قالت:قلت -سابقا-:إن الباءتدخل المتروك فكيف يستقيم ذلك في قوله تعالى :"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوافيه من الزاهدين "يوسف 20فالثمن يؤخذ ولايترك .
قلت:مرة أخرى تفهمين المعنى على غير وجهه...ولكنى أنبه أولا إلى أننى ذكرت ألفاظ (اشترى وبدل واستبدل ولم أذكر كلمة -شرى )
قالت:وما الفارق بين شرى واشترى ؟
قلت:شرى بمعنى (باع)
قالت:ولكنى قرأت في بعض كتب التفسيرأن شرى بمعنى اشترى .
قلت:هذا من أوهام هؤلاء المفسرين وقوله تعالى "وكانوا فيه من الزاهدين "بيان أن الزاهدين هم الذين باعوه لاالذين اشتروه لأن الذين اشتروه قال واردهم :"يابشرى هذا غلام "أى أنه غنيمة لهم وكسب ..ويكون المعنى ..باعوه -أى إخوته-بثمن قليل وكانوا فيه من الزاهدين أى أنهم أخذواالثمن فالباء دخلت هنا على المأخوذ .
قالت:وهل في القرآن أمثلة أخرى ؟
قلت:قوله تعالى :"ولبئس ماشرو به أنفسهم لو كانوا يعلمون "البقرة 102 والحديث هنا عن السحرة الذين يبيعون دينهم بالمال .وقوله تعالى :"فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة "النساء 74 فالمجاهدون باعوا حياتهم وأخذوا الآخرة ..فالباء هنا دخلت على المأخوذ .
قالت:ولكن الله يقول :"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة "التوبة 110فإذا كانت الباء تدخل هنا على المتروك فمعنى ذلك أنهم تركوا الجنة وهذا غير صحيح .
قلت :إن المشترى في الآية المشرفة هو الله تعالى وهو جل وعلا أخذ من المؤمنين أنفسهم وأموالهم وترك لهم الجنة فالباء داخلة على المتروك وفق القاعدة ..والحمد لله أولا وآخرا.
التعليقات (0)