الثعالب وأوجارها
فاقت أعدادها
حجم المعاجم والمقادم
دبيبها
جرح خدود الأرض
ودبابيس مخالب نعالها
نشك
أوتادها
تنهش
في دمن كل مجد
ولحد
= = =
دمنة !
تربية غربية
بإمتياز
سموم "آل عبران"
يبخها الأفعوان
أينما
أجج وكره وحط .
يسرق من العجائز بيض الدجاج
وحملان الرعاة
وأضرحة الكماة
أأسأل
الماء والهواء والتراب
ما العمل ؟!
أم أسأل النار كيف يتحقق الأمل ؟!
= = =
عاش دمنة دهراً
يسرح
يسطو على مزارع الجيرة الأربع
هنا يجلس
ويتلذذ بثمر التراب
وهنا يتعالى
يمشئ الحصرم ولا يرحم العناب
وهناك
يهجع على الكفافي
في ضوء القمر
أما في الرابعة !
فقد طب وخب
يهول ويولول
ويفاجأ
في أنه ركع
وقبل أن يكشف
عليه طبيب النفس
أسكره الهلع
وبعد ثلاثين يوماً
عاد إلى وكره
يسكع
فالريح الشمالي
حملت رسالة
إلى كل العرب
أن دمنة عجوز هرم
وحتى تعود الأرض
لأصحابها !
يفترض على الأمر أن يستقم
= = =
ولمن يسأل عن فلسطين
ما بها ؟!
فكل دبيب النمل
ومساطب النحل
وطير الحمام
تعرف ما بها
حجراتها
كنائسها
مساجدها
سجونها
في الخارج والداخل
تعرف ما بها
= = =
فلسطين
تسهر ليلها
فليس للنوم عندها جفن
لم يدعها دمنة تبصر النهار
لكن لديها الوقت
لتسأل عن كل المحبين
مع أنها ممسوكة في إطار
الحجز المبرمج
لكن لديها الوقت لتحلم
وهي واقفت في نوبة العمل
تلبس مريولها الأبيض
عليه شارة أرض العرب !
جمعت زهر البرتقال
وزيت الزيتون
وشمالة زعتر
تتقدم من كل جريح
تمسح جبينه
تذكره بأن الفجر آت
ثم تغطيه بشال الصبر
مشغول من دمى الأطفال
ومناديل الأمهات
وتقرأ له
ذاكرة القربى
وشجرة الحسب والنسب
من خالد
وعبيدة
وصلاح الدين
وكل جثامين الخالدين
مكتوب في الحاشية !
أن الأرض سمة الوجود
لأبنائها
وتسأل إن كان
بحاجة إلى دم ؟
فلديها فائض من كل الفئات
تقدّمه
للذين لا يعرفون
الحدود أو القيود
هكذا تقرأ في الصفحة الأولى
من شهادة الأموات
= = =
وأما عن خميرة الصبر !
فهنا أيوب
عجنها
وخبزها أرغفة
لعشاء المناضلين
والمكتومين
وعند السحور !
بخفة الظل يختفي
مرتلاً
آه آه
يا أم الصبر
ودنيا القهر
ونوارة الدهر
= = =
فيا أخي العربي
دمنة !
على أبواب المأزق الأخير
فحبل السرة
ملفوف على عنقه
لا يلزمه !
إلا حكم بني حزم وعبس
من غير القانطين
أوَلا تراه من ليل لليل !
يستجير بكل قابلة وطبيب
من قتلة
الهنود الحمر والسود والسمر
فهنا يبني سوراً حول نفسه
يبنيه ولا يحميه
يتناسى
أن الموت موروث خلية
وعزرائيل يصاهر كل البشر .
يدعم حول قبره
منوعات الدروع
الرومانية والصليبية
وبزاز الشوك ومطمورات الألغام
فلن يغير حرفاً من مطلب الحق
الذي مزقت أهدابه بنات آوى
أنظره
يستنفر كل ديوك العالم المتحضر
وعلم الجبر والخيمياء والسيمياء
وعلى الحدود ينشر
أشباه الرجال ولا رجال
فهو في دائرة المحال
وقع
فدمنة خرج قديماً
من صحراء التيه يلهث
وعندما وصل أرض كنعان تنفّس
ونشر أبناءه في كل الدساكر
يبشر وينذر !
إخوتي العرب !
أيمتى الخروج من الربع الخالي
لملاقات الموالي ؟
أقَبل صلاة "العصر" أم بعده
.............. تفكروا !
التعليقات (0)