محمد أبو علان:
يحاول البعض التعامل مع الثورات في العالم، وقضايا حقوق الإنسان بالقطعة، وحسب المزاج السياسي لا من منطلق الإيمان بحقوق الإنسان بشكل عام والتي يجب أن تكون القاعدة لمحاكمة الشخوص والأنظمة السياسية في هذا المجال.
فعند انطلاق ثورة الشعب التونسي وثورة الشعب المصري صمت البعض عن دعم وتأيد هذه الثورات، وحتى من أيد هذه الثورات وخاصة المصرية تعرض للقمع والضرب بالهروات، وبعد أسقطت الشعوب هذه الأنظمة أضحى الجميع من أنصار الحرية والثورة والديمقراطية.
وبعد انتفاضة الشعب السوري والليبي ضد أنظمة الظلم والاستبداد في بلادهم خرج علينا من صمتوا عن دعم الثورة المصرية ليدعموا بكل قوة ثورة الشعب السوري والليبي متناسين مواقفهم الداعمة لنظام القمع في القاهرة الذي جثم لثلاثة عقود على أنفاس الشعب المصري.
بمعنى أن مناصرة الثورات العربية ليست مسألة مبدأ لدى هؤلاء بل مسألة مصالح سياسية لا أكثر ولا أقل، وهذا هو الدجل السياسي والانتهازية المفيته بعينها، فحقوق الإنسان واحدة في مصر وسوريا ولبيبيا واليمن والاردن، ولا يجوز التعامل معها بالقطعة وحسب المزاج السياسي.
فموقف هذه الشريحة في المجتمع العربي هو استنساخ للموقف الأوروبي والأمريكي الذي ينظر لحق الشعوب بحقها في تقرير مصيرها، وحقها في الحرية والديمقراطية وفق مصالح سياسية، ووفق كميات النفط والغاز الذي يملكها كل شعب.
ولكن عندما يتعلق الأمر بحرية وحق شعوب فلسطين والعراق وأفغانستان في تقرير مصيرها والتخلص من الاحتلال يصبح لدى هؤلاء موقف ومعنى مختلف للحق في الحرية وتقرير المصير.
فلا يوجد شيء أسمه نصف إيمان ….فإما أن تكون مؤمناً بحقوق الإنسان…..وإما أن تكون كافراً بها
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)