إن حكومة إسرائيل العنصرية وضعت إدارة الرئيس الأمريكي "بارك أوياما" في وضع صعب ومحرج, بعد رفضها الانصياع لمطالب أوياما, بالتجميد الكامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية, بحيث ستفرض إسرائيل على الولايات المتحدة أفكارها تجاه مشروع التسوية السياسية, رغم أن الفرصة لا زالت قائمة أمام تمديد المفاوضات إلى عام جديد دون تحقيق مرجعيات الوصول إلي حل الدولتين.
وعليه قد تفرض الأيام القليلة القادمة على الإدارة الأميركية أن تتجه إلى طرح أفكار جديدة للخروج من المأزق الراهن للمفاوضات, بالتحرك مع أطراف دولية وعربية قد يكون لها تأثيرها على الفلسطينيين والإسرائيليين, للعودة مجددًا إلى المفاوضات, وبالتالي يضغط هذا التحرك الأمريكي على الطرفين بإتجاه تحقيق رغبة إنجاز تمديد الفترة الزمنية للمفاوضات.
لذلك وقبل القبول بالتمديد, على القيادة الفلسطينية العودة على أسس ومرجعيات دولية واضحة، أي عليها أن تنطلق في مفاوضات وهي تعي ما يسمى نهاية الطريق، وهذا له أطر محددة يتفق عليها الكثير من أطراف المجتمع الدولي، كذلك يجب أن يكون هناك اتفاق على القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وهذا الأمر أصبح موقفًا أوروبيًا وأخذ في التحول إلى موقف دولي, مما سوف يطرح تسوية عادلة لموضوع اللاجئين والأمن والعلاقات الطبيعية بين الفلسطينيين والعرب وإسرائيل.
ولاستكمال التقدم بدعم الموقف الأوروبي, على القيادة الفلسطينية التحرك السريع مع الجامعة العربية لأخذ الموقف الأوروبي وتحويله فعلاً إلي موقف دولي حقيقي, بمطالبة الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول العالم بالاعتراف مجددًا في الدولة الفلسطينية على أراضي وحدود عام 1967 م, وعاصمتها القدس الشرقية, وهنا تكون القضية قد حسمت مسبقًا , وبذلك تكون فلسطين- للفلسطينيين، وما يخرج خارج الدولة الفلسطينية يكون لإسرائيل، وبالتالي نكون قد تجاوزنا مع المجتمع الدولي فكرة تجميد الاستيطان أو لا تجميد, وإذا نجحت القيادة الفلسطينية في الوضع الراهن أن تحصل على هذا الموقف من الولايات المتحدة والقوى الدولية، وعلى الموافقة بوضع ذلك في قرار لمجلس الأمن، فإن ذلك سيمثل الانطلاقة الحقيقية للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
بقلم: أ. مـنــار مـهــدي
التعليقات (0)