البرلمان .. (أف) .. العربية ، براميلُ مُصفحة . عقول أصحابها جاهلة وأمية ، ودوراتهم الدموية يطغى عليها البياض بالتبييض ، وببودرات : الحليب والسكر والهيرويين .. آفاقهم ضيقة ، ومفاهيمهم للشرف والنزاهة أضيق .. مجالات رُآهم مغلقة ، لذا لاتستغرب حين تسمع : [ - اليوم وكل يوم - ناقش نواب البرلمان قانون تعديل المادة رقم 0000 . في جلسة مُغلقة ] ..!
البرلمان .. (أف) .. العربية لاتساوي أكثر مما تساويه جلسة (ماساج) على مدار العام ، وبتعاقب الفصول والمواسم . (ينبطح) النوّاب خلالها (عراة) على بطونهم . ويسلمون أجسادهم للمومسات !..
ولا تساوي أكثر مما تساويه جلسة مدفوعة الأجر والتكاليف ، والفيلات ، والسيارات ، والحصانات ، والدخلات ، والخرجات ، والعشيقات ، لزمرة من الدجالين تحت (قِبب) تُصنع في الغالب من رعونة الشعوب ، وخضوعها ، وخنوعها ، ومهانتها !..
لاتستغرب في زمن (الممكن) لو سمعت عن شعوب تُحصَرمصائرها مابين دورة الربيع ودورة الخريف .. ومابين رحلة الصيف ورحلة الشتاء !..
لاتستغرب لو كنت عاملا شريفا يتقاضى (سنتيما) ويشتري حفنة سكر(بدينار) ، لأن النشرات الإخبارية والجوية التي لاتحمل - في زمن ٍ تكسرت فيه مؤشرات البوصلات والبورصات ، وتداخلت فيه الوُجهات - سوى الكوارث ، والفضائح ، والعواصف ، والأعاصير !..
وبالبديهة سيعرف المواطن البسيط ، المتفرج من كوخه - فوق التلة النائية بطرف المدينة ، والمتجمد بردا رغم أن أنبوب الغاز يمر تحت بيته وعلى أرضه - بأن باخرة عملاقة ، أو عبّارة بحار ومحيطات ، أو بارجة لأحد (الكبار البطون والأكتاف) واقفة على ناصية شاطئ من الشواطئ الوطنية ، ويقوم صاحبها (القزم) بالمساومة على سعر حفنة السكر بالدينار ، مع علمه بأن أسقف الرواتب (لأكثر المُصوتين لقائمته) لاترتفع أبدا عن مستوى السنتيم ، فقط لإرضاء غروره وخيلائه !..
لاتستغرب من تكرار مشهد الحملات الطفولية لأشخاص يصدعون رؤوس الخلق في كل مرة بـ :
- قائمة الأحرار من أجل الأحرار.
- الديمقراطية مطلب شعبي .
- القضاء على البطالة وتوفير مناصب العمل أولى الأولويات .
- المرأة شريك أساسي في الحكم .
- الشباب هم القوة التي نعول عليها.
وحين يرمون بالطاقيات والعمامات والقنادير . وحين يرتدون أغلى البدلات لأكثر المصممين شذوذا وانحرافا . وحين تتساقط من أكمامهم بقايا و(فتات العيش القديم) في كؤوس النبيذ أمامهم . حينها فقط تتمخض الرؤى الجديدة للمطالب القديمة :
- الأحرار إكتشفوا أنهم مقيدين بالإغراءات والحوافز ، ومن أجل الأحرار فقط قبلوا بتلك القيود ، ليبقوا بعيدين عنهم ، وعن روائح حاراتهم ، وقراهم ، ومداشرهم المُعتقة في البؤس ، والعتيقة !..
- الديمقراطية هي مهرٌ يناطح السحاب ، والقاعدة أيضا على مستوى السحاب ، وفي الأسفل يرفع البُناة ، والعتالون رؤوسهم . ينظرون فوق ، وأنى لهم بلوغ السحاب !.
- توظيف مباشر وبوسائط لكل الأبناء وأفراد العائلة ، وما تبقى من فرص فهي مبالغ طائلة تُحوّل إلى أرصدة في (جنيف) !..
- المرأة شريك أساسي في الحكم ، بل من الضروري أن تكون (لحضيرة .. بلا أسف.. حضرة النائب) عشيقة من كل عرق في الداخل وفي الخارج وعلى وجه المعمورة . وهي لاتصلح لغير ما يُفعل بها !..
- الشباب هم القوة القادرة على تدمير أي شيء ، لذلك سنتكفل بإدخالهم في غيبوبة تدريجية باستيراد الأقراص المضغوطة ، وبالوعات البلع ، والسراويل المحلولة ، والخمور ، والمخدرات !..
البرلمان .. (أف) .. و(أف) هي حركة شفاهي لتحريك ريشة ومساعدتها على الإرتفاع ، وهي ميزان لحجم البرلمانات العربية ونوابها . والذي يضاهي وزن الريشة ، لخواء المنظومة برمتها من كل روح . وعهد . ووفاء . وإلتزام . ومصداقية . وأمانة . ومهنية .
ـــــــــــــ
تاج الديـن : 03 - 2010
التعليقات (0)