إلا الحاج زفت إبراهيم ...
بقلم :عوني عارف ظاهر
عاد "أبو إبراهيم" الى قريته بعد عدة عقود من الغياب ، كان يركب سيارته من نوع مارسيدس شبح ،على المفرق المؤدي إلى قريته والتي تبعد 5 كلم منه ،حيث شاهد على المفرق "عبوداً "وهو رجل في العقد الخامس من عمره من أبناء قريته ينتظر حافلة تقله إلى بيته كالمعتاد .. "عبود "، أشر ، وتوقفت السياره، وركب ...
"أبو إبراهيم" تعرف على "عبود" فورا ،واجرى معه حوارا ،أنت من قرية "...." ؟؟؟
أجاب "عبود" : نعم.
قال "أبو إبراهيم ": كيف هذه القرية ؟ وكيف أهلها ؟؟؟
إملاح ، أجاب "عبود" .
قال "أبو إبراهيم" : وهو متأكد أن "عبود" لم يتعرف على شخصه واسمه .
أنا اعرف من هذه القرية أكثر من ستة رجال من كبار السن وذكرهم بالاسم ومنهم والده ووالد "عبود "كيف هؤلاء الرجال؟؟ وما رأيك بهم؟؟
أجاب "عبود": كل من ذكرت رجال أصحاب شهامة وسمعتهم بالعلالي وكرماء وأصحاب واجب إلا الحاج زفت" إبراهيم" وقصد والد السائق "ابو ابراهيم" محدثه .
قال "أبو إبراهيم ":بدهاء وهدوء ..هذا الرجل اعرف انه كان فقير الحال وأغناه الله وآدمي ولا يعتدي على احد.. ويحترمه الناس ويجاملهم ويتبرع للمشاريع الخيرية ..قال نعم يبدو للناس انه كذلك ،ولكنه بخيل ، ومتلتل مصاري ، ويضحك على الناس ...!!!وانطلق يقلب بالحقائق عن ذلك الرجل فلم يترك خصلة سيئة ولا رذيلة إلا نعته بها ، وبالعكس تماما ذكر كل الفضائل بالرجال الآخرين... ومن بينهم والده الوجيه "ابو عبود " ..
ظل" أبو إبراهيم" مندهشا مما يسمع وينظر إلى محدثه وقد قطعوا من الطريق اقل من ثلثها ،عندها أوقف سيارته وقال :وقد بدا عليه القلق والانزعاج انزل يا أخي انظر يبدو أن إحدى العجلات الخلفية قد "بنشرت "من أين لي بالهواء بهذا المكان المقطوع ؟؟؟.. قال بدهاء وجدية .
نزل "عبود "واخذ يتفقد باهتمام .... وأغلق" أبو إبراهيم" الأبواب وقال له: إبق هنا اعتقد انك تستطيع أن تستدعي أولئك الرجال الوجهاء ليأتوا ويأخذوك من هنا ...
عندها وعندها فقط عرف" عبود" ان الكذب حباله قصيرة جدا ، وان المسافة الى قريته ما زالت طويلة وطويلة جدا .
التعليقات (0)