لم ولن تنسي تركيا في يوم من الأيام أنها كانت "الباب العالي" لكل المسلمين باستثناء ايران التي لم تقبل يوما بأن تكون تركيا بابا عاليا عليها …
وتركيا التي كانت في السابق كل مقدرات العرب بين يديها وظلت طوال خمسه قرون موقفه عقارب الساعه والزمن بالنسبه لهم وأبعدتهم عن التحضر والتمدن والرقي باسم الدين حتي تظل مهيمنه علي مقدراتهم ولولا هزيمتها في الحرب العالميه الاولي لما رأي العرب النور يوما ولظلوا يرفلون في دياجير الظلام والتخلف الذي فرضه عليهم العثمانيون …
أدركت تركيا مبكرا طبيعه النزاع القادم "الشيعي السني" أو الفارسي العربي وان كان قد بدء بالفعل وبهدوء بتصدير الثوره الايرانيه والتغلغل الشيعي الايراني السلمي داخل العديد من البلدان العربيه ومع غياب أو تغييب الدور القيادي المصري في الساحه العربيه التي أصبحت تعاني شرودا عربيا شرقا وغربا وما صاحبه من رفض اعطاء أو تقبل الدور الريادي المصري والذي تقلص كثيرا في الأونه الأخيره مفسحا المجال لحلم عوده الباب العالي مره أخري "ضمن حزمه من الاحلام الاخري" والذي يتبناه الاسلاميون الجدد في تركيا وكانت مشكلتهم الوحيده هي اقناع العسكر التركي "حامي العلمانيه" بالتوجه الاسلامي خارجيا فقط وبدأت تركيا في اتخاذ خطوات حثيثه نحو خلع أرديه العلمانيه وارتداء الارديه الاسلاميه السنيه والولوج من خلال الباب الملكي للعرب وهو اظهار العداء لاسرائيل وافتعال المصادمات معها كما حدث في موقف رئيس الوزراء التركي ابان حرب غزه ثم هذا الاسبوع عندما أعلنت عن الغاء المناورات العسكريه المشتركه مع اسرائيل "والتي قامت باجراءها كثيرا في السابق" ثم استخدام سوريا كبوابه دخول والاعلان عن مناورات مشتركه معها لتظهر تركيا بمظهر الاخ الاكبر للمسلمين السنه والحامي للعرب من الانياب الفارسيه وكأن العرب قد قدر لهم الاستجاره من الرمضاء بالنار ..
وسوريا هنا تحاول أن تتقلد دور ريادي لللاعب الماهر الذي يمسك بكل الخيوط من لبنانيه وفلسطينيه وايرانيه وأخيرا تركيه وهذا مما يمكن أن يعرض سوريا لمخاطر مستقبليه حيث أن سوريا عليها استحقاقات ايرانيه من ديون واتفاقيات ودعم لوجستي وتعاون مخابراتي يصعب بل وربما يستحيل علي سوريا الخلاص منها ان حاولت التنقل بين ايران وتركيا …
والتحرك التركي اليوم يسير في ثلاثه محاور أولها ارتباطها الديني بالعرب السنه رغم علمانيتها ودستورها واستطاعتها اللعب علي هذا الوتر وذلك لسابق تبعيه العرب لها ولخلو الساحه الان من الرياده المصريه الفاعله وقوتها الفاعله والجاذبه للعرب والتي تدفع العرب للارتماء في الحضن التركي تخوفا من المد الفارسي والغرب المغاير في الدين والموالي لاسرائيل في صراعها مع العرب كذلك دغدغه مشاعر العرب تليفزيونيا بمهند ونور ثم مسلسل أخر ضد اسرائيل عن حرب غزه وهكذا ..
والمحور الثاني هو ايصال الغرب الي قناعه مفادها أن تركيا هي الباب الملكي للعرب وهي أي تركيا لم تفقد الحيله وهي لاعب رئيسي في المنطقه لايمكن تجاهله بأي حال من الاحوال وان كانت قد ابتعدت فتره عن الملاعب بسبب العلمانيه والاتحاد الاوروبي وشروطه ولكن ذلك لم ولن يلغي دورها علي الاطلاق …
والمحور الثالث تعويض الخسائر التركيه الفادحه التي تسبب فيها الاحتلال الامريكي للعراق والذي كان جار وصديق وتبتلع أسواقه الكثير من المنتجات التركيه وغير التركيه التي تعبر حدود العراق الشماليه محققه أعلي معدلات تجاريه خاصه أيام الحصار وكذلك بترول العراق الذي يمر من تركيا ويغذيها أيضا في نفس الوقت وقد تحرك رئيس الوزراء التركي وقام بزياره العراق ولم يفاجأ بمطالب البرلمانيون العراقيون والتي تمثلت في المياه التي تمنعها تركيا عن العراق منذ فتره ..
لا مانع ولكن بمقابل من الاتفاقات و و و …
تركيا وان كانت في الفتره السابقه ترتب البيت من الداخل لمنع العسكر من اجهاض التحرك السياسي للتأسلم بدأت في التحرك الفعلي وبقوه في اتجاه العرب "فرادي" وعن قريب سوف تتبوأ المكانه القياديه والرياديه في المنطقه كقائده للمسلمين السنه ورائده عليهم وهذا ليس بجديد علي الاتراك "العثمانيون" سابقا …
وسوف ترينا قادم الايام الجارتين اللدودتين تركيا وايران تتكالبان علي العربان ليزداد الصراع الغير معلن تأججا …
مجدي المصري
التعليقات (0)