مواضيع اليوم

الانسان مابين العادة والقانون... ج 1

راميار فارس الهركي

2011-03-25 08:00:00

0


صراع التقاليد والقوانين ، قديم منذ الازل ‘ هو ليس وليد اليوم او الساعة ، انما تعود جذوره الى قيام أولى الحضارات الانسانية عندما كان الانسان البدائي يعيش كفرد ضمن نطاق القبيلة الواحدة تحكمه العادات والتقاليد كباقي الافراد وهو راضا تماما بهذا الحكم سواء كان في صالحه او ضده ، ومن يخرج عن هذا الحكم فمصيره واحد من الاثنين ، فأما الموت المحتوم لا محاله او العيش منبوذا لا مكان له بين الصالحين .

عاش الفرد تحت حكم التقاليد مئات السنين وما يزال البعض يؤمن بها ايمانا لا يجاريه ايمان ، لا يحتج ولا يثور على احكامها ، يعيش راضيا تحت خيمتها التي أوت الكثير من ابناء جنسه منذ الازل.

قبل بزوغ فجر الحضارات كان الناس يعيشون ضمن قبائل وجماعات لاتحكم بينها القوانين ولا التشريعات ولا البروتوكولات كما هو اليوم ، انما كانت التقاليد هي الحكم الرئيسي بينهم ، وهي بمثابة الاب الروحي للجميع ، كبيرهم قبل صغيرهم ، يقدموا له فروض الطاعة والولاء دون نقاش او محاججة او ابداء رأي من الاراء .

حاول الانسان البدائي التمسك بقيودها بكل ما أوتي من قوة للتخلص من سلطة الحاكم التي مثلتها التشريعات والتي حدت من حريته وقضت عليه القضاء المحتوم بالالتزام التام بما يفرضه الحاكم من ضرائب وامور قد لاتصب في مصلحته.

البدائي يرى القانون اداة طيعة لخدمة السلطة الحاكمة فقط ، والتحكم بمصائر العباد ، ولهذا فأنه عاش مستغنيا عن خدماته ولو لفترة ، اي قبل نشوء الحضارات التي نادت بضرورة سن التشريع ، متعللة بأنها الطريقة الوحيدة التي تكفل للمدينة او القرية الحفاظ على صبغتها المدنية ، ونقطة مهمة للتمييز بين الانسان البدائي والانسان المتحضر.

ان تعايش الاقوام البدائية مع بعضها سلميا بعيدا القانون وسلطة الحكام يعود لجملة من الاسباب اهمها ، كما يقول المؤرخ والكاتب الامريكي ويليام جيمس ديورانت ، ان الجماعات البدائية محكومة بعادات وتقاليد هي في صرامتها وفي استحالة الخروج عليها كأي قانون ، والجرائم التي تقع بين الافراد يقضي فيها دائما بالثأر الشخصي وبالطبع فأن عادة الثأر الشخصي لامحل لها بين التشريعات والقوانين.

يقول عالم الطبيعة والاحياء وألانثروبولوجيا البريطاني ألفرد رسل ولاس صاحب نظرية الانتقاء الطبيعي "ان احط المجتمعات تستطيع تدبر امرها بغير القانون".

ان المجتمعات البدائية استطاعت ان تتدبر امرها بعيدا عن القانون اعتمادا على مبدأ الشيوعية البدائية واحترام الانسان لحقوق زملائه احتراما دقيقا ، وكما يرى رسل ولاس ان الناس البدائيين عاشوا متساوون تقريبا في كل شيء مما قلل الصراعات والحروب والتنافس فيما بينها .

 

راميار فارس الهركي
كاتب وصحافي من العراق




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !