هالني حجم الأتهامات والتجريح اللذي كالته الصحف الحكومية المصرية وبعض صحف الأحزاب اللتي من المفروض أنها أحزاب معارضة الى الدكتور محمد البرادعي بعد أعلانه لشروطه اللتي يرغب في تحقيقها قبل أن يقبل الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية في مصر . أتهامات طالت ليس فقط شرف البرادعي المهني "وهو من هو" ، بل ووطنيته وأنتمائه الى وطنه مصر . ولا أدري ماذا سيكون موقف صحافة الحكومة وساستها أذا ترشح البرادعي رسميا الى الرئاسة .
قادني فضولي بعد هذا الهجوم على البرادعي للبحث في الشبكة العنكوبوتية عن آراء الصحف المصرية والمسؤولين الحكوميين في الدكتور البرادعي قبل أن يلقي قنبلته بأحتمال الترشح للرئاسة . وقد وجدت شعرا وغزلا لاينتهي قد قيل بالدكتور البرادعي من قبل الصحافة والمسؤولين اللذين لم يتركوا مناسبة ألا وعبروا فيها عن فخرهم وأعتزازهم بأبن مصر البار كما كانوا يصفونه .
احد أهم الوثائق اللتي تظهر الرأي الرسمي بالدكتور البرادعي وجدتها منشورة على موقع رسمي تابع على ما يبدوا الى رئاسة الجمهورية المصرية ، وهو موقع "الهيئة العامة للأستعلامات" حيث نشر عليه خطبة السيد الرئيس حسني مبارك في حفل تكريم الدكتور البرادعي بعد نيله جائزة نوبل للسلام للعام 2005 .
أصبت بالدهشة عندما قارنت كم التهم اللتي تكال للبرادعي بالخيانة وعدم الكفاءة اليوم ، بكم المديح والثناء على عبقريته ووطنيته وأعتزاز الرئيس المصري به بأعتباره مفخرة لمصر والمصريين وكما جاء في الخطاب . وسأقوم هنا بأقتطاع بعض المقاطع من هذا الخطاب" اللذي يمكن للقاريء الأطلاع عليه كاملا من الرابط في آخر الموضوع" وأقارنها باقوال المسؤولين والصحف اليوم .
الرئيس مبارك : ايها الإخوة والأخوات ..
نلتقى اليوم تكريما للدكتور محمد البرادعى ..واحتفاء به ..إبنا بارا من أبناء مصر ، ونبتة طيبة من أرضها الطاهرة.
"أعبر لهذا الابن البار - بالأصالة عن نفسى وباسم شعب مصر - عن مشاعر التهنئة والاعتزاز ، بمناسبة فوزه المستحق بجائزة نوبل للسلام ، تقديرا لجهوده وجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، التى يضطلع بأعباء ادارتها بتميز واقتدار.
لنقرأ معا ماذا كتب رئيس تحرير الجمهورية محمد علي إبراهيم .
حذر أبراهيم من تولي هذا المنصب الخطير رئيس مزدوج الجنسية، حيث يؤكد كثيرون أنه يحمل جواز سفر سويدياً، ويؤكد كثيرون أنه يحمل جنسية نمساوية، وبهذا ينتفي أهم شرط من شروط صلاحيته للمنصب الرئاسي الذي لا يصلح أن يتولاه مزدوجو الجنسية، أو الذين وقفوا ضد بلادهم لمصلحة قوى غربية وأميركية، وقد فعلها البرادعي وغفرت له مصر ، ومنحه الرئيس مبارك قلادة النيل عام 2005 عقب فوزه بجائزة نوبل مناصفة مع الوكالة.
أذا فالبرادعي ليس كما يقول الرئيس مبارك "إبنا بارا من أبناء مصر" بل أنه انسان لا ولاء له ، مزدوج الجنسية من اللذين وقفوا ضد بلادهم لمصلحة قوى غربية وأميركية .
وفي مقطع آخر من الخطاب يقول الرئيس مبارك :
"إن مشاعرالمباهاة والاعتزاز تتجاوز هويتنا كمصريين ، الى هويتنا العربية والإسلامية . فى وقت تتعرض فيه هذه الهوية لمحاولات النيل منها ، والتقليل من شأنها ، والتشكيك فى قدرتها على التعامل مع معطيات عالم متغير..وملاحقة تطوراته المتسارعة.
"لقد كانت مصر - وسوف تظل - قوة اعتدال واستقرار لمنطقتها .. فتحت الباب أمام عملية السلام .. لاتدخر جهدا فى دفعها الى الامام .. تمضى فى نشر قيم التسامح .. تناهض الغلو والتطرف .. تواصل جهودها لتحديث مجتمعها .. لاتنعزل عن منطقتها وقضاياها وتنفتح على العالم من حولها باطمئنان وثقة ".
ألا أن السيد رئيس تحرير الجمهورية التابعة للحكومة يقول :
في عام 1997 خلا منصب مدير الذرية وقدمت الدول الأعضاء في الوكالة مرشحيها، وكان مرشح مصر الدكتور محمد شاكر بينما كان الدكتور البرادعي مرشح الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، وفاز بالمنصب بأغلبية الأصوات التي كانت ترى عدم حصول مرشح مصري له ولاء عربي وقومي على المنصب، خصوصاً وأن الرئيس حسني مبارك كان قد أطلق قبلها بعام دعوته الشهيرة بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وتابع: لو فاز شاكر فهذا يعني محاصرة إسرائيل وإلزامها بضرورة التخلي عن أسلحة الدمار الشامل، وهذا لن يتأتى في ظل التأييد الأميركي لها.. من ثم كان وقوف واشنطن وراء البرادعي.. مشيرا الى استجابة البرادعي للضغط الأميركي في مسألة ضرب العراق. وكيف أقنعته كونداليزا رايس بأهمية الرضوخ للمطالب، حتى يتم التجديد له في منصبه بالوكالة لمدة أربعة أعوام أخرى ليكمل بذلك 12 عاماً.
أذا فبحسب السيد أبراهيم فأن البرادعي هو سبب أنتصار الكيان الصهيوني على العرب . وهو سبب أنتشار أسلحة الدمار الشامل ، على عكس ما يقول السيد الرئيس ، وخلافا لرأي هيئة توزيع جوائز نوبل اللتي منحت البرادعي وهيئته الجائزة لخدماته في الحد من أنتشار الأسلحة النووية .
ويقول السيد الرئيس حسني مبارك في ذات الخطاب :
" تلك هى مصر .. السادات ومحفوظ وزويل والبرادعى وغيرهم من أبناء وطن عريق .. بدأت حضارة الانسانية على أرضه ولايزال اسهامه متصلا لمنطقته وللعالم.
"تحية وتهنئة للدكتور البرادعى ..إبنا بارا من أبناء مصر..تحية لكل جهد مخلص يتفانى فى خدمة الوطن .. وتحية لشعب عظيم يتواصل عطاء أجياله جيلا بعد جيل.
وفقنا الله جميعا وسدد على الطريق خطانا ".
ألا أن الدكتور علي لطفي رئيس الوزراء الأسبق قال :
البرادعي إذا أراد أن يترشح للرئاسة، فعليه أن يحترم الدستور المصري أولاً، فلا يجوز أن يغير الدستور حتى يتم ترشيحه .
واعتبر عضو أمانة السياسات في الحزب الوطني الدكتور جهاد عودة، إعلان البرادعي بـ «الغامض والمضطرب»، وقال إنه سبق أن أعلن أنه سيتفرغ لكتاباته، ومن قبلها تحدث عن انتخابات الرئاسة، وهو ما يعني أنه لم يحدد بالضبط ماذا ينوي أن يفعل.
والسؤال الآن من سنصدق الرئيس مبارك أم أبراهيم ولطفي وعودة ؟ .
أذا فجميع المواطنين في الدول العربية أبناء بررة ومفخرة لبلادهم وكنز للدولة ما داموا متفرغين لشئونهم اليومية أو لكتابة مذكراتهم أو حتى لكتابة قصص ميكي ماوس . المهم أنهم لا يترشحون للرئاسة أو حتى يحاولون التفكير بالموضوع . وألا فأنهم عملاء للصهاينة ومزدوجي الولاء .
هل سنقول بأن عندنا صحافة تحترم نفسها وقرائها من المواطنين بعد هذا الهراء عن الدكتور البرادعي ؟ .
www2.sis.gov.eg/Ar/Politics/PInstitution/President/Speeshes/000001/0401010200000000000108.htm
التعليقات (0)