، ولا تقتل الأطفال وإنما هم الذين يقفون أمام مدافع جنودها!.
ومن النجاحات الإسرائيلية المؤثرة غربيا، قيام الجيش الإسرائيلي بإنشاء محطة فيديو خاصة على موقع (يوتيوب) الشهير هدفها إثبات أن من يقتلهم الجيش هم من مقاتلي حماس المسلحين لا المدنيين الأبرياء. وإلى جانب "يوتيوب"، لجأ الإسرائيليون إلى "تويتر"، وهو موقع للعلاقات الاجتماعية، استعانت به القنصلية الإسرائيلية في نيويورك لتبرير العدوان على غزة عبر مجموعة من المحاضرات.
أما الخطورة الحقيقية تكمن في أن البروبكندا الإعلامية والنفسية الغربية و الإسرائيلية تسعى ليس فقط للدفاع عن جرائم الحرب الأمريكية في العراق و أفغانستان و الصهيونية في فلسطين و لبنان، وإنما الاستفادة من زخم الخلافات العربية ، لدفن جرائمها ومنع المحاكمات المتوقعة لقادتها،
التعليقات (0)