أكد عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صلاح البردويل، أن حصول فلسطين على اعتراف غير كامل العضوية في الأمم المتحدة جزء من الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني الذي سلبت أرضه وهجر عنوة منها قبل 64 عاماً.
وأوضح البردويل في تصريح لـ"فلسطين أون لاين"، أن دعم "حماس" لخطوة رئيس السلطة محمود عباس، لم يكن دعماً مفتوحاً بل مشروطا بأن تكون خطوته مقترنة بالحفاظ على الثوابت الفلسطينية، مشددًا على أن حركته لن تقبل بالمساس بحقوق وثوابت شعبنا الفلسطيني.
وحصلت فلسطين على اعتراف بدولة بصفة مراقب "غير عضو" في الأمم المتحدة، أمس، بأغلبية ساحقة بعد تصويت 138 دولة لصالح القرار ومعارضته من 9 دول فقط وامتناع 41 دولة أخرى عن التصويت.
حراك دبلوماسي
وقال البردويل: "لا يمكن لـ"حماس" التي قدمت الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على الثوابت الفلسطينية القيام بأي خطوة من شأنها التنازل عن فلسطين حتى ولو كانت إعلامية"، لافتًا النظر إلى أن العالم الظالم حارب "حماس" وفرض حصارا جائرا على قطاع غزة لرفضها المساومة على حقوق الفلسطينيين والاعتراف بـ(إسرائيل).
وأشار إلى أن حركته مع أي حراك دبلوماسي يمكن أن يحقق إنجازات إضافية لشعبنا، بشرط أن يأتي ذلك في سياق رؤية وطنية مشتركة تستند على المقاومة وعدم التخلي عن ذرة من تراب أرض فلسطين.
ولفت النظر إلى أن موقف "حماس" من إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1976، ليس موقفاً جديداً إذ سبق لها الإعلان عن موافقتها على ذلك في مناسبات مختلفة، مشدداً على أن الموافقة على دولة على حدود 1967 لا يلفت حركته عن هدف تحرير كامل فلسطين.
وشدد البردويل على أن موقف حركته نابع من رؤيتها الاستراتيجية لتحرير كامل فلسطين، نافياً أن يكون موقف تأييدها لخطوة عباس دليلا على موافقتها على مشروع التسوية الذي يقوده لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
أرض كاملة
وذكر أن "حماس" ترى أن فلسطين أرض واحدة، ووحدة كاملة لا يمكن أن تتجزأ، تمتد حدودها من النهر إلى البحر ومن الشمال إلى الجنوب في الوقت الذي يرى فيه عباس وفريق السلطة أن فلسطين لا تتجاوز حدود 1967.
وأكد أن المشروع الذي تقوده "حماس" يدافع عن حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم والعودة إلى ديارهم وتحرير كامل أرضهم ومقدساتهم، مبينًا أن الدولة الحقيقية التي تسعى "حماس" وفصائل المقاومة للوصل إليها ستكون ثمرة التحرير والمقاومة.
ونوه القيادي في "حماس" إلى أن حقوق الشعب الفلسطيني لا بد من انتزاعها من الاحتلال الذي لن يقدم بالاستجداء للفلسطينيين أي شيء.
وعن الأسباب التي دفعت "138" دولة للاعتراف غير الكامل بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، قال البردويل: "إن الأمم المتحدة ما كان لها القيام بهذه الخطوة لولا الدماء الطاهرة التي نزفت على تراب غزة خلال معركة "حجارة السجيل" وما قبلها وانتصار المقاومة على آلة الحرب والعربدة الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن دماء الشهداء وصمود المقاومة أثبتت للعالم أن الفلسطينيين شعب لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال.
وأوضح أن "حماس" وفصائل المقاومة استطاعت من خلال تصديهم لجرائم الاحتلال إعادة الصدارة للقضية الفلسطينية بعد سنين عجاف من تجاهل العالم لها ولأصحابها، مشدداً على أن المقاومة صاحبة الفضل في حصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة وإن كانت غير كاملة.
التعليقات (0)