مواضيع اليوم

الباتول بنت احمد

mam dawud

2009-07-08 01:11:44

0

جميلة سمراء مغربية تمتد جذورها في الصحراء الشاسع و فوق جبال الأطلس و على ضفاف المتوسط زادها المحيط عنادا. سماها  الباتول, أمازيغية, عربية, اندلسية و افريقية.
كانت طفلة كلها حياة و أمل... كانت طفلة و كان أبوها شيخا أجيرا ينتقل من ضيعة إلى ضيعة. يسقي الأرض بعرقه...فتنجب خيرا كثيرا لا ينويه منه إلا فتاتا. يداعب الأغنام و الأبقار و يرعاها يألم لألمها و يسعد لانتشاها. كانت طفلة و كانت أمها حسناء محت سنين الشقاء ملامح جمالها. تعمل في البيت و في البيوت. تنقش بخيوط حريرية ثيابا تقليدية تسعد نساء و تثير رجالا. تنقش ثياب الزفاف. ثياب تخيطها بعينيها فتنزع نظرها كما تنزع هي يوم الدخلة. يقول الفقيه تناكحوا يرحمكم الله و تقول هي في تناكحكم يذهب بصري. كانت قوية, تحيض و تلد و تشقى.
كانت طفلة و كان لها إخوان... ولد و بنتان. كانت البكر وكانت لها أحلام.... تداوي المرضى, ترعى الأطفال و ترافق الحامل في خلق الحياة....هذا حلمي كانت تقول و سأعمل ليكون.
كان الشتاء وكان الصباح, استيقظت على صياح.... اختي الصغيرة تبكي... امي تبكي ... و أخي و ابي ليسوا في الدار. ماذا حدث... ما الأمر
قالت أختي, أخي سيموت... نهرتها أمي... لا تقولي هذا... هو مريض و سيعافى, أخذه أبيك الى المستشفى... ابني لن يموت.. ابني رجلي و تاج رأسي.. لن يموت.
فال الطبيب... قصر في الكلى سببه شرب الماء دون دواء... ماءنا من عين جارية... عين تسقي كل عطشان على الطريق كلب كان أو رضيع.
تغير حالنا... تغير ايقاع حياتنا... تغير العالم من حولنا...أبي طلق الضيعات... أصبح يتسكع المستشفيات و الجمعيات عله يعثر على رحمة تتقاذفها الأيادي المحسنات..... اصبح يهوم بين المساجد و الخيريات عله يعثر على صدقة جارية أو اعقاب زكاة.... تعلمت حكمة لم أكن اعرفها.... قصر الكلى و قصر المال لا يلتقيا و اذا ألتقيا فلا حول و لا قوة الا بالله
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !