الإيمان و الكفر والحَكَم الفيصل ..
الإيمان هو الإعتقاد والتسليم التام بوجود الله وبربوبيته وهذه عقيده كل من يؤمن ويعرف بل ويثق تمام الثقه بوجود الله الخالق دون أن يراه ..
أما الكفر فهو النقيض من كل ما سبق أي عدم الثقه أو الإعتقاد بوجود الله الإله خالق الكون وللكافر بالله فلسفته وفكره الخاص به وهذا ليس موضوعنا الآن ..
ولكن ما نود الحديث اليوم عنه هو الإيمان بالله وجماعه المؤمنين به .. فنحن اليوم في القرن الواحد والعشرين للميلاد وما سبقها من قرون طويله يصعب إحصائها لم نشاهد ولم نعاصر الأنبياء والرسل ولم نحضر نزول الرسالات ولا الوحي ولكن نحن نؤمن بما تواتر الينا من أخبار وسير وكتب مقدسه وتعليم ديني ميراثا عن الآباء والأجداد وضع كل منا علي جاده طريق الإيمان الذي إرتضاه له سلفه وقبل به محيطه القريب وهكذا ستظل تتواتر وتتوارث الأديان جيل وراء جيل وحتي تقوم الساعه .. الا من قرر أن يبدل دينه الي دين آخر سواء من خلال عباده الله أو حتي الكفر به ..
ولكن .. هل الإيمان بالله واحد بين كل من يؤمنون به ..؟
هنا المحك .. فجماعه المؤمنين بالله تنقسم الي ثلاثه أديان رئيسيه هي بالترتيب الزمني اليهوديه والمسيحيه والإسلام كثلاثه أقسام رئيسيه يندرج تحتها عدد لا حصر له من الملل والنحل والفرق والمذاهب المختلفه المتباينه والتي تحسب علي كل دين كتفرعات له ..
وهذا ما يصعب بل يعقد الأمور أكثر ويجعل من التلاقي بين أبناء الدين الواحد شبه مستحيل فكل فرقه تحسب بل وتؤمن بأنها هي الفرقه الوحيده الناجيه من النار وبالتبعيه فهي لن ترضي عن باقي الفرق الأخري حتي يتبعوا ملتها ..
وإجمالا وكإطار عام فإن رفض أتباع كل فرقه أتباع باقي الفرق يعني عدم صحه إيمانهم وفساد عقيدتهم وبالتالي نصل الي النقيض من الإيمان أي الكفر والعياذ بالله ..
وهنا تصبح كلمه الكفر لقمه سائغه تلوكها الألسنه ويرمي بها كل "مؤمن" ل "مؤمن" آخر بالله بدون ضابط ولا رابط بل وتصبح فكره "تكفير الآخر المخالف" هي المسيطره علي العقول و الأفئده ويتفاقم الأمر عندما يتوجب محاربه هذا الآخر الكافر كواجب ديني إبتغاء مرضاه الله وهو الأمر الذي يغذيه وبقوه داخل عقول العوام من يمتهن الدين حرفه أو يطمح في سلطه دنيويه أو سياديه ..
وهنا نتوقف طويلا وننظر بعين محايده لا تحيد يمني ولا يسره الي فكره "إحتكار الإله" .. لكل شيعه وطائفه في الدين الواحد نجد أن كل منهم يحتكر الله لنفسه فقط من دون الآخرين فما بالنا بالمخالف في الدين كيف تكون النظره آنذاك ..؟
فقط التكفير ..
وهنا يتوجب سؤال الجميع ..
من منكم يؤمن بالله وباليوم الآخر ..؟
بلا شك الجميع ستكون إجابته واحده ..
كلنا نؤمن بالله وباليوم الآخر
ونعود ونسأل ثانيا ..
إذا كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر لماذا لا تنتظرون هذا اليوم الآخر ليفصل الله بينكم وهو إلهكم وخالقكم جميعا وهو الحكم بينكم يوم الدين ..؟
لماذا تحكمون وتفصلون أنتم .. ماذا تركتم لله في اليوم الأخير..؟
إن كانت كل فرقه منكم تري أنها هي من تؤمن بالله وتقيم صحيح الدين وتري أن الآخرين كفارا فالآخرين أيضا لديهم نفس الفكره ونفس الإعتقاد بأنهم وحدهم المؤمنون وأنتم الكفار
وهكذا ومنذ فجر التاريخ والصراع قائم بين كل المؤمنين بالله واليوم الآخر كل يريد أن يحتكر الله لنفسه من دون الآخرين وكل فرقه منهم لديها إعتقاد راسخ بأنها تؤدي خدمه جليله لله سبحانه وتعالي ..
فهل خلقكم الله وجعلكم شعوبا وقبائل لتقاتلوا أم لتعارفوا ..؟
لماذا يرفض كل منكم الآخر .. لماذا لا يدعه لطريقه الذي تخيره لنفسه عن قناعه تامه بأنه هو الطريق القويم الي الله ..؟
لماذا لا يدعو كل منكم الي ربه بالحكمه والموعظه الحسنه ..؟
الا تعلمون أن الله أخبركم بأن الشيطان هو العدو المبين لكم جميعا ..؟
أم أنكم أصبحتم أدوات وجنودا للشيطان يعيث بكم في الأرض فسادا وأنتم غافلون ..؟
والآن يا من تخالفني في الدين أو المذهب أو حتي الإعتقاد في الله ..
وحتي نختصر الطريق ونتخطي السفسطه .. أنا كافر بما تؤمن به وأنت أيضا كافر بما اؤمن به فهل نترك القول الفصل في إيماننا لله وحده أم نتقاتل ونتصارع أو علي أضعف الإيمان نكره بعضنا بعضا ..؟
هل تقبل بأن تؤاخيني و اؤاخيك في الإنسانيه لكوننا من نسل رجل واحد وإمرأه واحده ونقبل بالتعايش السلمي وننبذ الكره الكامن في الأعماق ونتحد معا لمحاربه عدونا المشترك وهو الشيطان ونبذل قصاري جهدنا الا نكون أولياء له عن جهاله أو غفله ونعمر الأرض ونرتقي بالإنسانيه ..؟
ما رأيك .. هل تقبل ..؟
مجدي المصري
التعليقات (0)