نعلم جميعا اول جريمة حدثت على وجه الارض,وكانت ابشع جريمة قتل ليس فقط لان اخ قتل اخاه من اجل شهوة ولكن لانه ابتكر اول جريمة وعلم البشرية من بعده جريمة القتل وتوارثتها الاجيال فى جيناته الوراثية ,ولذلك قال الله تعالى : "من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون ".
ظلت الجريمة تتطور فى البشرية ثم تتوارثها الاجيال وتطورها الى ان وصلنا لعصرنا هذا الذى لم تشهد الجريمة ابداً تطورا مثله الان ,فيبدوا جلياً ان النظام الوراثى الانسانى يسجل فى ذاكرة الانسان الجينية التطورات ويطورها الجيل التالى له حتى نصل الى النهاية كما ذكر لنا نبينا الحبيب (ص) ان الساعة تقوم على شرار الخلق.
خلق الله تعالى الانسان من الطين وهى مادة الارض التى تحتوى على كل العناصر الارضية ,ثم نفخ الله فيه من روحه وهذه النفخة هى سر الانسان.
الانسان كما قلنا يتوارث الجريمة ومع ذلك اعطاه الله قدرة كبيرة على الخير فهذه النفخة من روح الله ترفعه الى اعلى وتعطية الارادة ,فكما ان قابيل قتل هابيل فإن هابيل اعرض عن قتله وكان باستطاعته ان يفعل ذلك .
فى عصر النبى (ص) لم يكن عصر ملائكة ولكن رأينا فى عصره من زنى ورأينا فى عصره من سرق ولكن نلاحظ شيئ........! ,كانت الجريمة قليله جدا فى ذلك العصر بل انها حتى فى العصر الجاهلى لو قرانا سيرة النبى (ص) قبل البعثة لرأينا انها كانت اايضا قليله ,لان العرب كانوا قومٌ ذوو اخلاق ومبادئ بطبعهم.
ان الذنوب ما هى الا استجابة الانسان لشهواته ورغباته بدون تفكير لما ينتج عنها من عواقب ,فهى منتهى الضعف وقمة الخسة اما الانسان القوى فهو ينتصر على شهواته ويرتفع بنفسه الى الاعلى مع هذه النفخة المباركة ,يرتفع مع الملائكة لا يتدنى مع الشياطين.
وما جاء الاسلام الا بذلك ,جاء ليعلمنا كيف نرتفع الى اعلى ,جاء ليطهرنا ويطهر مجتمعاتها وينقى الهواء الذى نتنفسه من دخان الذنوب الذى يخنقنا ويُظلم السماء من فوقنا ويغلقها علينا.
وعندما ننادى بالعوده الى الاسلام الحقيقى لا اسلام الدول التى تدعى الاسلام وفيها من الجرائم والآثام ما يندى له الجبين ,فإننا نريد ان نسموا بأنفسنا وننقى المجتمع .
وعندما يكون المجتمع نقياً فلا فساد ولا سرقة ,يكون هناك امان وامانه ,يكون هناك نقاء وتقدم وعلوا وسموا ,الا ترون معى اننا نتوق الى ذلك جميعاً؟؟
الم يأت الاسلام بالحب؟؟ بالنقاء..... بالسلام.... بالعفو عند المقدرة؟؟ فهل نرجو اجمل من ذلك؟؟
الا تتخيلون معى مجتمع نظيف من كل دنس مادى ومعنوى؟؟ الاتتمنون ان نسير فى الشارع فنرفض ان نرمى قمامة تشوه وتؤذى المارة بالطريق ونحن ننتوى بذلك طاعة الله واماطة الاذى عن الطريق؟؟
من يرفض الاسلام والاسلاميون منهم من يتخوف من ناس يدعون اشياء ولا يطبقونها ومنهم من يكره الاسلام ويكره التطهر.
نريد مجتمع مسلم حقيقى نريد ان نطهر انفسنا ونأتى بطفرة على جينات الجريمة تتوارثها الاجيال القادمة جينات حب وكرامه وطهارة .
نريد ان نعمر الارض كما اراد الله منا لا ان يحركنا الشيطان كما يشاء ويلعب بنا ونحن حمقى بدون وعى.
ما اجمل ان ننتصر على انفسنا وعلى شيطانها ونسموا بها الى اعلى ويكون كل شئ سوى الله صغيرا فى اعيننا.
التعليقات (0)