مواضيع اليوم

الانحباس الحراري,,و الانحباس الأخلاقي

Saleem Moschtafa

2010-12-13 14:18:24

0

عقدت منذ أيام قمة الأمم المتحدة للبيئة في مدينة (كانكون) المكسيكية، و قبلها، و منذ عام تقريبا، عقدت قمة (كوبنهاغن) في الدنمارك حيث بحثتا في مشاكل العالم البيئية، وقد تبين بما لا يدع مجال للشك أن مشاكل العالم البيئية لها جذورسياسية في الغالب.

فأصل المشاكل البيئية لا تكمن في انعدام الحلول أو الفقر فيها، بل إن المشكلة الأساسية هي في انعدام النوايا السياسية السليمة بين الدول.

لا فالإنحباس الحراري و تداعياته و الذي تعاني منه الأرض بمياهها و قاراتها أسس له انحباس أخلاقي قوامه استغلال فاحش و بأقصى الدرجات لكل ماهو مشروع و غير مشروع، سواء كان استغلال فردي أو استغلال مؤسساتي تقوده الدول، صناعية كانت أو نامية، اذ نعلم مثلا أن الملوثات التي تملأ الهواء و التربة و البحار سببتها الثورة االصناعية منذ انطلاقتها و التي تعتمد كأساس على احتراق الذهب الأسود و الذي تستفيد منه الدول النامية المصدرة و الدول الصناعية الموردة على حد السواء.

لكن أريد أن أركز على نقطة مهمة، و هي أن القمتين المذكورتين فشلتا في التوصل الى حلول ناجعة و ملزمة بسبب اعطاء الأولوية المطلقة للأجندات السياسية على حساب الأجندات البيئية.

فاتفاق (كيوتو)، و الذي ينتهي العمل به في سنة 2012، ينص على وجوب العمل على الحد من انبعاث عاز ثاني أوكسيد الكربون بنسب متفاوتة بين الدول، اذ حدد التخفيض بنسبة 5% لكل من أمريكا و أوروبا و بـ6% لليابان و بـ8% للصين و بـ16% لروسيا!؟!؟!.

إذا فواضعوا الإتفاق كان همهم في المقام الأول أن لا يعطل الهم البيئي النمو الإقتصادي لبعض الدول و في المقابل تعطيل أو في أقله تخفيض نسق النموالصناعي و بالتالي الإقتصادي لبعض الدول و على رأسها الصين و روسيا و الكل يعلم مثلا أن هده الأخيرة لازالت تبحث عن تعافي اقتصادي بعد ركود تام تقريبا على إثر انهيار الإتحاد السوفياتي السابق.

أختم فأذكر معلومة خطيرة أوردتها مؤخرا دراسة ألمانية تؤكد أن خمس النباتات على وجه الأرض مهددة بالإنقراض و السبب هو النشاط الإنساني بالتحديد.

فتصوروا معي أنه من بين خمس نباتات في العالم هناك نبتة مهددة بالإنقراض أو هي انقرضت بالفعل، و عندما نكون نعلم مسبقا، علميا و عقليا قبل أن يكون ايمانا و عقيدة، أن لا شئ في هذا العالم خلق اعتباطا و تكملة عدد أو زيادة فيه يتبين لنا مدى أهمية و خطورة تلك المعلومة.
و هذا دليل آخر على أنانية الإنسان الذي لم يتربى على ثقافة بيئية، غير أن هذا المفهوم ليس مدرجا ضمن اهتمامات دول حتى يكون مدرجا ضمن اهتمامات أفراد يبحث نسبة كبيرة منهم عن كيفية ضمان بقاءه الشخصي و الدي يغنيه عن التفكير في كيفية ضمان بقاء نبتة في أعماق البحار أو أخرى في الجبال العالية، فالعولمة المتوحشة اليوم عطلت على ما يبدو أي تفكير سليم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !