مواضيع اليوم
الباحث المغربي مصطفى الغرافي يتحدث عن “الحكاية الشعبية في المغرب” من إذاعة “صوت العرب”بالقاهرة
الباحث المغربي مصطفى الغرافي يتحدث عن “الحكاية الشعبية في المغرب” من إذاعة “صوت العرب”بالقاهرة
بقلم : أسماء التمالح
بث البرنامج الشهري سهرة مع الفن الشعبي الذي يذاع على أثير اذاعة صوت العرب بالقاهرة، يوم السبت 10 مارس 2012 ، حلقة خاصة عن الحكاية الشعبية في المغرب ، استضاف من خلالها الاعلامي المقتدر محمد الناصر الشاعر و الباحث المغربي مصطفى الغرافي .
في سؤال عن طبيعة وخصائص الحكاية الشعبية في المغرب، أوضح الباحث المغربي مصطفى الغرافي أن الحكاية الشعبية هي صنف من الخطابات المندرجة ضمن التراث الشعبي، الذي يمثل ضمير الشعب وذاكرة الأمة ، ولذلك فهي تنطوي على قيمة تاريخية وحضارية كبيرة، لأنها تكشف عن الطريقة التي يفكر بها الناس وعن نمط عيشهم، وعن نظرتهم للوجود وموقفهم منه .
شكل هذا التعريف مدخلا مناسبا استثمره الباحث لكي يظهر أن الحكاية الشعبية المغربية تندرج ضمن النصوص مجهولة المؤلف، شانها في ذلك شأن جميع المرويات المنحدرة من أصل شفاهي سواء في حضارتنا أو في حضارة غيرنا، والتي تعود صياغتها لجماعة من المؤلفين تعاقبوا على روايتها ونسخ أحداثها، وفي كل مرة تنضاف تفاصيل جديدة، مما يجعل الحكاية تتضخم وتتنامى حسب قدرات الخيال الجماعي الذي أنتجها .
يكشف تأمل متون الحكايات الشعبية من منظور مقارن، أن كثيرا من الحكايات تتشابه وتتماثل على اختلاف البيئات والعصور. وقد مثل الباحث لذلك بحكاية شعبية شائعة في المغرب هي حكاية “عائشة القديسة”، وتعرف في التداول العامي بـ “عيشة قنديشة” أو “مولات المرجة” ، أي سيدة البركة لأنها تسكن قاع الانهار. فهذه الحكاية انبثقت عن أصل واقعي، يتمثل في حكاية امرأة كانت ذات جمال، قتل المستعمر البرتغالي عائلتها، فعمدت الى الانتقام عن طريق إغواء الجنود وقتلهم.
واذا كان الباحث مصطفى الغرافي قد أعطى صورا عديدة لهذه الحكاية المتداولة في نطاق واسع بالمغرب، فان بعض الباحثين مثل بون باسكون المهتم بعلم الاجتماع المغربي ولاسيما القروي، يرى أن هناك خيوطا وثيقة تصل بين حكاية عائشة القديسة وبعض الحكايات الأسطورية مثل حكاية عشتار التي ترتبط بطقوس الزنا المقدس أو الدعارة المقدسة، مما يعني أن العقل الإنساني يلتقي في كثير من الانتاجات الحكائية الأسطورية، التي تؤكد وحدة العقل البشري رغم اختلاف البيئات والعصور.
وبالانتقال الى السؤال عن اصناف الحكاية الشعبية في المغرب، تطرق الباحث مصطفى الغرافي إلى الغنى الدلالي والرمزي الذي تنطوي عليه الحكاية الشعبية على مختلف الصعد والمستويات، إذ تتسم – يقول الغرافي – بثراء كبير على مستوى البناء والمضمون والمقاصد، وقد سرد أهم الأصناف الحكائية، وأبرز الخصائص التي تميز كل صنف، وأشار الى:
- الحكاية المرحة التي تقابل النادرة عند القدماء، والحكاية الهزلية أو القصص الفكاهي عند المعاصرين، ويقوم هذا الصنف من الحكايات على المفارقة، ويكون غرضها التسلية والإضحاك فضلا عن النقد الاجتماعي.
- الحكاية الخرافية، وتقوم على وقائع وأحداث عجيبة وخارقة، ويضطلع ببطولتها الحيوانات والجمادات وتتوجه الى خدمة أغراض تعليمية ونربوية.
- الحكاية الصوفية الشعبية، وتدور حول أدب السلوك والمناقب، وأبطالها الوعاظ والزهاد والمتصوفون، ويتحدد الغرض منها في التربية الوجدانية وتهذيب سلوك العامة.
وعن طبيعة التوظيف الذي خضعت له الحكاية الشعبية في النصوص الأدبية، والدراما التليفزيونية، أشار الباحث مصطفى الغرافي إلى أن كثيرا من الأعمال الأدبية استلهمت الحكايات الشعبية في بناء حبكتها وإغناء عوالمها السردية، وقد مثل لذلك بحكاية عائشة القديسة المعروفة في المغرب بـ “عيشة قنديشة” ،التي وظفت في كثير من الأعمال القصصية والروائية كما هو الحال في المجموعة القصصية “وادي الدماء” للكاتب المغربي عبد المجيد بنجلون.
أما توظيف الحكاية الشعبية في الدراما الشعبية، فقد مثل لها الباحث الغرافي بمسلسل حديدان، الذي تدور أحداثه على مغامرات يقوم بها بطل المسلسل، والذي يكشف دائما عن براعة كبيرة في الحيلة والمكيدة وهو يذكر بحكايات جحا. وكذلك مسلسل “عبد الرحمان المجذوب” الذي يستلهم سيرة شخصية صوفية مغربية هو الشيخ عبد الرحمان المجذوب، الذي تنقل بين مدن مغربية عدة من بينها مدينة القصر الكبير التي ولد بها الشاعر والباحث المغربي مصطفى الغرافي.
يشار في الأخير، الى أن الأستاذ مصطفى الغرافي يزاوج بين الكتابة الإبداعية والكتابة النقدية، فهو باحث في البلاغة وتحليل الخطاب، وقد صدر له ديوان شعري موسوم بـ:”تغريبة مصطفى الغرافي”.
وقد ظهرت له العديد من الدراسات التحليلية، والمقالات النقدية في مجلات ودوريات محكمة، من أهمها :
-الأبعاد التداولية لبلاغة حازم من خلال منهاج البلغاء وسراج الأدباء- مشروع قراءة، مجلة عالم الفكر الكويتية.
-البلاغة والايديولوجيا – نظر بحثي في العلاقة الملتبسة بين المعرفة البلاغية والمطالب الايديولوجية، في مجلة الرافد الاماراتية ومجلة الفكر العربي المعاصر التي يشرف عليها المفكر مطاع صفدي.
-المثقف والسلطة من خلال الآداب السلطانية بمجلة وجهة نظر المغربية.
- محمود درويش..مغني الشهداء، مجلة طنجة الادبية.
الادب والغرابة لعبد الفتاح كيليطو- النص الادبي وقواعد النوع، القدس العربي
-البلاغة والسرد لمحمد مشبال- جدل الوظائف وبروز معيار التلقي التداولي، العرب اللندنية
-الكلام والخبر لسعيد يقطين مشكلة التصنيف في الادب العربي، القدس العربي
- البلاغة الجديدة بين التخييل والتداول، القدس العربي
سيظهر له في مجلة “عالم الفكر” الكويتية بحثان موسعان:
- في مقولة النوع الادبي- دراسة في اجراءات المفهوم وتطبيقاته في الغرب وعند العرب
- عن البلاغة، دراسة في تحولات المفهوم
وفي مجلة مبدأ التونسية:
- عزف منفرد- دراسة في جماليات خطاب الموت في جدارية محمود درويش .
بث البرنامج الشهري سهرة مع الفن الشعبي الذي يذاع على أثير اذاعة صوت العرب بالقاهرة، يوم السبت 10 مارس 2012 ، حلقة خاصة عن الحكاية الشعبية في المغرب ، استضاف من خلالها الاعلامي المقتدر محمد الناصر الشاعر و الباحث المغربي مصطفى الغرافي .
في سؤال عن طبيعة وخصائص الحكاية الشعبية في المغرب، أوضح الباحث المغربي مصطفى الغرافي أن الحكاية الشعبية هي صنف من الخطابات المندرجة ضمن التراث الشعبي، الذي يمثل ضمير الشعب وذاكرة الأمة ، ولذلك فهي تنطوي على قيمة تاريخية وحضارية كبيرة، لأنها تكشف عن الطريقة التي يفكر بها الناس وعن نمط عيشهم، وعن نظرتهم للوجود وموقفهم منه .
شكل هذا التعريف مدخلا مناسبا استثمره الباحث لكي يظهر أن الحكاية الشعبية المغربية تندرج ضمن النصوص مجهولة المؤلف، شانها في ذلك شأن جميع المرويات المنحدرة من أصل شفاهي سواء في حضارتنا أو في حضارة غيرنا، والتي تعود صياغتها لجماعة من المؤلفين تعاقبوا على روايتها ونسخ أحداثها، وفي كل مرة تنضاف تفاصيل جديدة، مما يجعل الحكاية تتضخم وتتنامى حسب قدرات الخيال الجماعي الذي أنتجها .
يكشف تأمل متون الحكايات الشعبية من منظور مقارن، أن كثيرا من الحكايات تتشابه وتتماثل على اختلاف البيئات والعصور. وقد مثل الباحث لذلك بحكاية شعبية شائعة في المغرب هي حكاية “عائشة القديسة”، وتعرف في التداول العامي بـ “عيشة قنديشة” أو “مولات المرجة” ، أي سيدة البركة لأنها تسكن قاع الانهار. فهذه الحكاية انبثقت عن أصل واقعي، يتمثل في حكاية امرأة كانت ذات جمال، قتل المستعمر البرتغالي عائلتها، فعمدت الى الانتقام عن طريق إغواء الجنود وقتلهم.
واذا كان الباحث مصطفى الغرافي قد أعطى صورا عديدة لهذه الحكاية المتداولة في نطاق واسع بالمغرب، فان بعض الباحثين مثل بون باسكون المهتم بعلم الاجتماع المغربي ولاسيما القروي، يرى أن هناك خيوطا وثيقة تصل بين حكاية عائشة القديسة وبعض الحكايات الأسطورية مثل حكاية عشتار التي ترتبط بطقوس الزنا المقدس أو الدعارة المقدسة، مما يعني أن العقل الإنساني يلتقي في كثير من الانتاجات الحكائية الأسطورية، التي تؤكد وحدة العقل البشري رغم اختلاف البيئات والعصور.
وبالانتقال الى السؤال عن اصناف الحكاية الشعبية في المغرب، تطرق الباحث مصطفى الغرافي إلى الغنى الدلالي والرمزي الذي تنطوي عليه الحكاية الشعبية على مختلف الصعد والمستويات، إذ تتسم – يقول الغرافي – بثراء كبير على مستوى البناء والمضمون والمقاصد، وقد سرد أهم الأصناف الحكائية، وأبرز الخصائص التي تميز كل صنف، وأشار الى:
- الحكاية المرحة التي تقابل النادرة عند القدماء، والحكاية الهزلية أو القصص الفكاهي عند المعاصرين، ويقوم هذا الصنف من الحكايات على المفارقة، ويكون غرضها التسلية والإضحاك فضلا عن النقد الاجتماعي.
- الحكاية الخرافية، وتقوم على وقائع وأحداث عجيبة وخارقة، ويضطلع ببطولتها الحيوانات والجمادات وتتوجه الى خدمة أغراض تعليمية ونربوية.
- الحكاية الصوفية الشعبية، وتدور حول أدب السلوك والمناقب، وأبطالها الوعاظ والزهاد والمتصوفون، ويتحدد الغرض منها في التربية الوجدانية وتهذيب سلوك العامة.
وعن طبيعة التوظيف الذي خضعت له الحكاية الشعبية في النصوص الأدبية، والدراما التليفزيونية، أشار الباحث مصطفى الغرافي إلى أن كثيرا من الأعمال الأدبية استلهمت الحكايات الشعبية في بناء حبكتها وإغناء عوالمها السردية، وقد مثل لذلك بحكاية عائشة القديسة المعروفة في المغرب بـ “عيشة قنديشة” ،التي وظفت في كثير من الأعمال القصصية والروائية كما هو الحال في المجموعة القصصية “وادي الدماء” للكاتب المغربي عبد المجيد بنجلون.
أما توظيف الحكاية الشعبية في الدراما الشعبية، فقد مثل لها الباحث الغرافي بمسلسل حديدان، الذي تدور أحداثه على مغامرات يقوم بها بطل المسلسل، والذي يكشف دائما عن براعة كبيرة في الحيلة والمكيدة وهو يذكر بحكايات جحا. وكذلك مسلسل “عبد الرحمان المجذوب” الذي يستلهم سيرة شخصية صوفية مغربية هو الشيخ عبد الرحمان المجذوب، الذي تنقل بين مدن مغربية عدة من بينها مدينة القصر الكبير التي ولد بها الشاعر والباحث المغربي مصطفى الغرافي.
يشار في الأخير، الى أن الأستاذ مصطفى الغرافي يزاوج بين الكتابة الإبداعية والكتابة النقدية، فهو باحث في البلاغة وتحليل الخطاب، وقد صدر له ديوان شعري موسوم بـ:”تغريبة مصطفى الغرافي”.
وقد ظهرت له العديد من الدراسات التحليلية، والمقالات النقدية في مجلات ودوريات محكمة، من أهمها :
-الأبعاد التداولية لبلاغة حازم من خلال منهاج البلغاء وسراج الأدباء- مشروع قراءة، مجلة عالم الفكر الكويتية.
-البلاغة والايديولوجيا – نظر بحثي في العلاقة الملتبسة بين المعرفة البلاغية والمطالب الايديولوجية، في مجلة الرافد الاماراتية ومجلة الفكر العربي المعاصر التي يشرف عليها المفكر مطاع صفدي.
-المثقف والسلطة من خلال الآداب السلطانية بمجلة وجهة نظر المغربية.
- محمود درويش..مغني الشهداء، مجلة طنجة الادبية.
الادب والغرابة لعبد الفتاح كيليطو- النص الادبي وقواعد النوع، القدس العربي
-البلاغة والسرد لمحمد مشبال- جدل الوظائف وبروز معيار التلقي التداولي، العرب اللندنية
-الكلام والخبر لسعيد يقطين مشكلة التصنيف في الادب العربي، القدس العربي
- البلاغة الجديدة بين التخييل والتداول، القدس العربي
سيظهر له في مجلة “عالم الفكر” الكويتية بحثان موسعان:
- في مقولة النوع الادبي- دراسة في اجراءات المفهوم وتطبيقاته في الغرب وعند العرب
- عن البلاغة، دراسة في تحولات المفهوم
وفي مجلة مبدأ التونسية:
- عزف منفرد- دراسة في جماليات خطاب الموت في جدارية محمود درويش .
أضف تعليق
آخر الأخبار من إيلاف
من صوري
فيديوهاتي
التعليقات (0)