علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
استمرت عملية تعليق عضوية اتحاد الأدباء العراقيين في اتحاد الأدباء العرب للسنة السادسة على التوالي وبنجاح ساحق وهذا أمر متوقع لان المنظومة الثقافية العربية مريضة ولم يأت مرضها اعتباطاً بل هو نتاج لتراكمات اجتماعية وسياسية كرست ثقافة ان العراقي يجب أن يظل منبوذاً ورحالاً ومهاجراً ويعمل في دول المنافي باوطأ الأجور فإذا أراد ان ينفض الغبار عن نفسه ويستعيد مكانته ودوره الحضاري فان فعله مخالف لمنطق العقل العربي المريض والذي يمارس الازدواجية في التعامل مع حالات متشابهة فالطفل الفلسطيني يعد شهيداً لو سقط برصاص إسرائيلي ويتصدر خبره نشرة أخبار الجزيرة لكن مقتل عشرين مواطناً متسوقاً يعد قتلاً والمفاوض العراقي في الاتفاقية الأمنية يعد موظفاً تملى عليه أوامر (المحتل) لكن المفاوض السوري او اللبناني او الفلسطيني يعد بطلاً لأنه يريد انتزاع الحق العربي !
كنت أتابع قبل أيام حلقة من وراء برنامج (ما وراء الخبر) على قناة الجزيرة ولفت انتباهي تعريف احد الضيوف وهو مصري بأنه أستاذ القانون الدولي فاستبشرت خيراً فإذا به يترك اختصاصه في القانون الدولي في سلة مزبلة الجزيرة ويحلل رمزية (الحذاء) وفعله المقاوم وان صاحبه يعد أسير حرب !! عندها أصبح عندي خبر تعليق عضوية اتحاد أدباء العراق مجرد حالة زكام عند مريض بالسرطان لان البطولة في الثقافة العربية تختلف عن البطولة في العالم كله لأنها عمل فردي ويجب أن يقوم شخص به بالنيابة أي إن هناك نظرة لان يكون الشعب كله مسترخياً او غارقاً في الأزمات بينما يقوم العراقي او الانتحاري الفلسطيني بعملية (بطولية) لنفض الغبار عن الكرامة المسفوحة ! لكن الذي يثير الأسى هو إلحاح او إصرار اتحاد أدباء العراق على استعطاف اتحاد الادباء العرب لاعادته الى جنته مع كل الاهانات والطعون ولا ندري السر وراء اهدار كرامته واعتزازه بنفسه من اجل كرامة واحدة مشكوك في حصولها مع ان الاستظلال بظل نخلة عراقية شامخة افضل من اللجوء الى اتحاد يعد امتداداً اميناً للفكر الديناصوري المتهاوي إلا إذا كان في الأمر (إن)!!
التعليقات (0)