مواضيع اليوم

الانسان الآخر.

محمد قاسمي

2010-05-03 20:26:39

0

 

الإنسان الآخر
 

الإنسان الأسير في سجن الإهمال ، صاحب التراكمات العميقة التي تجعله داخل بوثقة من الحصار والتلف الفكري والمادي ، انه الرجل أو المراة آو الإنسان الذي يحاول الهروب من الأسر . لكنه عبثا يحاول ويكابد ، في ضل واقع يفرض الكثير من الاجراءات والاحتمالات انه حيثيات الفشل ، او ثمرات النجاح .
 

إن الوقوف في وجه الخطر ، لا يتطلب شجاعة أو جرأة فردية من طرف شخص ، بقدر ما تستدعي حكمة وبعد نظر ، وأيادي لمضاعفة القوة لبسط السيطرة على أسباب الفشل ، التي لا طاقة للفرد على مواجهتها دون الجماعة .
الإنسان العربي
 

من وجهة نظري الشخصية ، أقول إن معاناة الإنسان الآخر ، هي نفسها لدى الإنسان العربي ، هذا الأخير الذي له تراكمات عميقة ، بين الماضي المتألق والقوي ، والحاضر الأليم بكل تجلياته . إن الإنسان العربي ما يزال سجين نفسه حيث انه يعيش وهم القوة الفردية ، القدرة التي تحييه كل حين ،حقيقة إن لكل إنسان أو مخلوق معين طاقة مخفية غير طاقة الغذاء المعروفة ، أما ما اقصده فطاقة الاستمرار طاقة المجتمع طاقة الكيان والدولة .
 

فهل باستطاعة الإنسان الآخر التغلب على مشاكله متفاديا مجتمعه او الوسط الذي ينتمي إليه؟؟
 

باعتقادي الجواب هو لا ، لعدة أسباب جوهرية . أهمها هو الاعتماد على النفس بالشكل الخاطئ من حيث الفكر والتنفيذ ، تاريخيا ما كان لنابليون او صلاح الدين الأيوبي . تحقيق نجاحيهما الكبيرين بالاتكال على نفسيهما سواء عند التخطيط للهدف وكيفية الوصول إليه . القصد هو مشاركة الجميع في تحقيق الغاية المطلوبة . كثيرا ما نستخف بأفكار الآخرين إما لأنها حقا غير مجدية ، او لأنها من مصادر اقل شانا من صانعي القرار . الذين يراهنون على الفشل في سبيل الحفاظ على المنصب او المكانة .وعين الصواب تتطلب النزول عن الكبرياء الأعمى في حالات الاستثناء .
 

إن ما تعانيه المجتمعات العربية في مصر او السودان هو ما تعانيه نظيراتها في المغرب او فلسطين الامتثال لأوامر النفس أو التعصب لشخص معين دون الآخرين ، وسيادة مبدأ (امشي جنب الحيط )ذالك في مصر او (النهار بعينيه والليل بودنيه ) في المغرب . انه مبدأ الخوف من الجميع . والتوجس من الكل .بمعنى اصنع ما تمليه عليك نفسك ، وإياك من أفكار الناس والمجتمع .
السنا في حالة من اليأس ؟؟
هكذا علمتنا التراكمات ، وهذا ما صنعت أيدينا، مبدأ الإنسان الأخر .
محمد قاسمي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !