البابا في الإمارات
ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة فدولة الإمارات قبلة السلام والتسامح العالمي في العصر الراهن وملاذ لمن آراد الدين والدنيا كما يُقال ، بابا الفاتيكان زعيم روحي للمسيحيين الكاثوليك وله دور ريادي في تقريب وجهات النظر بين الطوائف المسيحية المختلفة هو زعيم روحي وقبل ذلك زعيم سياسي فالفاتيكان دولة دينية بدأت تنفتح على الحضارات المختلفة بعدما كانت متقوقعة على ذاتها في الأزمنة الماضية ، من دولة الإمارات سيتحدث بابا الفاتيكان بمؤتمر التسامح العالمي وينشر رسائل المحبة والسلام ويمد يده للآخر الذي تتخطفه خطابات التطرف يمنةً ويسره ، زيارة البابا فرنسيس للشرق الأوسط مجدولة مسبقاً لكنها تحمل دلالات فقدمه ستطأ عدداً من البلدان العربية التي لها تاريخ قديم من الناحية الدينية والثقافية والحضارية ، دلالات الزيارة يجب استثمارها فمؤسسة الأزهر العريقة يجب أن تكون بمقدمة جدول الزعيم البابوي فهل ذلك سيحدث ؟
لا يستطيع أحدُ التكهن بذلك رغم ضرورته في الوقت الراهن ، التقارب بين المؤسسة البابوية ومؤسسة الأزهر الدينية التاريخية بحاجه لعمل مؤسساتي عمل لا تعيقه حوادث الماضي ولا تحبطه مواقف بعض المحسوبين على الديانتين ، نحتاج لوقفه جادة من مؤسسة الأزهر ومن مجلس حكماء المسلمين الذي يتخذ من الإمارات مقراً له ، المسيحية ديانة تاريخية لها أتباعها الذين يعيشون بيننا ، التقارب بين الديانات المختلفة من صميم تعاليم ديننا الحنيف فالمجتمعات متنوعة متعددة يجمعها قواسم مشتركة ولن تتغلب فئة على أخرى مهما امتلكت من قوة التقارب بين الزعمات الدينية سيفضي الى التقارب الاجتماعي وسيكون اثره واضح في المجتمع الواحد ، ليس هناك ما يمنع التقارب بين الأديان وليس هناك وسيلة انجع من الحوار واللقاءات المجدولة ، زيارة بابا الفاتيكان لها دلالاتها ورمزيتها فهو سيحل ضيفاً في الجزيرة العربية ذات البعد الإستراتيجي والقيمة الثقافية التاريخية ، زيارة البابا سبقها زيارات أشهرها زيارة رئيسَ المجلس البابوي للحوار بين الأديان، الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران الأربعاء 18 أبريل/نيسان 2018، تلك الزيارات ستسهم في فتح آفق اوسع للحوار مع الآخر وستمهد لئن تعيش الأديان مع بعضها البعض جنباً إلى جنب بعيداً عن السياسة وحساباتها المعقدة وبعيداً عن التعصب والكراهية التي لا مبرر لها فالدين لله والوطن للجميع وهذا مسك الختام . .
ومضة : "أنت صخر، وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها."
—يسوع مخاطبًا بطرس، في إنجيل متى 16: 189
التعليقات (0)