البرادعي يفتح النار
--------------------------------------------------------------------------------
فتح الدكتور محمد البرادعي النار عندما ابدأ رغبته بالترشح للرئاسة في جمهورية مصر العربية . والنار التي فتحها البرادعي هي نار الحرية والتعددية اي التعددية الحزبية ونزاهة الانتخابات واستقلاليتها نار لم يريدها نظام الحزب الواحد . واستقبلت الاوساط المصرية بمختلف انتمائتها وتوجهاتها نار البرادعي بكل تراحب من طرف وبكل امتعاض من طرف اخر . فمؤيدو الحزب الوطني الحاكم اطلقوا حملة اسموها اطلع برا .. واتهموا البرادعي بعدم الوطنية وجهله بالواقع السياسي والاجتماعي الداخلي .. اما مؤيدوه فاطلقوا حملات تأيد لدعوة البرادعي التي تزامنت مع قرب الاستحقاق الرئاسي حيث ان موعده عام 2011مـ . اما البرادعي الذي اصبح زعيم من دون كرسي استقبل في المطار استقبال الزعماء عند وصوله مصر . ودعى الى لقاء شعبي نخبوي بمنزله وبرر دعوته الى انه يريد معرفة المزيد عن الوضع الداخلي المصري وان يضع اجندته على طاولة الحوار وتسارعت الاحداث حتى اعلن عن تشكيل الجبهه الوطنية للتغيير وتزامن الاعلان عن تشكيل تلك الجبهه التي تضم احزاب المعارضة والفعاليات الثقافية والاجتماعية سفر الرئيس حسني مبارك الى الخارج للعلاج. البرادعي يدرك ان مادعى الية هو حق وطني وحق دستوري علما بان الدستور المصري مقيد باغلبية مجلسي الشورى والشعب ومحكم بقانون الطواري ولكن البرادعي قفز على الحواجز والتف حوله من يؤمن بالتغير السلمي للسلطه . والبرادعي الدوبلوماسي يدرك بان اقطاب الحياة السياسية المصرية تتحرك بقوتين لا ثالث لهما . الحزب الوطني الحاكم بقيادة حسني مبارك وجماعة الاخوان . فتلك القوتين تتحكمان بالشارع المصري ولكن الغلبة للحزب الوطني وجماعة الاخوان تلعب لعبة العصا والجزرة مع السلطه التي لا تنفك الا وان تعتقل كل اسبوع او يوم مجموعه من قياداتها . البرادعي سئم من واقع مصر الذي قال في احدى مقابلاته ان مصر تستحق اكثر مما هي عليه الان. والبرادعي وانصاره طالبوا بضرورة تعديل الدستور وتعديل بعض مواده حتى يضمنو نزاهة وحرية الانتخابات . ولكن السلطه لن تلتفت لتلك الدعوات ولم تلتفت الى ماشكل من جبه تقود وتسعى للتغيير السلمي للسلطه . والبرادعي عندما دعى الى التغير ظن البعض انه سوف يقتل او يعتقل . ولكن لم يحدث ذلك لسببين الاول ان البرادعي رجل عمل مديرا للوكاله الدوليه للطاقة الذرية ويعد رجل دولي والثاني ان البرادعي بدعوته التف حوله كل التيارات المعارضة بمختلف ادلوجياتها وهذا يدل على انه زعيم شعبي كل بنظر اليه كذلك. اما صمت السلطه يمكن ان يحلل من عدة نقاط اما ان دعوته تريد السلطه استثمارها كنوع من الحريه والتباهي ان في مصر حريه سياسية وتكسب الرهان ام ان السلطه تدرك انها لايمكن ان تتجاهل مطالب وغضب القوى السياسية والشعب المصري حيال الوضع السياسي الذي زاد عن 29 عام . ام انها ادركت ان المنطقة مقبله على استحقاقات منها انسحاب القوات الامريكية من العراق اوائل 2011مـ وتشكيل حكومة عراقية جديده في غضون اسابيع او اشهر قليله وادركت ان تلك الاستحقاقات سوف تغير موازين القوى وتغير التحالفات . البرادعي فتح النار فهل ستحرق احدا ؟؟؟الله اعلم؟؟
التعليقات (0)