البحث عن زوج سجاح
قادني الفضول أعاذني وأعاذكم الله منه إلى معلومة غير دقيقة عن رجل أرادته سجاح مليكا فأرداه القدر صريعا، مدى صحة المعلومة أمر يوكل لصاحب " تحت ظلال السيوف"، القصة و ما فيها أن سجاح أرسلت زوجها أو عشيقها إلى حيث اقتتل الفرس يدعمهم ملك الحيرة المعين حديثا إياس بن قبيصة و بني شيبان و من معهم من العرب يترأسهم صاحب الوديعة هانئ الشيباني في معركة عرفت بذي قار، قتل ربيعة التغلبي فبكته سجاح كاهنة بني تميم........
من ربيعة هذا الذي أراد أن يكون ملكا على العرب،تفاقم الفضول للبحث عن هذا الفارس، خاصة مع قلة الملوك و الممالك في تاريخ العرب قبل الإسلام فلا شيء يذكر من تاريخهم غير حروب القبائل و غزواتهم المتناثرة…..وما كان من ممالك لا يرقى إلى مصف الدول المستقلة ذاتيا و القائمة على قوة توسعية و حضارة، فالغساسنة و المناذرة دويلات كانت تابعة للروم و للفرس و كندة لم يدم أمرها طويلا و ضيعت ملكها بين القبائل و ما سبق ذلك من ممالك احتضنتها أرض اليمن و الغريب أن التاريخ و الخرافة اجتمعا في سرد سير ملوك العرب من تبع إلى ذي يزن و من قبل الحارث الرائش ( قيل ملك 150 سنة) و السميدع ………..
نعود إلى مرط الفرس، و ليس لنا في البحث غير الشبكة و على أبواب المحرك جوجل يقف الكم العرمرم من الأجوبة، غير أنها سلع كاسدة و متشابهة لا تفي بالغرض، فالحديث عن سجاح يرتبط بالسيرة و خاصة بنبوءتها و بزواجها بمسيلمة الكذاب، زواج يختلط فيه الحقيقي المؤرخ و الخرافي و الأسطوري ليكون قصة يشكك البعض في صحتها لصنعة ما ورد فيها و بذاءته.
ومعظم ما حكي عن تاريخ العرب يدخل في باب الأسطورة و الأدب القصصي، مما يجعل المؤرخين ينظرون إليه من باب الحذر خاصة القديم منه، لكن موضوعنا يعتبر نسبيا من التاريخ الحديث الذي تم توثيقه و التأكد منه مع الاستغناء طبعا عن الكثير من التفاصيل الجزئية التي لا تغني بقدر ما هي حشو يصلح لأصحاب الربابة، ولأنه حشو فقد يقول البعض فلم البحث عنه، رغم أن البحث أعياني مع أني تفننت في وضع الكلمات الدلالية من قبيل زوج سجاح، وكيع سجاح ذي قار، ذي قار سجاح تغلبي………….لكن لا فائدة ، التكنولوجيا تقدم كل شيء بسهولة تامة، لكن في الكل يضيع المفرد القليل،و هكذا صارت التكنولوجيا عبئا بدل أن تكون معينا.
التاريخ المنسي يراه البعض لا طائل من تدريسه و تعلمه فبالأحرى تتبع قصص الرواة و أساطير الأثر، و هذا سؤال الغاية من فن عرف به العرب، غير أنه لا يوجد فن و لا علم إلا لغاية و إن بعد عن المرء فهم مقصدها لقصر إدراكه و إحاطته، كمن لا يرى أهمية في الرياضيات النظرية التجريدية لقصوره عن إدراك أهميتها، فلو صبر قليلا و تبحر في باقي العلوم لوجد أن لا دخان بلا نار، غير أن البحث عن زوج سجاح ليس نوعا من طلب العلم، هو نوع من الفضول التأريخي لنسميه، فضول كهذا يبحث عن قتيل سجاح فضول لا يجدي نفعا، لربما؟
التعليقات (0)