مواضيع اليوم
قال صل الله عليه وسلم يقول: ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) خرجه مسلم في صحيحه. ومثل هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)) وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) خرجهما مسلم في صحيحه. عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْرٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا فَلَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَرٍّ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا . " رواه الترمذي رقم 2675 وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ أن هناك أمور كثيرة جدا لا تدخل تحت الحصر استحدثت فى محيط الأمة الاسلامية . بعد رسول الله صل الله عليه وسلم . وقد قام أصحابه رضي الله عنهم من بعده يلتمسون الأحكام . مجتهدين من كتاب الله و سنة رسوله صل الله عليه وسلم و ذلك مثل قتال ما نعى الزكاة , و جمع القرآن على مصحف واحد , و كذلك ما حصل فى عصر سيدنا عمر رضى الله عنه فى جمع المسلمين على صلاة التراويح جماعة بالمسجد .فلم يكن ذلك فى عهد رسول الله صل الله عليه وسلم. و أيضا تدوين الدواوين . و كذلك ما حصل من سيدنا عثمان رضى الله عنه فى الآذان الثانى لصلاة الجمعة , و توسيع مسجد الرسول صل الله عليه وسلم و كذلك جمع المسلمين على مصحف واحد و احراق باقى المصاحف و كل هذه الأمور تسمى بدعة حسنه أو سنه حسنه كما قال الرسول صل الله عليه وسلم : " من سن سنة حسنه فله أجرها و أجر من عمل بها الى يوم القيامة " رواه مسلم و الترميزى و ابن ماجه , وقال صل الله عليه وسلم: " عليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهتدين من بعد " رواه ابن ماجه و الترميزى, ثم جاء النابعين فحدثوا علوم الحديث . و وضعوا النقط على حروف القرآن و حركات الاعراب . و كتبوا و دونوا تفسير القرآن و لم يكن ذلك على عهد الرسول صل الله عليه وسلم .و كثير من الأحداث التى استجدت و تستجد فى المسلمين بحكم تغيير الظروف حتى تسير الحياة . وواجب علماء المسلمين أن يجتمعوا و يدرسوا الأمور التى تغييرت فى مجتمع المسلمين و يضعوا لها السنن من الكتاب و السنة النبوية , اذن البدعة الحسنة ( أو السنة ) هى استنباط من كتاب الله وسنة رسوله و هى كل عمل خير اجتمع عليه المسلمين و يكون نابع من شرع الله . و من البدعة الحسنة أو السنة التى استحسنها المسلمون من أعمال الخير الأحتفال بالمولد النبوى الشريف و المناسبات الدينية و كختم القرآن فى صلاة التراويح فى المسجد الحرام و المسجد النبوى و أمور كثيرة لا عد و لا حصر لها .و فى هذا تقرير لأهم المبادئ الدينية . و هى أن الله رفع الحرج و الأثم عن عن المسلمين فى كل ما يأتونه من أمور لم تكن موجوده على عهد الرسول r و لا تتنافى مع مبادئ الدين و لا روح الاسلام فليس كل ما سكت عنه رسول الله بدعة سيئة أو حراما . و قد قال رسول الله صل الله عليه وسلم لسيدنا معاذ ابن جبل عندما أرسله واليا على اليمن :" كيف تقضى اذا عرض لك القضاء ؟ قال : أقضى بما فى كتاب الله . وقال : فان لم يكن فى كتاب الله ؟ قال : فبسنة رسول الله . قال : فان لم يكن بسنة رسول الله ؟قال :أجتهد رأى و لا ألوا . فضرب رسول الله صل الله عليه وسلم على صدره و قال : الحمد لله الذى وفق رسول الله لما يرضى رسول الله . رواه أحمد و الطبرانى و غيرهم , فحتى فى عهد رسول الله صل الله عليه وسلم و القرآن ينزل و الرسول يبين . قد أقر الرسول صل الله عليه وسلم أجتهاد أصحابه فى حل المشكلات التى تحدث لهم مما لم يجوا فيها حكما فى كتاب الله و سنة رسوله صل الله عليه وسلملأن الأوضاع و الظروف تختلف من مكان الى مكان و من مجتمع الى مجتمع. قال تعالى : " وما عليكم فى الدين من حرج " بيانا لوسعة الاسلام و توضيحا لفضل الله على المسلمين و رحمته بهم . أما بدعة الضلال : فهى كما قال رسول الله :صل الله عليه وسلم " من أحدث فى أمرنا ما ليس له فيه فهو رد "عن عائششة رضى الله عنها . اذن بدعة الضلال هى الأمر المنكر شرعا و عرفا ولم يكن له أصل فى كتاب الله أو سنة رسوله صل الله عليه وسلم . و هى التى يضل صاحبها عن طريق الله و رسوله و يهوى بها فى مزالق الشر و الفساد و هى مردودة على صاحبها و لا تقبل منه وذلك مثل ابتداعات الفرق و الضلال التى غيرت معالم العبادات و المعاملات التى شرعها الله و رسوله . أو تحرم ما أحلة الله و رسوله . أو الفرق التى تطعن فى أئمة المسلمين . أو الفرق التى تحدث القاق و التفرقة بين المسلمبن و تبلبل أفكارهم و تضرب بعضهم ببعض . أو الفرق التى تتعصب لبعض المذاهب و الارآء و تسجع الجدل و المراء و الخصومة . أو الفرق التى تتبع الآيات المتشابه فى كتاب الله أو فى السنة و تحاول تطويع هذا التشابه لأغراضهم و أهوائهم المنحرفه و يشيعون بذلك الفتن بين المسلمين . كل هذه الفرق ابتدعت فى الاسلام و فى الأمة بدعة الضلال التى يضون بها أنفسهم و غيرهم . أقوال جهابذة علماء الأمة والذين يعول على كلامهم اولا: قال العلامة وحيد عصره وحجة وقته، وشارح صحيح مسلم الإمام الحافظ النووي رضي الله عنه: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح مسلم(6-21) ما نصه: (( كل بدعة )) هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع، وفال أهل اللغة: هي كل شئ عمل على غير مثال سابق، وهي منقسمة إلى خمسة أقسام. وقال كذلك في (تهذيب الأسماء واللغات) : البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم نكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. وقال أيضا: والمحدثات، بفتح الدال جمع محدثة، والمراد بها : ما أحدث وليس له أصل في الشرع.. ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة، فإن كل شئ أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما. أه ثانيا: قال عالم الاسلام في الحديث الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني شارح البخاري المجمع على جلالة قدره ما نصه: (( وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة، لكن منها ما يكون حسن ومنها ما يكنون خلاف ذلك)) أه ثالثا: وروى الإمام البيهقي في مناقب الشافعي رضي الله عنه، انه قال : المحدثات ضربان: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير ولا خلاف فيه لواحد من هذا فهو بدعه حسنه. أه. وروى أبو نعيم عن إبراهيم الجنيد قال: سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم رابعا: وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رضي الله عنه: في آخر كتابه (القواعد (ما نصه: ((البدعة منقسمة إلى واجبة، ومحرمة، ومندوبة ،ومكروهة ومباحة))، قال:
(( و الطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فواجبة، وأن دخلت في قواعد التحريم فمحرمة، أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة)) أه
فهؤلاء ممن ذكرنا قد قسموا البدعة إلى أقسامها المذكورة
قال ابن تيمية في كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة: [وكل بدعة ليست واجبة ولامستحبة فهي بدعة سيئة وهي ضلالة باتفاق المسلمين ومن قال في بعض البدع إنها بدعة حسنة فإنما ذلك إذا قام دليل شرعي أنها مستحبة فأما ماليس بمستحب ولا واجب فلا يقول أحد منا لمسلمين إنهامن الحسنات التي يتقرب بها إلى الله و الله من وراء القصد و هو يهدى السبيل و صلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم .
|
|
التعليقات (0)