مواضيع اليوم

البرادعي .. زعيما

مجدي المصري

2010-02-19 09:10:15

0

                                                                     الزعيم .. البرادعي
الفنان عادل إمام أصبح زعيما فقط لأنه يشبه الزعيم .. وإحدي النكات تقول إن من يستيقظ أولا يمسك الزعامه في هذا البلد ..
بل حكمه نجيب محفوظ الخالده هي أنه طالما لا يوجد زعيم لا توجد ثوره ولا يجتمع أو يثور الحرافيش ..
وما يحدث اليوم في مصر يتشابه في الكثير مع ما سبق .. ففي مصر حراك شديد ورغبه مُلحه في التغيير ليس فقط علي الصعيد السياسي أو الحكم ولكن أيضا علي مختلف الأصعده المجتمعيه والإقتصاديه .. الي آخره
والتجربه الديمقراطيه الناشئه غير مكتمله الملامح .. فتعديل الماده 76 من الدستور تراها مؤسسه الرئاسه إتاحه للشخصيات المجتمعيه والسياسيه والحزبيه الفرصه للترشح للرئاسه من زاويه الشعبيه والجماهيريه .. بينما تراه كافه قوي المعارضه تفصيل للمنصب لأناس بعينهم وقطع الطريق أمام الكافه للمحاوله ..
وتجربه الإنتخابات الرئاسيه الماضيه ربما تكون درسا إستفاد منه الكثيرين .. فقد ترشح رئيس حزب الوفد ورئيس حزب الغد لرئاسه الجمهوريه وكانت النتائج بخلاف الخساره في الإنتخابات هي إنقلابات حزبيه والإطاحه من رئاسه الأحزاب وأشياء كثيره أخري ..
أما جماعه الإخوان المسلمين فلسابق خبراتها في الصدام مع مؤسسات الحكم منذ الملكيه لم تتدخل في الملعب بصفه لاعب أساسي أو إحتياط وإنما جلست في المدرجات تشجع اللعبه الحلوه ..
وبعد دروس الانتخابات الرئاسيه الماضيه إنعدمت تقريبا أي فرص للأشخاص الموجودين علي الساحه للتفكير في الترشح .. حتي جائت الفرصه من السماء للمعارضه .. في صوره شبيه الزعيم عادل إمام أو الدكتور البرادعي الذي خرج للتو من منصبه كرئيس لهيئه الطاقه الذريه "منصب دولي عظيم" ويعيش في فيينا منذ أكثر من عقدين من الزمان تغيرت فيها الكثير من المفاهيم لديه ويتفهم جيدا كيف تعيش المجتمعات الديمقراطيه الحديثه .. الي آخره
بالإضافه الي أنه لن يحدث إنقلاب حزبي عليه .. كما أن أي "تحرش" به سيكون مسموعا ومرئيا في الخارج لما للرجل من إتصالات ومعارف علي مستوي العالم ..
وكانت في البدء فكره سرعان ما إختمرت في العقول ونتج عنها تجمع وشبه إتفاق لكافه قوي المعارضه .. وأيضا مباركه الإخوان المسلمين لهذا الإتفاق علي أن يكون الدكتور البرادعي مرشح أوحد لكافه قوي المعارضه القادم في إنتخابات الرئاسه ..
وبسرعه تم الإتصال بالرجل وعرض الأمر عليه .. حقيقه تفاجأ الرجل وحاول التملص والهروب .. ولكن عندما تم تذكيره بتاريخه العلمي والمناصب التي تبوءها .. ثم أن التاريخ لن يرحمه وسوف تُشطب إنجازاته وتوضع في مزبله التاريخ لأنه جبن وتراجع عن المواجهه بدأ موقف الرجل يتغير وقرر الإنتقال الي قلب الأحداث أي العوده الي القاهره .. خوفا من غضبه التاريخ عليه ..
وهنا أصبح البرادعي زعيم الحرافيش في ملحمه جديده لم يسطرها نجيب محفوظ وإنما سطرها تجمع قوي المعارضه السياسيه .. لا حبا في البرادعي ولا ثقه في أنه الزعيم المنتظر ولا لتاريخه السياسي أو المجتمعي ولكن لكونه "الواجهه" الوحيده الصالحه لتجميع ليس فقط قوي المعارضه ولكن أيضا لتجميع كل كاره أو رافض لأي شيئ في البلد ..
البرادعي زعيما .. هذا ما لم يكن في حسبان كل مؤسسات الدوله الحاكمه ولم يتم وضع خطط مناسبه له .. فكل الخطط الموضوعه سلفا كانت لأشخاص من الداخل ومعروفه جيدا ولها سجلات دقيقه لدي الأمن وبالتالي يمكن التعامل معها .. ولكن شخصيه قادمه من فيينا في طائره الساعه الثالثه بعد ظهر يوم الجمعه الموافق 19 فبراير 2010 .. ليتخير الحزب الذي يراه ليستوي علي قمته ويصبح من حقه الترشح في إنتخابات الرئاسه القادمه ..
فهذا الأمر لم يكن في الحسبان .. ولكن من الممكن بسهوله تدبير خطط سريعه "تيك أوي" علي مقاس البرادعي وهنا تكمن الإشكاليه !!
والإشكاليه تكمن في الآتي ..
الرجل لا يمكن التشكيك في ذمته سواء الماديه أو الأخلاقيه خاصه أنه أحد حائزي نوبل ..
التشكيك في أن الرجل لا يملك الكفائه أو الصلاحيه لقياده مصر وأن الرجل عاش معظم حياته بعيدا عن مصر ولا يعرف عن أحوالها شيئا .. أيضا مردود عليه وخاصه من الكثيرين الذين فقدو الأمل في أي إصلاح أو تغيير .. بأن البديل أيا كان لن يكون أسوأ .. والتغيير هو ما يفرز دائما الأصلح ..
وبالتالي الخطط "التيك أوي" فاشله وربما سوف تأتي بنتائج عكسيه .. ولكن هناك عقول وكوادر وكفاءات وأجهزه تعمل في صمت ..
فقط قادم الأيام هو ما سيأتي لنا بالجديد .. والا سيصبح البرادعي زعيما …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات