مواضيع اليوم

الباحث السعودى الدكتور محمد أبوبكر حميد يؤكد بان ريادة الاديب علي احمد باكثير للشعر الحديث محسومة

رشيد القحص

2009-06-23 18:09:49

0

صالح البيضاني

أمضى الناقد والباحث السعودى الدكتور محمد أبوبكر حميد أكثر من ربع قرن فى البحث والتنقيب عن الآثار الأدبية الضخمة التى خلفها الأديب العربى الكبير على أحمد باكثير الأمر الذى جعل من الدكتور حميد أبرز المصادر والمراجع فى عصرنا الحالى التى يمكن أن يعود إليها المهتم والدارس والباحث فى أدب على أحمد باكثير .. عن قصة هذه العلاقة وعن بعض من المحطات فى حياته باكثير وأدبه تحدث الدكتور حميد لصحيفة العرب من خلال الحوار التالي:

قصتك مع الأديب الكبير على أحمد باكثير من أين بدأت وإلى أين وصلت ؟
-اهتمامى بباكثير هوقصة عمر بالنسبة إليّ بدأ هذا الاهتمام منذ المرحلة الجامعية أى ما يقرب من 25 عاما أى منذ ربع قرن واستمر معى هذا الاهتمام حتى الآن، وفى الحقيقة لا أستطيع أن ازعم بأننى أنا الوحيد الذى اهتم بباكثير ولكننى واصلت فى التنقيب والبحث عن أعماله والاطلاع عليها والكتابة عنها ثم تحملت مسؤولية نشر المخطوط من تراثه لأن باكثير كان محظوظا لأنه لم ينجب فنحن نعرف أن العلماء الذين يموتون ويخلفون أولادا فإن أولادهم يخزنون تراثهم وما أكثر ما عانينا مع أبناء العلماء وهذا نسميه عقوق الأبناء لكن الحمد لله لأن باكثير لم ينجب أولادا من بعده يرثون تراثه فاستطعت بمساعدة الأستاذ عمر عثمان العمودى رحمه الله زوج ربيبة من زوجته المصرية السيدة إجلال محمد لطفى والذين تعاونوا معى تعاونا كبيرا عام 1991م عندما ذهبت إلى القاهرة وفتحوا لى كل محتويات مكتبته واطلعت على كل ما هومخطوط من تراثه وحصلت على كل شعره غير المنشور والكثير لم ينشر من ديوانه فى حياته ومنذ عام 1991م وأنا احمل هم هذه المسؤولية. ثم بعد ذلك بدأت أركز على مراحل حياة باكثير المجهولة: المرحلة الأولى “المرحلة اليمنية” وهى تخص حياته فى حضرموت واكتشفنا أن لهذه المرحلة ديوانا شعريا كبيرا عن شعره فى حضرموت عنوانه “أزهار الربا فى شعر الصبا” والحمد لله حققت هذا الديوان وطبع قبل خمسة عشر عاما وبعد ذلك هاجر باكثير من حضرموت إلى عدن بعد وفاة زوجته الحضرمية ومكث فى عدن ما يقرب العام وتمت طباعة ديوان شعره الذى نظمه خلال وجوده فى عدن وعنوانه “سحر عدن وفخر اليمن”، وفى المملكة العربية السعودية ألقيت العديد من المحاضرات لأن باكثير خرج من عدن وذهب إلى الحجاز وأقام عاما فى المملكة واحتفلت به المملكة والتقى الملك عبد العزيز وحياه ونوه بالوحدة التى أقامها، ونظم ديوانا من الشعر سيصدر خلال شهرين عنوانه “صبا نجد وأنفاس الحجاز” ثم بعد ذلك تأتى مرحلة مصر فى حياة باكثير وشعرة لمصر وهوشعر كثير جدا يصل إلى أكثر من 500 صفحة سنصدره قريبا.

عودة باكثير

اهتمامك بتراث الأديب الكبير على أحمد باكثير هل حظى بالنتائج التى ترجوها؟
حقيقة قد توج هذا العمل بما اسميه أنا عودة على أحمد باكثير إلى اليمن وذلك من خلال أمر الرئيس على عبد لله صالح بشراء بيت باكثير فى سيئون بحضرموت وتحويله إلى متحف ومركز ثقافى وهوما يتم الآن وأنا أتصور أن رسالتى نحوباكثير ستنتهى بافتتاح متحف باكثير ونقل تراثه من القاهرة إلى حضرموت وبإصدار وزارة الثقافة فى اليمن جميع أعماله وجعلها فى متناول الأيدى وبهذا العمل أكون قد أنتهيت فعلا من رسالتى نحوباكثير وأيضا نشر كل ما هومخطوط من أعماله وأترك الدارسين بعد ذلك يدرسون هذه الأعمال فليست مهمتى الآن دراسة أعمال باكثير وإنما مهمتى تقديم هذه الأعمال ووضعها بين أيدى الدارسين والباحثين وهذا ما هوحادث إلى الآن والحمد لله فالأعمال التى كتبت عن باكثير متوفرة فى كل أومعظم جامعات العالم العربى والإسلامى حيث يتصل بى كل باحث يكتب عن باكثير..

اتصل بى العام الماضى طالب من باكستان أنجز بحث دكتوراه عن باكثير والعام الذى قبله اتصل بى طالب فى الأردن حصل على الدكتوراه عن باكثير والآن فى المغرب هناك طالبة بصدد انجاز دكتوراه عن باكثير، لا تجد جامعة عربية إلا وأنجز فيها بحث عنه وفى السعودية تم انجاز ثلاث أبحاث مابين ماجستير ودكتوراه وثمة طالبة تحضر ماجستير عنه..
أنا أتصور أن ما كتب عن باكثير خارج اليمن أكثر بكثير مما كتب عنه فى داخل هذه البلد وهنا احض على عودة باكثير إلى اليمن وطنه الأصلي..
باكثير ملك للجميع طبعا وسر هذه الكتابات عنه هو أنه لم يترك بلدا عربيا وإسلاميا إلا وكان له فى أدبه نصيب كتب الأناشيد لكل الدول العربية والإسلامية وعاش للعرب والمسلمين لكن أيضا الأقربين أولى بالمعروف.. باكثير ابن اليمن وخرج من اليمن وانطلق من اليمن وأشرق فى العالم العربى والإسلامى حتى ملء ضوءه كل مكان .

قصائد وحدوية

هل تعد نفسك فى طليعة المهتمين والمنقبين عن آثار باكثير الأدبية؟
فى الحقيقة لم أكن وحدى صاحب هذه الرسالة ولا استطيع أن ادعى هذا لأن لباكثير روادا وفى مقدمة الرواد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح الذى كتب عنه فى مرحلة مبكرة جدا وأنا لا أنسى فضله فى هذا الجانب حتى عندما كنت طالبا جامعيا كان الدكتور عبد العزيز المقالح يأخذ مقالاتى من الصحف الكويتية والسعودية التى كنت انشر فيها ويعيد نشرها فى صحيفة “26 سبتمبر” وستجد لى مقالات قبل أكثر من 25 سنة عن باكثير فى الصحف اليمنية وكان الفضل يعود فيها للدكتور عبد العزيز الذى كان يعيد نشرها فى اليمن ومنذ ذلك الوقت بدأت راية باكثير ترتفع وبدأ يعود إلى وطنه، وفى الحقيقة باكثير من حقه أن يعود إلى وطنه اليمن فهوأول من دعا إلى الوحدة اليمنية وأول من بشر بها ولن ننسى أنه ليلة استقلال الجنوب نظم قصيدة “يا دولة الجنوب يا بلسم الجراح فى ظلمة الخطوب أشرقت كالصباح” ثم ختم هذه القصيدة بدعوة دولة الجنوب إلى الوحدة مع اليمن حيث يقول “يا دولة الجنوب دورى مع اليمن فى دارة الشرف والوحدة الثمن والسؤدد الهدف لواؤك الجديد يمن على العرب اليمن السعيد ميلاده اقترب” هذا الكلام عام 1967م كتبه باكثير حيث بشر بالوحدة اليمنية ودعا إليها فلا غروفى أن نحتفل به اليوم وفاء له فهو رائد من رواد الوحدة العربية الإسلامية وأول من دعا إليها وكان يناصر الملك عبد العزيز ومعه الأحرار جميعا مثل محمد على لقمان فى عدن والزبيرى فى صنعاء والنعمان لماذا؟ لأن الملك عبد العزيز استطاع أن يوحد الجزيرة العربية ويقيم كيان دولة إسلامية مستقلة كانوا يتمنون فى اليمن أن تقام دولة مثلها وفى الديوان الأخير “سحر عدن وفخر اليمن” قصيدتان من قصائد باكثير يحيى فيها الملك عبد العزيز ويدعوه والإمام يحيى إلى الاتحاد والتعاون ولذلك أنا اعتبره أول من دعا إلى التحالف السياسى والاستراتيجى بين السعودية واليمن. وقد قال فى أبياته “لاشيء غير الاتحاد به جزيرتنا تصور فتضامنا وأنا الكفيل بان سؤددنا سينشر”هذا عام 1932م قبل حرب1934م حيث كان يخاطب بها الملك عبد العزيز والإمام يحيى إيمانا منه بأنه لن يتحقق رخاء فى جزيرة العرب إلا باتحاد المملكة واليمن وأنا أتصور أن هذه الدعوة قائمة إلى اليوم وهى ما يعمل من اجلها الآن من أجل انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجى لتحقيق هذه الوحدة التى دعا إليها.

ريادة أدبية

هل لك رأى فى موضوع ريادة باكثير للشعر الحديث؟
لست أنا الذى يحسمها، اعتقد أن ريادة باكثير للشعر الحديث محسومة من كبار النقاد، أنا اعتبر أن الموضوع منتهيا، هم سرقوا منه فى حياته هذه الريادة ولكن كتبت دراسات كثيرة بعد وفاته تؤكد ريادته التى هى ريادة فنية وريادة تاريخية فى الوقت نفسه وستجد من بداية وجوده فى عدن أنه بدأ يخرج عن إطار القافية من فترجم لمسرحية “روميووجولييت” عام 1936م ثم ألّف لمسرحية “أخناتون ونفرتيتى “عام 1939م.. فباكثير لم يحقق هذا النصر أوالفتح على مستوى القصيدة فقط وإنما أيضا على مستوى المسرحية الشعرية حبث قلب كيان المسرح الشعرى العربى بهذا العمل وهو الذى مهد الطريق لرواد الشعر الحديث فى المسرحية العربية مثل عبد الرحمن الشرقاوى وصلاح عبد الصبور، وهؤلاء أتوا بعده بحوالى 20 سنة لكن باكثير هو الذى مهد الطريق لهؤلاء، وفى الحقيقة إن هناك دراسات كثيرة أنصفته مثل الناقد الكبير المعروف الدكتور عز الدين إسماعيل رحمه الله وكثير من الناس أنصفوه ولم تعد مسألة ريادة باكثير على مستوى المسرحية والقصيدة موضع جدال.

ثقافة مستنيرة

ما هى الثقافة التى استند إليها باكثير واستلهم منها..هناك الكثير من الآراء حول الخلفيات الفكرية لبا كثير؟
الأصل هو أن ثقافة باكثير هى الثقافة العربية الإسلامية المستنيرة ولكن أيضا باكثير كان واسع وقد جمع بين الثقافة العربية والغربية لأنه عندما سافر إلى مصر التحق بقسم اللغة الانجليزية وذلك لسبب بسيط وعن ذلك يقول: عندما اختبرونى فى جامعة فؤاد الأول فى القاهرة قسم اللغة العربية قالوا لى أنت لا تحتاج الالتحاق بها فأنت مستوعب الأدب العربى الحديث والقديم ..والأدب الانجليزى أدب منفتح على العالم وهذا الأمر جعله فعلا يتجه لكتابة المسرحية ويتأثر بشكسبير وينقل نظرته الإسلامية على أجنحة واسعة ورؤيا مستنيرة ويقدم الفكر الإسلامى على أجمل ما يمكن أن يقدمه فنان .. باكثير لم يتحول إلى داعية فيما يكتب المهم فى الفن ليس ما تقول بل كيف تقول، كل الناس يستطيعون التّكلم، ولكن المهمّ كيف تتكلم.. وباكثير من خلال تعبيره الفنى والمسرحية أوالرواية أوالشعر استطاع أن يعبر عن فكر إسلامى مضئ ومستنير لازلنا نحتاج إليه إلى اليوم.

مواهب متعددة

هل تعتقد أن باكثير أخذ ما يستحق من اهتمام وتقدير؟
لا، سيأخذ حقه كاملا عندما يعود إلى اليمن ,أخذ حقه فى الأبحاث العلمية فى الجامعات، نعم فعندما تحصى عدد الرسائل الجامعية عن باكثير تجدها كثيرة فعلا ولايزال يستحق الكثير، أظن أننا لن نوفى باكثير حقه فعلا إلا عندما ندرسه من جميع جوانبه باكثير يعتبر من جيل الكتاب الموسوعيين ولم ينبغ فى جانب واحد فقط فعندما ترى شعره تعتقد انه أمضى حياته كلها فى الشعر وعندما تدرك أن عدد مسرحياته 80 مسرحية تعتقد أنه أمضى حياته كلها فى كتابة المسرحيات فقط وعندما تقرأ كتاباته التاريخية وعظمته وريادته فيها تعتقد أنه لم يكتب إلا الرواية.. رجل متعدد الجوانب وهذا الجيل انتهى وأنا اعتقد أن باكثير من آخر الموسوعيين فى أدبنا العربى الحديث.

تراث مفقود

ماهومشروعك القادم بعد باكثير؟
مشروعى القادم هوأن أنصف أدباء لم يلاقوا مايستحقونه من الاهتمام بكتاباتهم حيث سأهتم بتراث المهجر الحضرمى اليمنى الشرقى والتراث اليمنى الحضرمى فى شرق آسيا “ماليزيا والهند وسنغافورة واندونيسيا”.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !