الانتقائية بين قرامطة العصر وبني إسرائيل،جريمة كربلاء شاهدا
المنهج الانتقائي في التعاطي مع أحكام الشريعة الإسلامية ليس وليد اللحظة، وإنما له جذور تمتد حتى إلى عصر نزول الوحي والشواهد القرآنية كثيرة على ذلك، بل هو يشكل ظاهرة سادت وتفشت عند أهل الديانات السابقة على الإسلام، ومن أبرزهم بني إسرائيل الذين كانوا يعملون بما يوافق أهوائهم من التعاليم والأحكام التي جاءت به التوارة، ويتركون ما لا ينسجم معها، وقد حكى عنهم القرآن الكريم بقوله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} (البقرة:85).
هذا المنهج بات ظاهرة متفشية وسلوك متجذر في مجتمعاتنا الإسلامية وخصوصا منتحلي التشيع، وبالأخص في الشريحة التي تدعي التدين، بل عند الرموز الدينية التي تتربع على مواقع القيادة والزعامة، حتى أنهم قد فاقوا بني إسرائيل في تطبيق الانتقائية، فطوروها وأضافوا عليها خطوات أخرى من حيث أنهم يظاهرون في تطبيق ما وافق أهوائهم ومصالحهم من الأحكام ويكفرون بما خالفها، وبعبارة أوضح إنهم اتخذوا منها غطاء يتسترون به، وتجارة يدرون منها معايشهم، لأنهم في حقيقة الواقع وما أثبتته سيرتهم العملية هم ابعد ما يكونوا عن تطبيق تعاليم الإسلام والمذهب، فجروا العباد والبلاد إلى المهالك والمحرقات، وهنا نحاول أن نسلط الضوء على احد مظاهر وتطبيقات المنهج الانتقائي القرمطي والتطوير، مارسه ويمارسه منتحلو التشيع وقرامطة العصر، ففي كل عام ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك ترفع الشعارات وتكثر الخطابات والندوات والمحاضرات، ويرتفع صوت الحديث عن الورع والتقوى ومراعاة شهر رمضان وحرمته وقدسيته، وتطرح التوصيات والإرشادات وتصدر التعليمات وتتخذ الإجراءات والتدابير الأمنية، وتغلق جميع المقاهي العامة ومحلات بيع المشروبات الكحولية والمطاعم وأماكن بيع الأطعمة من شروق الشمس وحتى الغروب وغيرها من الإجراءات...
وفي شهر رمضان ارتكبت نفس تلك الجهات الدينية والسياسية والأمنية التي ترفع الشعارات وتصدر التعليمات والإرشادات التي اشرنا إليها قبل قليل، ارتكبت أبشع جريمة في تاريخ البشرية بحق المرجع العراقي الصرخي وأنصاره على أيدي المليشيات والقوات الأمنية المرتزقة التي يقودها المالكي وعبد "المهدي الكربلائي" القابض على أموال العتبة الحسينية المقدسة، ومحافظ كربلاء "عقيل الطريحي" المتورط في صفقة شراء أجهزت كشف المتفجرات الفاسدة وغيرها من ملفات الفساد، وعثمان الغانمي، وبأوامر صدرت من إيران والمرجعية الخاضعة لها وبإشراف مباشر منها.
يتحدثون عن ورع وتقوى وتعليمات ومراعاة حرمة الشهر...، وهم في رمضان هدموا دار العلم والتقوى والأخلاق والسلم والسلام والمواقف المبدئية والوطنية والإنسانية، يتحدثون عن ورع وتقوى وتعليمات ومراعاة حرمة الشهر...، وهم في رمضان قتلوا الصائمين، ومثلوا بالجثث، وأحرقوها وسحلوها بالشوارع، وقتلوا الطفولة، وشردوا العوائل...
هم في رمضان اعتقلوا الصائمين، وزجوا بهم في السجون السرية حيث التعذيب النفسي والجسدي: صب "التيزاب" في أفواه المعتقلين، قطع الأطراف والأعضاء، قلع الكبد وغيره من الأعضاء، ناهيك عن الكهرباء وغيرها من أساليب التعذيب الوحشية التي لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولم تخطر على قلب أعتى العتاة وأطغى الطواغيت.
لاحظ منهج انتقائي لمنتحلي التشيع يفوق منهج بني إسرائيل، فمنتحلو التشييع يوظفون ما وافق أهوائهم من الأحكام توظيفا انتهازيا ويتسترون بها ليخدعوا بها السذج من الناس، فالورع والتقوى ومراعاة شهر رمضان منهم براء، والأنكي من ذلك كله، إنهم يمارسون الجريمة باسم المذهب وباسم الحسين، يقتلون ويمثلون بالجثث ويحرقوها ويسحلوها بالشوارع أو يعلقوها على الأعمدة ويهتفون لبيك يا حسين، يسرقون وينهبون ويهجرون ويهدمون الدور والمساجد والمؤسسات ويحرقوها، ويهتفون لبيك يا حسين، كما حدث في جريمة كربلاء في شهر رمضان، وفي تكريت، والأعظمية والرمادي وقبلها في ديالي وجامع مصعب بن عمير وغيرها من مدن العراق المختطف.
https://www.youtube.com/watch?v=ExzW0q1nBgw
الفلم الوثائقي .. جريمة كربلاء النكراء.
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (4)
1 - العراق بابل
محمد الطيار - 2015-06-20 19:01:39
اعتقد ماحصل في كربلاء مجزرة لا ينساها التاريخ ومنفذيها اشرس خلق الله على ارضه
2 - العراق
منتظر الواسطي - 2015-06-20 19:16:26
ان مجزرة كربلاء بق انصار السيد الحسني هي بدايه لكل المجازر التي حصلت وتحصل الان في العراق على ايدي قرامطت العصر
3 - rrdd639@yahoo.com
حسين المرشدي - 2015-06-20 19:38:44
ان مجزرة كربلاء التي ارتكبها المالكي وبتوجيه من المؤسسة الدينية كشفت عن مدى الانحراف والاجرام لدى منتحلي التشيع قرامطة العصر الذين كانوا ولازالوا لعبة بيد ايران .
4 - العراق
ابو يوسف العراقي - 2015-06-20 19:56:52
ان مجزرة كربلاء كاشفة لكل جرائمهم وان هذه المجزرة حدثت بأمر المالكي وعلى اشراف الغانمي والمالكي