المتابع للصحف القومية المصرية فى الفترة الاخيرة يرى ان انيابها متمثلة فى رؤساء مجلس التحرير والادارة من المفكرين والمسيسيين
امثال الدكتور عبد المنعم سعيد قد تبنوا بالامر طبعا صوت النظام الحاكم الخفى فى الهجوم على الدكتور محمد البرادعى متهمين اياه
بضعف الرؤيا السياسية وعدم القدرة على جمع العدد الكافى من التوقيعات التى تتيح له المطالبة بتعديل الدستور او بعض مواده التى تتيح
له الترشح فى الانتخابات الرئاسية العام القادم ومنهم من يناديه - واقصد هنا المفكر الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس ادارة الاهرام -
بالانضمام الى احد الاحزاب القائمة بالفعل او جمع عدد التوقيعات التى حددها الدستور من مجلسى الشعب والشورى والمحليات حتى يتمكن من الترشح
فى الانتخابات كمستقل كما نصح سيادته الدكتور البرادعى بالعمل من خلال المؤسسات الحالية حتى يكون جادا" على حد قول الدكتور عبد المنعم سعيد.
واقول للدكتور عبد المنعم سعيد انه عليك ان تتعامل مع نفسك اولا بجدية وتتأكد من انتمائك الفكرى والسياسى اولا قبل ان تهاجم على استحياء الدكتور
البرادعى فسيادتك عضو الحزب الوطنى وترأس مجلس ادارة مؤسسة قومية وهذا فى رأيى مخالف لقانون تنظيم العمل الصحفى او يخالف ميثاق الشرف الصحفى
الذى يفرض عدم الانضمام لحزب ما عند رئاسة ادارة او تحرير مؤسسة صحفية قومية من المفترض ان تتعامل بحيادية تجاه كل القوى فى المجتمع المصرى
ولكن سيادتك مثل باقى كتيبة اعضاء الحزب الوطنى فى الصحف القومية الذين انضموا لامانة السياسات فجر توليهم مناصبهم فى الصحف القومية وحولها
الى جرائد للحزب وليس للشعب وابرز مثال فاضح على ذلك روزاليوسف التى يعدها القراء اليوم جريدة ومجلة مايو بعد ان كانت اكثر المجلات انتشارا لتصبحا
ناطقتين بلسان الحزب الوطنى وهو الحال بالنسبة لباقى الجرائد القومية ولكن على استحياء وهذا ما يبرر انخفاض توزيعكم جميعا لصالح الجرائد المستقلة.
سيدى الدكتور لفد تابعت حديثكم فى برنامج مصر النهاردة ومقالكم عن جدية البرادعى وصلاحيتة والمقال كان تكرارا" مملا لكلامكم فى البرنامج وقد
كنت فى الاثنين تائها لانك لا تعرف بلسان من تتحدث ، هل بلسان عضو الحزب ام بلسان المفكر ام بلسان رئيس مجلس ادارة مؤسسة قومية المفروض ان تعبر
عن رأى الشارع وليس رأى النظام الذى عينك ولم تأتى بانتخابات حرة نزيهة كتلك التى تأتى بنقيب الصحفيين...!
سيدى لا ثبث روح الهزيمة في من تبقى عندهم امل من بقايا شعب منهار نفسيا وماديا واجتماعيا......عندما تشير الى ما حدث فى العراق من انهيار امنى بعد
انتخابات حرة نزيهة بشهادة مراقبيين دوليين فانك قد جانبك الصواب فمصر ليست العراق المحتل القبائلى المتعدد المذاهب وان كان العنف قد استشرى هناك بعد
الانتخابات النزيهة فمنذ متى ولا يوجد عنف فى العراق منذ احتلاله الا انهم تخطونا نحن البلد المستقر بملايين الخطوات نحو الديموقراطية الصحيحة.
عليك سيدى ان تأخذ نفسك اولا بجدية وتحدد هويتك وتنزل الى الشارع وترى بعين مستقلة احوال الناس وما الت اليه الامور وان النظام الحالى الذى تدق له طبولك
وتشيد بمشاريعه التنموية التى تتحدث عنها وكأنها من افضاله وليس من التزاماته نحو الشعب.
واذا كان البرادعى يتحاور مع الاخوان الذين تخشاهم فعليك اولا ان تنصح حزبك بعدم عقد صفقات انتخابية معهم كما حدث فى السابق وهو امر تعرفه جيدا. ان الاخوان قوة
فى الشارع السياسى والمجتمعى ورغم اختلافى مع منهجهم السياسى الا ان تجاهلنا لوجودهم غير منطقى وعدم اضفاء الشرعية عليهم يجعلنا مجتمع متهاوى سياسيا يريد
ان يقطع جزءا من كيانه العام .
ان البرادعى يحظى بتأييد واسع فى الشارع وجميع الحركات السياسية الحرة مؤيدة له وسيتضح ذلك اذا توافرت الظروف السياسية لانتخابات حرة يكون احد المتنافسين فيها
وعلينا الا ننسى تجربة ابمن نور فى الانتخابات الماضية بغض النظر عما حدث له بعد ذلك.
ان مصر معدة حاليا لمرحلة تغيير واسعة وامنة بشرط استجابة النظام الحالى وتفاعله مع نبض الشارع وعليك انت وغيرك من المفكرين الذين نحترمهم ان ينضموا الى دعم
الشارع او ان تتحلوا بالسكوت وتلتزموا الحياد ولا تبثوا روح الهزيمة فى نفوس الناس مدعين انه ليس فى الامكان خير مما هم موجودين فمصر سيدى كما ذكرت فى مقالكم
تتغير بها الوجوه منذ مائتى سنة ولكن سيدى لم تتغير هذه الوجوه مرة واحدة بطريقة ديموقراطية كالتى تتغير بها الوجوه فى العراق المحتل فى السنوات الحالية.
التعليقات (0)