مواضيع اليوم

الانغلاق الفقهي كالاستبداد السياسي كلاهما يضر بالمجتمع

روح البدر

2009-05-24 07:38:05

0

 
الانغلاق الفقهي كالاستبداد السياسي كلاهما يضر بالمجتمع

الشيخ سلمان العودة

دعا الشيخ سلمان العودة المجتمع السعودي بكل أطيافه إلى الحوار الإيجابي حول المشكلات وعدم تجاهلها والسعي إلى إيجاد حلول لها بأن يكون هناك توافق بين الدوائر السياسية والدوائر العلمية وجمهور الناس، مؤكداً أن الاستبداد السياسي كما يضر بالمجتمعات فإن الانغلاق الفقهي أيضاً يضر به إضافة إلى ضعف الحراك الاجتماعي وانحيازه أو أحاديته.

جاء ذلك في رد فضيلته على رسالة وصلت برنامج الحياة كلمة من امرأة تشتكي حال البطالة النسائية في المجتمع، محمّلة الخطاب الديني المسؤولية في هذه النتيجة، وقال الشيخ سلمان العودة إن قضية بطالة النساء أثير حولها جدل كثير وربما وئدت مؤخراً، متسائلاً: هل يميل مجتمعنا إلى تنفيذ الأشياء بطريقة خطأ؟


داعيا إلى أن يكون المجتمع أكثر شفافية ووضوحاً مع نفسه وقادراً على الحوار الإيجابي وعدم تجاهل المشكلات وأن يكون هناك توافق إيجابي بين السلطة السياسية والدوائر العلمية وبين جمهور الناس الذين لهم رأي ، ولا يصلح أن يخطف المجتمع لأي جهة ، فكما أن الاستبداد السياسي يضر بالمجتمع فإن الانغلاق الفقهي يضر بالمجتمع وكذلك ضعف الحراك الاجتماعي وانحيازه أو أحاديته تضر أيضاً ، ولذلك فإننا في حالة تغير ، وينبغي علينا أن ندرك ذلك ، وأن هذا التغير له طرق شتى قد تذهب بنا إلى مذاهب غير حميدة ولو تركناه لشأنه فقد يذهب إلى حيث مالا نريد، مما يتطلب منا أن نعرف ماذا علينا أن نعمله وكيف نواكب العصر وألا نبالغ في الحديث عن الخصوصية.


وتساءل الشيخ سلمان العودة عن هذه الخصوصية التي قد تعزلنا عن العالم ، وقال : أي خصوصية وقد ذابت الحواجز بيننا وبين العالم ، وأي خصوصية ونحن جزء من هذا العالم ، والتأثيرات نراها ونقرؤها في وجوه الشباب والبنات وملابسهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم ومواقعنا الإلكترونية.


مؤكداً أنه من الوفاء لهذا المجتمع بل من الوفاء للدين أن يكون بيننا قدر من التوافق والتفهم وإدراك المكونات المختلفة لهذا المجتمع حتى نعرف ما نريد أن نفعله ونكون مؤثرين في هذا العالم الذي نحن جزء منه.


حق الابتعاث


ومن ناحية أخرى وردا على مداخلة تقول إن ذلك رداً على مداخلة في برنامج الحياة كلمة تقول إن ظاهرة الابتعاث ظاهرة طارئة على المجتمع السعودي ويفترض دراستها!


أكد الشيخ سلمان بن فهد العودة أن ظاهرة الابتعاث ليست طارئة وإنما ظاهرة قديمة وأن التأثير والتأثر بين المجتمعات موجود وأن وجود بعض السلبيات يجب ألا يكون مبرراً لرفض المبدأ جملة، وإنما يتم معالجة هذه السلبيات بهدوء وصبر وبقدر من التوافق ، وأنه علينا أن ندرك أن الناس في مجتمعنا السعودي فئات مختلفة هناك المتساهلون والمفرطون وهناك المتشددون، لكن عندنا يقين بأن الأغلبية الساحقة وبفضل الله تعالى هي فئة التوسط والاعتدال ، وأن ذلك موجود في كل جيل وفي كل ملة وعبر التاريخ كله.


وبيّن الشيخ سلمان العودة أنه ليس مطلوبا القضاء على هذا التفريط الموجود لدى البعض لأنه موجود إلى قيام الساعة وإنما علينا أن نسعى إلى أن نجعل الاعتدال هو سيد الموقف وذلك هو المطلب.


وأشاد الشيخ العودة بأخلاق الشباب السعودي المبتعثين في الخارج وقال لقد زرتهم في بريطانيا وأيرلندا وماليزيا وأميركا وغيرها ووجدتهم بفضل الله تعالى متمسكين بدينهم مستشعرين حجم المسؤولية التي يمليها عليهم دينهم وتمثيلهم لبلادهم، وهناك فئة زلت بها القدم ، وهذه الفئة موجودة حتى قبل أن يسافروا ، بل إن هناك شباب تحسنت أحوالهم عما كانت عليه من قبل بعد سفرهم.


ودعا الشيخ سلمان العودة الآباء والمسؤولين إلى عدم التساهل في ضوابط ابتعاث البنات وأنها مسؤولية على المجتمع والآباء والأولياء ، منتقداً ذهاب الأب مع ابنته إلى الخارج يقيم معها فترة ثم يرجع ويترك البنت وحدها، وغالباً ما تكون البنت صغيرة السن حديثة التجربة وتعاني ما تعاني ، فيتسلط عليها من يبتزونها أو يسيئون إليها.


كما دعا فضيلته إلى التعامل مع هذه الظواهر على أنها موجودة ، مؤكداً أن التكتم على هذا الأشياء فإنه يعني أنها غير موجودة وكأننا ندفن رؤوسنا في الرمال ، لكن ذلك أيضا ليس معناه المجاهرة بالسوء فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون"، وإنما معناه أن ندرك إن هناك ظواهر سلبية ينبغي أن نتعرف عليها وأن نعالجها بهدوء وأناة ، ووعي وإدراك حق الآخر في الوجود.


فاذكروني أذكركم


وفي رسالة أخرى نبه أحد المشاهدين إلى قوله تعالى {فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، فأيده الشيخ وقال: نعم صحيح، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، مُشِيرًا إلى أهمية استحضار قُرْبِ الله سبحانه، وهذا يتحقق من خلال الممارسة المستمرة. ونوَّهَ إلى أنه قال ذات مرة لأحد أبنائه: لما كنا صغارًا كنا نُعَلَّمَ على الصلاة في مواقيتها، وعلى النوافل، وعلى قراءة القرآن، ولَمَّا يكبر الإنسان تُصْبِحُ هذه الأشياء عاداتٍ مسيطرةً عليه، فلا يستطيع أن يتخلى عنها، حتى لو انشغل أو سافر.


وتابع فضيلته: إني لَأَرْحَمُ الأجيال التي لم تتلقَ هذا القَدْرَ من التربية، وهذه العادات التي تُغْرَسُ في النفوس. فإذا كَبِر هذا الجيل، أخشى عليه أن يكون ذِكْرُهُ لله قليلًا، وأن تشغله الدنيا فينصرف وراء المشاغل اليومية والآنية ، ثم يوجد في قلبه وحشة ، فيبتعد عن الذكر وينسى ذكر الله.


ونحن دائما نؤكد على إخواننا وأخواتنا، أن الواحد منهم لو تَلَبَّس بمعصية، فصلى ركعتين، وذكر الله، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: "رحمتي تَغْلِبُ غضبي"، وقال تعالى في الحديث القدسي الآخر: "مَنْ تَقَرَّب إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذراعًا" ..فهذه معانٍ يجب غَرْسُهَا في حياتنا.


وأكد فضيلته أن الإنسان يذكر ربه في جميع أحايينه، حتى لو كان على جنابة، أو غير مستقبلٍ القبلة، وقال: عَوِّدْ لسانَكَ ذِكْرَ الله سبحانه وتعالى، وقول: لا إله إلا الله، وحاول أن تجعل لك في كل مكان وُجِدْتَ فيه بصمةً، في الفنادق أو الشوارع أو البلاد والطرقات ضع بصمة بصلاةٍ ، أو تسبيحٍ ، أو خيرٍ.. فنجعلها ديدن الصغار والكبار في السفر والإقامة ، بدلا من تذكر المعاصي في هذا الأماكن تذكر أنك فعلت خيراً. "ازرع في كل مكانٍ الرياحين، والورود، والمعاني الجميلة".


صداقة وصداقة!!


ورد فضيلة الشيخ على سؤالٍ لأحد المشاهدين يقول: لماذا ننظر دائمًا نظرةً سوداويةً بالنسبة للأصدقاء؟ فقال الشيخ: لأننا دائما ننتظر من الأصدقاء أكثرَ مما يستطيعون، وقد نمنح الثِّقَةَ مَنْ لا يستحقون، وتكون لدينا حساسيةٌ أكثرُ من اللازم، ولا أجد حرجًا أن أذكر بعض الأصدقاء.


وضَرَبَ فضيلته مثلا بصداقته لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الوهاب الطريري، وقال: هو صَدِيقُ عُمْرٍ في الحضور والغيبة، ومكانَتُهُ في نفسي ومكانتي في نَفْسِه شَيْءٌ كبير. مضيفًا: نستطيع أن نحمل لأصدقاء البعيدين التبعة، ولو استطعنا أن نكون إيجابيين، فعلينا أن نُسَامح حتى أولئك الذين انشغلوا عنا، مشيرًا إلى احتياج المرأة بطبيعتها ومشاعرها إلى الصداقة.


يوم لتوعية الآباء


ورد فضيلته على طَلَبٍ لأحد المشاهدين بأن يكون هناك حَلْقَةٌ خاصَّةٌ بتوعية الآباء بمخافة الله في أبنائهم، بأن قال: هذه قصة طويلة، وفيها كلامٌ كثير، وعلاقاتنا فيها عفويةٌ دون تدريبٍ وترتيب وتعلم. ليس هناك دورات في هذه المعاملات، ونحتاج إلى حلقات في الحياة كلمة حول هذا المعنى ، ولَدَيَّ مادةٌ عنوانها مدرسة الطفولة، ماذا نأخذ من الأطفال، وما نعطيهم.


وأيَّدَ فضيلة الشيخ طلبًا لأحد المشاهدين حول تخصيصِ حملاتٍ إسلامية كما هو الحال في حملات أسبوع المرور مثلاً، فتكون حملات إسلامية قيمية لِبِرِّ الوالدين، أو لصلةِ الأرحام، والصلاة، والأخلاق الإسلامية وغيرها. وقال فضيلته: إني لَأَذْكُرُ أنه كان عندنا قبل سنة أو أكثر، في القصيم حَمْلَةٌ فيما يتعَلَّقُ بِبِرِّ الوالدين وفيها مجموعة من المناشط، وأعتقد أنه إذا كانت هناك حملة مركزية على مستوى البلد كله تشارك فيها وسائل الإعلام الرسمية، ومحطات التلفزة، وتَتَبَنَّاها جهةٌ من الجهات ويتم دعمها بالمال اللازم لإنجاحها حتى تصل لكل أفراد المجتمع.


لقاء المشاهير


وكانت قد بدأت الحلقة باستفسارٍ من أحد المشاهدين يقول: إن لقاءات الشيخ سلمان العودة تَقْتَصِرُ على كبار الشخصيات والمشاهير، فرد عليه الشيخ بِطَلَبِ مقابلته، مُشَدِّدًا على اعتزازه بعلاقاته مع الناس، دون مصلحةٍ، وبأبنائه الصغار الذين يحتاجون إليه أكثر من هؤلاء الذين قد يبدو أني أحتاج إليهم، سائلًا الله عز وجل أنْ يُغْنِيَ كلًّا من سَعَتِه.


الكتابة على الجدران


وتساءل آخر حول ظاهرة الكتابة على الجدران، وأنها ظاهرة عربية بامتياز، فرد الشيخ عليه بقوله: الأسبوع الماضي تَكَلَّمْنَا عن مدارس البنات ، وكيف يمكن توظيفُهَا مسائيًّا، وكذلك مدراس الولدان، فهم يكتبون على الجدران لأنه ليس لديهم فرص. ويمكن تقنين هذه الظاهرة والتعامل معها على أنها فن ، فتتواجد السبورات الضخمة في المراكز وليس المطاردة والحرمان، لأن الكثيرين نشأوا في غرف ضيقة وشقق معزولة هذا يجعلها تعاني ما تعاني ، مالم تعطه الفرص وتسمح له بالتنفيس.


ودعا فضيلته إلى دراسة ظاهرة التزام الشباب السعودي في البلاد التي يسافرون إليها ، فنجدهم يلتزمون بقواعد قيادة السيارة واتّباع الأمور الرسمية والحفاظ على النظام، أما في بلده فهو لا يُقِيمُ وَزْنًا لمثل هذه الأشياء، فلماذا..؟!


ميثاق شرف الفضائيات


فيما تساءل مقدم البرنامج عما إذا كانت الفضائيات بحاجةٍ إلى ميثاق شرف، أم تحتاج إلى أن ترفع الدول العربية يدها عنها، وتعطيها الحرية، ويترك الحكم للمشاهد؟ فرد عليه الشيخ بقوله: الْمُشَاهِدُ أحيانا قد لا يملك ذلك، والضبط هنا صَعْبٌ جدا، لوجود المنافسة مع قنوات عالمية، ولكني أعتقد أن ميثاق الشرف ضروريٌّ، للالتزام بِقَدْرٍ من القِيَمِ الأخلاقية حتى لا يسف البعض من منطلق أن الجمهور يريد هكذا.


ونوه أحد المشاهدين إلى أن الكثير من القنوات إمكاناتها ضعيفة، فلماذا لا يتَجَمَّعُ أصحابها في قناة واحدة مميزة، فقال فضيلته: إن ذلك ممكن من الناحية النظرية ، لكنه من الناحية العملية غير ممكن ، القنوات عبارة عن سوق تنافس، والإعلام مَحْرَقَةٌ للمال، ويحتاج إلى نخب ليست سهلة، ونحن في مقام منافسة قوية، والتعدد مَطْلُوبٌ فإنه يحمل على التنافس والجودة، حتى إنه كلما زادت المواقع الإلكترونية ، كلما كان هذا خيرًا وأفضل.


وسأل أحد المشاهدين فضيلة الشيخ حول الحلقة القديمة التي ما زالت في باله ، ويريد التطرق إليها عاجلا؟ فرد فضيلته: أنا أقول على العكس من ذلك: إن كثيرًا من الحلقات لا يتعدى حديثنا عنها الإشارة ولفت النظر، حتى صار من الجور على موضوعٍ ما أن نقول: لقد سبق أنْ ناقَشْنَا هذا الموضوع .. مشيرًا إلى شُعُورِهِ بأن لدينا آلاف الموضوعات التي تتوالد وتتجدد، ونحاول دائمًا أنْ تُقَدِّم الجديد.


ونفى فضيلته قلقه على استمرار هذا البرنامج، مهما طالت أيامه واستمر، مُشَدِّدًا على أن لديه ثِقَةً بالله سبحانه، بتواصل هذا البرنامج، وامتداد حلقاته، وتجدد الأفكار، ومقترحات الأخوة، مشيرًا إلى أنه يشعر الآن بحماسة، وقبول وانتماء لهذا البرنامج، أكثرَ من تلك التي كان عليها وقت انطلاق البرنامج.


تقرير البرنامج


وفي تقرير حول البرنامج قال: إن عدد حلقات برنامج الحياة كلمة أصبح (175 حلقة)، وتم طرح عددٍ من الموضوعات منها: الملفات الإنسانية، وملف الإعلام، والملف الاجتماعي، وملف الاقتصاد، بالإضافة لأحداث العالم الإسلامي، وقد استقبل البرنامج طوال هذه السنوات أكثرَ من 7000 مشاركة في منتدى البرنامج.


وأوضح التقرير أنه توجد نسخة إليكترونية ثرية للبرنامج، وأن التفاعل مع البرنامج يشمل التفاعل قبل وبعد البث ، فضلًا عن توثيق أرشيفي لكامل الحلقات أوَّلًا بأول. وقد تم مُؤَخَّرًا فَتْح صفحة في "الفيس بوك"، وطَرْح نافذة استطلاع الرأي، وخدمة الرسائل القصيرة، مُشِيرًا إلى أن إنجازات البرنامج تتمثَّلُ في حصوله على "أفضل برنامج حواري" على مستوى القنوات العربية في مَطْلِعِ عام 2009، بالإضافة إلى تأثيرِ البرنامج على شرائِحَ مُخْتَلِفَةٍ دينِيًّا وطائفيًّا، وتغييره للصورة النمطية للبرنامج الدينية، وشموله لشرائح المجتمع كلها، وعدم اقتصاره على توجه أو فئة معينة.


وحول طلب أحد المشاهدين بإعادة النظر في تقرير البرنامج، مُؤَكِّدًا أن الناس محتاجةٌ كل دقيقة للاستماع إلى فضيلة الشيخ، والاستفادة منه، فترك الشيخ المجال في البداية لمقدم البرنامج الأخ فهد –الذي أفاد بأن فريق العمل يُحَاوِلُ أن تكون هذه التقارِيرُ -قَدْرَ المستطاع- مُغَايِرَةً في كل حلقة.. ثم تدخل الشيخ في الرد وقال: إن التقرير في الغالب يكون قصيرًا جدا، وهو عبارةٌ عن فاصل في البرنامج، ونحن حاولنا في المرحلة الجديدة أنْ نُطَوِّرَ البرنامج فيما يتعلق بالأستوديو، والديكور وغيره ، ومما نريد تطويره أيضًا تقارير البرنامج، واستطلاعات الرأي، وكان مما اتَّفَقْنَا عليه أيضا، ألّا تُؤَثِّرَ هذه التطويرات على الجزء الأعظم من البرنامج، وهو الجزء الْمُخَصَّصُ للحوار.


الإشادة بالبرنامج


كما أرجع فضيلة الشيخ الفضلَ إلى الله عز وجل في تَفَوُّقِ برنامج "الحياة كلمة"، وحُصُولِه على مَرْكَزٍ مُتَقَدِّمٍ حَسَبَ إحدى الإحصائيات، وذلك في رده على أحد المتابعين للبرنامج، والذي نَوَّهَ إلى هذا المفهوم، فقال فضيلته: نُؤَكِّدُ أن الفضل لله سبحانه وتعالى ، ثم للأخوة والأخوات الذين دعمونا بتواصلهم، مشيرًا إلى أننا لم نكن نتوقع هذا التجاوب مع البرنامج، حتى وكأننا نقدم شيئاً قد يبدو متواضعاً ، غير حسن استقبالهم لهذا البرنامج هو السر في النجاح، وفي ديمومته أيضًا.


المشكلات النفسية


كما رَحَّبَ فضيلته بطلب آخَرَ لتخصيص بعض الحلقات عن المشاكل النفسية، وقال فضيلته: أعتقد أنَّا تكلمنا مرةً عن القلق، ولكنّ الْأَمْرَ يتطلب أكثر من ذالك، متسائلًا: مثلما نتحدث عن الإعلام، وعن الأُسْرَة، وعن التعليم، فَلِمَ لا يكون عندنا خَمْسُ حلقاتٍ كلها في الجوانب النفسية؟ مُشِيرًا إلى أنه يقل أنْ تَجِدَ إنساناً سويًّا تمامًا من الناحية النفسية. فإذا ما استوت نفسية الإنسان فَسَيَجْعَلُ هذا عطاءَهُ أكثر، وخيره أعظم، بخلاف ما إذا كان الإنسان مُصَابًا، أو لديه معاناة معينة.


وتابع فضيلته: والناس يتفاوتون، وإذا ما أحس الإنسان وعرف في نفسه عيبا معينًا، فهذا مَجَالُ الْحَلّ، والتصالح مع النفس، حتى لا يكون الإنسان غافلًا، فربما يكون الأسوياء فئة قليلة، وإن كان هناك نسبة كبيرة من الناس خلوا من العقد النفسية وليس لديهم أمراض النفسية، ولكنهم يحتاجون إلى مَزِيدٍ من التوعية.


العين والسحر


ووافق فضيلة الشيخ على طَلَبٍ آخر لأحد المشاهدين بالكلام عن العين والسحر لأن أسرته دمرت بالكامل بسبب السحر، وقال فضيلته: سنضع حلقة عن العين والسحر والجن، إن شاء الله، ونبين أين الحق وأين الباطل، و أن كثيرًا مما يَظُنُّه الناس عينًا أو سِحْرًا، ليس بعينٍ ولا هو بسحرٍ، وإنما هي أوهامٌ في نفوس بعض الناس وهو جزء من المشاكل النفسية التي نرى أن نخصص لها حلقات بإذن الله..


محاولة للفهم


وفي رده على سؤال لأحد المشاهدين عن الغاية من البرنامج، متسائلاً: هل نريد أن نخلق ثقافةً لمحاولةِ إفهام الناس التصالح مع الحياة؟ قال فضيلته: نُكَرِّرُ حمدنا وشكرنا لله عز وجل، والثناء على إخواننا الذين هم وقودنا، وأقول: إن الفترة التي مَضَتْ أعطتنا قناعة بأننا نستطيع أن نواصل الطريق، مَهْمَا امتدَّ بنا الزمن، فهناك ممكن أن يقال ، ليس فقط السماع إلى أصداء أصواتنا، لكن أنْ نَسْمَعَ ما يقوله الآخرون من القريب والبعيد، ونُقَدِّمُ خُلَاصَةً جميلةً لما قاله الآخرون، ونُقَرِّبُه إلى الأخوة الذين يستمعون إلينا.


وروى فضيلته قصة عن المنفلوطي عندما قيل له: إن هناك إنسانًا يَسُبُّك، فلماذا لا تدافع؟ فقال: لأن هذا الإنسان يسبني، وآخر يمدحني، ودع هذه الأباطيلَ تتقاتَلُ فيما بينها.


وتابع فضيلته: وفي الوقت الذي لا نخدع فيه أنفسنا، فإننا نفرح لمن يعطينا دَعْمًا معنويًّا، وفي الوقت نفسه يَنْبَغِي أن نتقبل مَنْ يعيب أو ينتقد أو يؤاخذ، أو يُرْشِد أو يُوَجِّه ونعتبر أن هذا يدعمنا وهذا يكملنا.


نشيد البرنامج


وفي رسالة لأحد المشاهدين قال: إن البرنامج ديني وإسلامي، ولكنه يُخْتَمُ بنشيد يدخل فيه "الأورج" أو "البيانو"! فما كان من مخرج البرنامج إلا أنْ أكَّدَ على الهواء أن هذا غير صحيح وإنما هي مؤثرات صوتية بالكامل. فيما قال الشيخ: إن آذان الأخوة حساسةٌ في بعض الأحيان، وليس الصوت الجميل مذمومًا، كزقزقة العصافير، وخرير المياه وحفيف الأشجار ، وهذا مما أجمع العلماء على أنه مأذون، والله تعالى يقول : {واخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأْلَوانِكُمْ} بعض المفسرين قالوا اختلاف الألسنة يعني اختلاف الأصوات، وقال تعالى: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ}ومنه الحسن وجمال الأصوات، مُشِيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" ما أَذِنَ الله لشيء، أَذَنَهُ لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن" فإن إذنه بتحسين الصوت بالقرآن من نعمه على خلقه.


نظرة في الفن


فيما رحب فضيلته بمشاركة الأخت "نور من لبنان" في منتدى الموقع؛ حيث قالت: كان الفن ، والأدب والشعر وسيلةً إعلامية، حتى الجاهليون يُهَنِّئُون القبيلة التي يَنْبُغُ فيها شاعر، كيف لا وهو يشرف ذكرها بين القبائل... وسألت: هل الاتجاه المحافظ يقتضي بالضرورة وَأدَ الفن ، والإحساس بالفن وبالجمال؟


ورد فضيلته عليها بقوله: لا شك أن المفاهيم السلبية عند الناس عن أمر من الأمور تُؤَثِّرُ في توجه الناس، وثقافة المجتمع حوله، مع أن كل الأشياء يكون لها وجه سلبي، فهناك مَنْ يسيء توظيف الدين، أو المال ، أو السياسة، وهناك مَنْ لا يُحْسِنُ استخدام الأشياء الجميلة، أو يجعلها مَطِيَّة. مضيفًا: كذلك الفن، فهو معنى راقٍ ، وجزءٌ من الجمال ، و"الله جميل يحب الجمال"، والجمال يشمل الجمالَ في اللغة، وفي الْخُلُق ، وفي الأسلوبِ، والرسم، والتصوير؛ لأنه جزء من كَيْنُونَةِ الإنسان وفطرته، والإنسان الذي يَفْقِدُ هذا المعنى سيكون ناقصًا من الناحية التربوية.


وطالب الشيخ سلمان العودة بالتواصل مع أصدقاء البرنامج وإرسال هدايا تعبر عن الشكر والامتنان لهم على ما أثروا به الحلقات وأفكارهم التي ولّدت أفكاراً وكانوا سبباً مباشراً في صنع محاور الحياة كلمة ونجاحه.

 



 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !