مواضيع اليوم

البخاري وغيره

Riyad .

2021-10-30 03:27:35

0

 البخاري وغيره 

لا أعلم ما الذي يُشغل القرآنيين هل بقاء صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب أهل السنة متداولاً بين الناس سيؤثر على وجودهم في هذه الحياة أم أنه سيؤثر على مصداقية نظريتهم القائلة بأن كتب الحديث ماهي إلا مرويات مكذوبة عن النبي ولا يصح تداولها أو الإيمان بها أو اعلاء شأنها!
هناك فئة قرآنية لكنها اقل حدة من الأولى، تؤمن بالروايات النبوية شرط موافقتها للآيات القرآنية بمعنى الانتقاء وكأن الدين عبارة عن سوبر ماركت كبير يحق لمن يؤمن به انتقاء ما يشاء مثلهم مثل بعض من يختار أقوال معينة من المذاهب ويصنع لنفسه كوكتيل معين مدعياً أن ذلك صحيح لا مراء فيه..
لكل شخص أياً كان جنسه طرح وجهة نظره وعبادة الله وفق قناعات معينة يؤمن بها ذلك الشخص، لكن من حقنا نحنُ كمسلمين أن نؤمن بكتب السنة وبما جاء فيها والقرآن الكريم قبل ذلك وبما جاء فيه، من لديه نقد علمي منهجي مؤطر بشروط البحث العلمي فمن حقه طرح وجهة نظره العلمية ونشر فكرته بكل تجرد في أوساط المجتمع سواءً كانت وجهة النظر تلك فقهية أو تهتم بالاحاديث النبوية، كل ما نسمعه أو نقرأه عبارة عن حديث عابر ببلاغة وحسن ألفاظ غير مدعم ببحث علمي منهجي، والبسطاء يتسألون هل لتلك الفئة البشرية هدف تصحيحي أم أنها فئة تهذي بما لا تدري ام أنها ذات مشروع تخريبي تهدف إلى زعزعة الثقة في نفوس المسلمين تمهيداً للتشكيك في الدين كدين سماوي وبداية الطريق تكون برسم دائرة حول كتب الأحاديث النبوية الستة وعلى رأسها صحيح البخاري ذو المكانة العالية عند المسلمين السُنة.
لا يوجد مسلم يقف ضد التصحيح والتوضيح وإعادة قراءة صحيح البخاري من جديد ونقد ذلك الكتاب وغيره لكن المسلم الحقيقي يقف ضد التشويه ومحاولة التشكيك في السنة النبوية وتهميشها والانقضاض عليها ويقف ضد كل من يحاول أن يصنع لنفسه اسلاماً خاصاً ينتقي ما يشاء ويؤمن بما يشاء، فالدين ليس ملكاَ لأحد هو ملك لكل مسلم وأبوابه مفتوحة وهو واضح لا يحتاج لكثرة بحث وتنقيب بل إلى تمعن وتدبر ويقين واجتهاد فقط، نحنُ ومنذ زمن نعاني من التطرف وتشويه الإسلام بإسم الجهاد ونسينا أن ذلك التشويه يقابله تشويه من نوع آخر لا يقل خطره عن التطرف الدموي، أظن أن على المؤسسات الشرعية الأكاديمية منها والغير أكاديمية محاربة الفكرة القرآنية القائمة على رفض السنة النبوية أو انتقاءها بما يتناسب مع تصورات المؤمنين بتلك الفكرة فالأجيال الحالية لم تعد تعاني من التطرف فحسب بل بدأت تشك في كل شيء حتى وصل الحال ببعضهم إلى الإلحاد وهنا المصيبة مسلم سابق والسبب خطاب فكري متوحش لم يقدم أي دليل علمي منهجي على قوله أصاب قلوباً رخوة ولم يجد من يقطع الطريق ويتصدى له بطريقةِ علمية تضع النقاط على الحروف ..
هناك حقيقة لا لبس فيها تدعمها شواهد التاريخ القديم تلك الحقيقة تتمثل في عدم وقوف الدين عائقاً أمام التقدم والارتقاء العلمي والبشري، فالدين الإسلامي دين أنتج حضارة لكنه تحول لما يشبه الأداة بيد الجاهل أو المستبد فقتل المجتمعات بدم بارد وصور الدين على أنه دين كارثي لا يتماشى مع الحياة البشرية الحديثة..
لو فهم المسلمين الدين كما فهمه الأوائل واحترموا نصوصه قبل العمل بها لكانوا أفضل حالاً مما هم عليه اليوم، قد يقول قائل احترم النص الديني؟ نعم احترامك للنص الديني يعني احترامك لانسانيتك وقبل ذلك لمن شرع ذلك الدين فتقدير الشيء بداية الحب لذلك الشيء وغاية الدين تحقيق التقوى في النفس والعمل والمجتمع ككل.. 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات