من الصعب أن ينال نواب المعارضة ثقة المواطن المغربي كمعارضة حقيقية تملك مشروعا بديلا لما طرحه بن كيران أو تستحق أن تمارس دورها المراقباتي و المحاسباتي لحكومة بن كيران، و لذلك من المضحك أن نجد مزوار يتحدث عن شعارات و نوايا بنكيران، فماذا قدمه هو و أصدقاءه إبان فترة توزيرهم؟ الأمر ينطبق على أغلب أحزاب المعارضة، لذا يمكن القول أن البرلمان المغربي لا يتوفر على معارضة بناءة قادرة على لعب دورها بكل إقناع لأنها في الواقع أغلبية مقنعة، وإنما إعتبارات التحالفات و هوى القيادات من جعل بعضها في صف المعارضة قسرا لا رغبة.
وحدها السنوات قادرة على نحت معارضة جديرة بالإهتمام، أن تغير الأحزاب السالفة قيادتها، أن تؤثث بأجيال تريد حقا القطيعة مع الماضي، أن ينسى المغاربة مثلا أن مزوار أو الأبيض أو المالكي أو لشكر أو الراضي أو لعلو كانوا وزراء في حكومات فاسدة فاشلة.....
من سيمارس المعارضة الحقيقية لحكومة بنكيران إذن؟ لعله الشارع المغربي و المواطن العادي الذي صار يخرج كل يوم مطالبا بحقوقه المشروعة، سواء من صوت عليه و ينتظر منه التغيير المنشود، أو من لم يصوت معارضا اللعبة بأكملها، بنكيران في مواجهة آلاف المعطلين و آلاف الموظفين من قطاعات شتى و كل ذي إربة و ملف إجتماعي أو صحي......بنكيران في مواجهة مع حركة 20 فبراير و فاعليات سياسية أخرى تراهن على فشله و على مساره السياسي الذي تبناه على عكس باقي القوى المعارضة الفاعلة إسلامية كانت أو يسارية. و بالتالي فهو في رهان من أجل إنجاح تجربته و إنقاذ حزبه من فشل سيحيله إلى مصاف الأحزاب المخزنية.
في أولى القراءات للتصريح الحكومي، وكما أسلفت الذكر فالرجل و فريقه اصطدما بواقع الإقتصاد المغربي و ما يفرضه من إكراهات جعلت التصريح دون البرنامج الحزبي الذي قدم خلال حملة الحزب، إكراهات الأرقام جعلت بنكيران يتوكأ على عصا محاربة الفساد و الريع و المحاسبة و الترشيد في النفقات، هذا ما جعل البعض من معارضي القبة يصف برنامج الرجل بالنوايا و الشعارات، مع النوايا ليست عيبا و الحكم عليها ليس الآن إنما بعد فترة و هذا أمر يحيلنا إلى فتح المجال للرجل و لحكومته للعمل كهدنة، بالطبع هناك ملفات لا تحتاج الهدنة فالأولى و من باب النوايا الحسنة أن تقوم الحكومة بإجراءات سريعة و إيجابية يكون لها الوقع الحسن لدى الشارع المغربي.
التعليقات (0)