انتهى شتاء اخر وحل صيف جديد ، غادرنا الشتاء ، للذين غادروا قطار الحياة فقد ودعهم الشتاء مع اخوانه الثلاثة وداعاً لا امل فيه للقاء ، اما نحن ومن معنا فمازلنا قابعين في مقصوراتنا ننتظر النزول في المحطات التالية والاخيرة ، نودع شتاءا لنستقبل صيفاً ، نودع ربيعا لنستقبل خريفا هكذا هو ميعادنا في اللقاء والوداع.
رحل الشتاء حاملاً معه جميع الذكريات السعيدة والحزينة ، رحل ليحل الربيع مكانه الذي سرعان ما سينسحب تاركا المجال لاخية الاكبر الصيف الذي بدوره سيسلم دفة القيادة للخريف .
هكذا هي حياتنا محكومة بأربعة فصول لا خامس بينهما ، فصول كانت شاهداً أعظم من كل الشهود ، على نشوء البشرية ، وسعيها الحثيث نحو المدنية الراقي.
الفصول الاربعة كانت شاهدا تاريخياً موثوقاً على اخطاء البشرية وافعالها المشينة وستبقى شاهدا على ذلك حتى نهاية العالم التي لا يعلم ميعادها الا الباري عز وجل.
الفصول الاربعة مرتبطة بالانسان ارتباطاً وثيقاً فمن دونها تفقد الحياة اتزانها ويفقد الناس اتزانهم ، فالتغييرات النفسية قد تطرأ علينا عند حلول فصل محل الاخر ، تغييرات قد تغير طباع الاشخاص نحو الافضل او قد تغرس في نفوسهم انطباعات سيئة ليس من السهل التخلص من سطوتها.
لقد اثبتت الدراسات الحديثة ان لفصول الشتاء والخريف الربيع والصيف تأثيرات على شخصية الفرد ، وتتنوع التأثيرات حسب تنوع الشخصيات .
ويؤكد الباحثون النفسانيين ، ومن خلال الدراسات التي اجريت على مدار العقود الماضية، ان الشخص المولود في فصل الصيف يتصف بالانانية من ناحية ويمتاز بشخصية متزنة ولطيفة من ناحية اخرى ، اما الاشخاص المولودون في فصل الشتاء يمتازون بشخصية حنونة ولديهم القدرة الفائقة على حل مشاكل الاخرين دون كلل .
وكلذلك الحال بالنسبة لفصلي الربيع والخريف ، فالمولودون في الخريف يتمتعون بشخصية بسيطة تميل للعيش في بيئة هادئة منعزلة ، اما المولودن في الربيع فهم ذوو شخصية تتمتع بالنشاط والاخلاص للاخرين .
كما هو الحال لا نستطيع ان نؤكد مدى صحة هذه النتائج ولكنها حصيلة ما توصل اليه العلم للكشف عن احدى الاواصر التي تربط الانسان بالفصول الاربعة .
التعليقات (0)