ماهر حسين.
و في كل عـــــــــــام وفي ذكرى انطلاقة ثورة فلسطين ...انطلاقة فتح ...نقول للعالم بأننا أصحاب موقف وأصحاب خيارات وأصحاب رؤية وبالطبع أصحــــاب حق ...نقول للعالم بأننا نريد أن نرى دولتنا الفلسطينية واقعـــــــــــا" ونريد أن نعيش بســـــــــلام وبالطبع بكرامــــة فسلامنـــا ليس تنازلا" ولكنه إيمــــــــان بالحق وبالعدالة النسبية التي ظلمتنـــا وإن كانت منحتنا فرصه للحياة .
تجاوزنا الظلم حبا" بالحيـــــــــاة وها هي أغلب الفصائل الفلسطينية تتوافق على رؤية فتح وعلى موقفهــــــــــــا الذي عرضها بكثير من الأحيان إلى مصاعب نابعة من (مزاوده ) هنـــــــــا و(تخوين ) هنــــاك ....من مصالح هنــــا وارتباطات هناك ...ولكن الموقف الواضح والصــــادق والنابع من إيمان بقضية ومن احترام لشعب ينتصر بالنهاية ....فها هي قيادة المعـــــــارضة الفلسطينية سابقا" (حماس )التي اتهمتنا بالتفريط تتحدث عن الدولة الفلسطينية المستقلة على الضفة وغزة والقدس وها هي حمـــاس نفسهـــا تتحدث عن فوائد وجدوى المقاومة الشعبية كوسيلة للتعامل مع الاحتلال وها هي الأيــــــــــام تثبت للجميع صحة خيارات فتح بالإصرار على القرار الفلسطيني المستـقل.
وبهذه المنــــاسبة العزيزة على قلب كل فلسطيني ....ومن هنـــــــــا أتقدم إلى شعبنا الفلسطيني بأحر التهاني بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ...انطلاقة حركة فتح ....هذه الحركة التي قدمت وما تزال الكثير لشعبنا ولقضيتنا ...هذه الحركة التي نتشرف بانتمائها لأمة العرب بعيدا" عن التبعية لشرق طــــامع وحاقد وبعيدا" عن هوى الغرب المنحـــــــــاز .
انطلقت حركة فتح ونجــــحت بمسارها الطويل والصعب والمـــر ....نجحت بالتعبير بنفسها عن التسامح الفلسطيني .... فلا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي طالمـــــــــا فلسطين حاضرة ...فكلنـــا أبناء فلسطين ...انطلقت حركة فتح ونجحت بالتعبير عن إيمانهـــا بحرية الكلمة الفلسطينية والرأي الفلسطيني وها هي فتح تؤكد على حق شعبنا بالتعبير عن رأيه ...فلقد كانت وما زالت حركة فتح ترى بأن الانتخابات حق للشعب ..فهي الطريق للقيادة والطريق للتمثيل ...فلا سلاح ولا انقلاب ولا فرضا" للرأي على شعبنــــا .... انطلقت حركة فتح ونجحت بتقديم الهوية الفلسطينية بعيدا" عن التطرف الملعون وبعيدا" عن التبعية للغير ...حركة فتح الآن وبظل الثورات العربية وعلى وقع نتـــــــائج الانتخابات العربية تمثل النموذج والصورة للأحزاب العربية الراغبة بان تجعـــــــــــل (المدنية ) صفة الدولة..وهذا هو التحدي الحقيقي للأحزاب بمصر بشكل خـــاص .. ...فلا فرق بين فلسطيني مسيحي وفلسطيني مســـــــــلم والكل يعيش صفـــــــــة المواطنة وأن كانت للأسف مواطنة فلسطينية منقوصة بفعل الاحتلال ....ولكن هذا الاحتلال زائل حتمـــا ....
في مقابل النموذج الفلسطيني والذي مر بعدة مراحل حتى وصلنـــــــــا إلى حالة النضوج التي تؤهلنـــا للوقوف أمام العالم كما فعل الرئيس أبو مازن لنقول وللعالم بأننا نريد الدولة ونستحقهـــا ...هذا النموذج يقابله وليس بعيدا" عنا ...نموذجا" يتراجع وبل يتدهــــور ...فواحة الديمقراطية سابقا" معزولة الآن بفعل تعنٌت حكومتهــــــــــا سياسيا" .... وبل أن قيـــادتها مكروهه بفعل احترافهـــا للكذب والتضليل ....ومع كل ما تواجهه الحكومة الإسرائيلية من مصاعب خارجية وعزله فإنهـــا تواجه تحديات داخلية مرتبطة باحتجاجات متزايدة على الغلاء وغياب العدالة الاجتماعية وكما أنها تواجه صعوبات أمنية نابعة من تطرف المستوطنين الذين تحولوا إلى عصابات مسلحه لا تشكل خطرا" فقط على الفلسطينيين من أصحاب الأرض وإنمـــا تشكل خطرا" كبيرا" على جيش الاحتلال حيث أن عصابات المستوطنين تزيد من قوتها وقُدرتها على مواجهة أي قرار لسلطات الاحتلال على أرضنـــا المحتلة!!! فإخلاء أي مستوطنة أو أي بِنـــاء يسمونه غير شرعي (كل المستوطنات ليست شرعية خارج نطاق التفاوض) لم يعد يواجه بتظاهره للمستوطنين ولكنه يواجه الآن بتهديدات المستوطنين وعنــــفهم وتحريضهم الكبير على الجيش ...إن تطرف المستوطنين تحدي كبير للمنطقة وبل هو تحدي حقيقي لشعبنـــا الفلسطيني ولقيادتنا التي يجب أن تُســـارع بتكوين إستراتيجية فلسطينية تساعد على فضح تجاوزات المستوطنين والتأكيد على عدم شرعية وجودهم أصلا" بالإضافة إلى رصد حقيقي لتجاوزاتهم ومخاطبة العالم بهذا الشأن ...إن تطرف المستوطنين هو( سحر) إسرائيلي استغلته حكومات اليمين وها هو (ينقلب على الســـاحر) ....والتطرف في إسرائيل يتجاوز خطر المستوطنين فهنــــــــــاك التطرف الديني في أوساط اليهــــــــــود الآن هو تحدي كبير وبل تحدي خطير ومؤشر على الانهيــــــــــــار ...فالمتطرفين اليهود في إسرائيل يريدون أن يتجاوزوا مدنية الدولة الإسرائيلية (بما فيهـــــــا من عيوب كبيرة) لتكون دولتهم دينية لا يٌسمح بها بالاختلاط وتعتبر المرأة بها بلا حقوق ...وهذا سيضع إسرائيل بتطرفها الديني بمواجهة مع العالم الحر ومع المنظمات الحقوقية الدولية كلها ...لقد أصبحت سلوكيات المتطرفين اليهود منذ اغتيـــال رابين تزادا قوة يوما" بعد يوم ....وها هي (روح إسرائيل ) على حد وصف بيريز بخطر كبير بفعل التطرف الديني ...حال إسرائيل الآن هو ....عزلة سياسية بفعل تطرف الحكومة وعصابات مسلحة بفعل تطرف المستوطنين وتطرف ديني من اليهود الأرثوذكس ويعاني الجميع من غياب العدالة الاجتماعية ...إن العوامل السابقة هي التعبير عن انهيــــــــار النموذج المقابل لنـــا ...ففي الوقت الذي نٌحي به ذكرى انطلاقة ثورتنــــا ..انطلاقة فتح ...فتح التي منحت لـــمدنية المواطن الفلسطيني أولوية ...فتح التي خاطبت العالم بلغة العدالة النسبية المقبولة لديهــــا ...في هذا الوقت يجرى وبالقرب منــــــــــــــا .. نقـــــــــاش حـــــــــاد حول (روح إسرائيل ) ...إن إسرائيل تتحول إلى عدو نفسهــــــــــــــــــــا بفعل تطرفها والمتطرفين .
التعليقات (0)