هـوامــش حـرة
البرلمان الجديد
بقلم: فاروق جويدة
يفتح المصريون عيونهم اليوم علي تجربة سياسية وليدة سوف تدخل التاريخ من أوسع أبوابه في أول انتخابات تشريعية في ظل ثورة يناير..
لاشك أن هذا اليوم يمثل تاريخا جديدا سوف يكون مجالا للحساب والتقييم.. تدخل اليوم إلي مجلس الشعب قوي سياسية لأول مرة في تاريخها وتقف جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة في أول القائمة ثم تأتي تيارات أخري من السلفيين والليبراليين والوفد والكتلة.. هذا التجمع يحتاج إلي روح جديدة يمكن أن تكون نقطة انطلاق حقيقية نحو تجربة ديمقراطية حاربت أجيال كثيرة من أجلها.. ولأن جماعة الإخوان المسلمين تتصدر المشهد السياسي اليوم فإن المرحلة تتطلب منها أن تقدم تجربة سياسية تتناسب مع الإنجاز الذي حققته في الانتخابات.. لا ينبغي أن نكرر أخطاء الحزب الواحد وكلنا عايشها.. أن ديكتاتورة الأغلبية لا تقل في مخاطرها عن الحاكم المستبد.. سوف يكون خطأ فادحا أن يسير الإخوان علي نهج الوطني المنحل في احتكار اللجان وإسكات المعارضة والسقوط في أسطورة سيد قراره أو تبني مشروعات القوانين المضروبة دون سماع للرأي الآخر أو احتكار الصواب والحكمة تحت أي مسمي.. أن الأغلبية في المجلس الآن لحزب سياسي يسمي الحرية والعدالة وليس لجماعة دينية هي الإخوان المسلمون ولهذا ينبغي أن يتسع المجلس لكل الآراء وأن يسمع لكل التيارات السياسية.. في مجلس الشعب يجب أن نناقش كل القضايا ونبحث عن حلول لكل الأزمات وألا نسقط مرة أخري في دائرة المنظرين من أصحاب الاستراتيجيات أو جماعات التبرير التي تدين كل من يطرح فكرا مخالفا أو رأيا معارضا.. لقد قطف الإسلاميون أول ثمار ثورة يناير وأغلاها وهنيئا لهم ما قطفوا ولكن حول الشجرة85 مليون مواطن ينتظرون دورهم في جني الثمار.. كانت خطيئة الحزب المنحل أنه أكل الثمار وحده ثلاثين عاما والشعب المصري ينظر من بعيد.. نحن أمام تجربة قد تفتح أمامنا مستقبلا جديدا وقد تحمل معها مخاطر كثيرة وعلي أصحاب الشأن أن يختاروا..
التعليقات (0)