قال البابا تواضروس الثاني البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس الاثنين إن الدستور المصري الجديد الذي تعكف اللجنة التأسيسية على وضعه حاليا يجب أن يكون شاملا ويعبر عن كل المصريين وإن الكنيسة ستعارض أي دستور يخاطب قطاعا واحدا من الشعب المصري. وأوضح البابا أن الدستور الجيد هو "دستور يجعل مصر وطنا مدنيا عصريا. الدستور هو القاطرة التي تدفع المجتمع للأمام"، مضيفا: "لو عرض دستور جيد يجد كل إنسان نفسه فيه، فبلا شك مصر ستتقدم كثيرا. لو الدستور خاطب جزء من الشعب وأهمل جزء آخر فهذا دستور يرجع بالوطن للوراء". وقال البابا إن المسيحيين يجب أن يصبحوا أكثر نشاطا في السعي لرسم صورة السياسة في مصر بعد ثورة 25 يناير. ولفت إلى أن التنوع في مصر يجب أن ينعكس في الدستور الذي تصوغه الجمعية التأسيسية المكونة من 100 شخص ويهيمن عليها الإسلاميون لكنها تشمل أيضا زعماء دينيين مسلمين ومسيحيين وليبراليين وسياسيين. وردا على سؤال حول موقف الكنيسة من الدستور إذا جاء بمرجعية إسلامية، أشار البابا تواضروس الثاني إلى أن الكنيسة ستعترض لكنه لم يحدد ماذا يعتبره مرجعية إسلامية وقال "ليس دور الكنيسة أن تدعو إلى مظاهرات أو إضراب عام"، وفقا لوكالة "رويترز". وأكد البابا الجديد على أن الكنيسة لا تلعب دورا سياسيا على الإطلاق وقال "وجود (ممثل) في الجمعية التأسيسية هذه ليست سياسة، إنما مواطنة. الدستور للوطن (..) الدستور هو المظلة التي نعيش تحتها وهذا حق المواطنة وهذا حقي كمصري دون النظر إلى الدين". وشدد على أن "الكنيسة لا تلعب أي دور سياسي نهائي لأن الدين والسياسة لو اجتمعوا مع بعض يفسدوا بعض. الدين يخص السماء والسياسة تخص الأرض.. لو جمعتهم مع بعض عملت خلطة ضيعت الدين وضيعت السياسة". وقال البابا إنه حان الوقت ليلعب المسيحيون بشكل مستقل دورا أكبر في السياسة للحفاظ على حقوقهم مثلهم مثل أي مصري بعد سنوات من الانسحاب من الساحة العامة تاركين الكنيسة للدفاع عنهم، مشيرا إلى قضايا مطالبة المسيحيين منذ وقت طويل بتسهيل بناء كنيسة مثلما هو الحال مع المساجد.
http://beladitv.tv/index.php?aa=news&id22=3319
التعليقات (0)