مواضيع اليوم

الانتفاضة الكوردية هي بداية ربيع سوريا الذي لم ينتهي بعد

فارس مشعل تمو

2012-03-09 19:28:47

0

 ربيع سوريا ، الذي سبق ربيع تونس ومصر وليبيا واليمن، عندما انتفض الشباب الكورد في 12 اذار 2004 متسلحين بارادة الحرية في مواجهة الرصاص الحي بصدور عارية، استردادا للكرامة المهدورة، وتحريرا للقومية المضطهدة، واستعادةً للوطنية المسلوبة، سطر فيها الشباب الكورد اولى مفاهيم الثورة السلمية الشبابية بمزاياها وتضحياتها، واستبسالها في سبيل الحرية والكرامة.

امتدت الى كافة المناطق الكوردية معتمدة على العاطفة القومية في ظل التعتيم الاعلامي، وافتقارها لكافة وسائل الاتصال والتواصل الحديثة (الهواتف النقالة، الانترنت الفضائي،الفيسبوك، السكايب)التي تعتبر عماد التنسيق والاتصال والتواصل في الثورة السورية والتي ساهمت بشكل اساسي في تعريف مكونات الشعب السوري بتنوع مجتمعهم وتعدده القومي والثقافي، هذه المعرفة وحدت الشعب السوري بمختلف مكوناته واوصلته الى قناعة تامة بان الوطن السوري وطن تشاركي بين اطياف قومية ودينية ومذهبية ولايحتاج اي لون من الالوان السورية الى صك اثبات الانتماء الوطني، وهو الامر الذي عجزت عن تحقيقه الاحزاب السياسية المعارضة باختلاف تسمياتها وايديولوجياتها القومية طيلة عقود من نضالها.

مايدعو للاسف فان تلك الاحزاب والشخصيات التي امتهنت معارضة النظام لعقود، تلعثمت عندما اصبحت الحرية على الابواب وحان وقت الغيير الثوري الحقيقي، وارتبكت باسلوب معارضتها واثبتت فشلها في تجاوز العقلية الحزبية المريضة، وكسر القالب الرسمي المرخص امنيا سابقا للمعارضة السياسية على عكس شباب الثورة الذين احرقوا الكثير من المراحل الضوئية باتجاه المستقبل من خلال التحرر والانعتاق الحقيقي من براثن نظام الدولة البوليسية الذي رسخته عائلة الاسد طيلة عقود من احتلالها للسلطة في سوريا.

عدم قدرة المعارضة السياسية كورديا وعربيا على نشر الوعي بين مكونات الشعب السوري كان السبب الرئيسي في عدم امتداد الانتفاضة الكوردية في 2004 الى الساحة السورية العربية لان حالة العداء بين القوميات التي رسخها نظام الاحتلال لتقسيم الشعب السوري حافظت عليها احزاب المعارضة بشكل مباشر او غير مباشر ولازالت تستثمر فيها لاهداف سياسية متطرفة تناهض مصلحة الشعب السوري في الحياة الحرة الكريمة والتعايش المشترك.

ونقول بانها تناهض المستقبل لانها تحول العداء الحزبي القومي الى عداء افتراضي بين الشعوب، وللموضوعية التاريخية بشكل خاص في سوريا فان حالة الصراع القومي كانت في مراحل سابقة امرا مشروعا جماهيريا وسياسيا لان استيلاء الاحزاب القومية العربية بعقليتها الشوفينية القمعية على السلطة ادى الى رد فعل طبيعي وتشكيل منطقي لحالة الدفاع القومي لحماية القوميات من امتداد الفكر الشوفيني العربي واضطهاده لباقي القوميات.

ولازال التحفظ القومي في هذه المرحلة ايضا مشروعا لمواجهة اجترار الماضي وتخوفا من مستقبل لايختلف كثيرا عن ماسبق من مراحل، بحيث يكون من حقنا في هذه المرحلة التحفظ القومي ورفض التعامل مع اي مثقف او سياسي عربي شوفيني يرفض الاعتراف بالمواطن الكوردي السوري ويرفض احترام مايميزنا قوميا، لكننا نرفض اي تعصب ونعمل جنبا الى جنب مع اشقائنا من الشباب السوري العربي الواعي لنزيل اثار تلك الحقبة بايديولوجياتها وعقولها على مراحل لان المستقبل السوري الذي نسعى اليه وقدمنا الاف الشهداء في سبيله سيلفظ كافة حالات التعصب قوميا ودينيا، حزبيا وشخصيا، فكريا وثقافيا، فالمستقبل مهما حاطت به الاجندات التعصبية فلن يكون الا لوطن تشاركي متعدد القوميات والثقافات واللغات تسوده لغة التعايش المشترك واحترام المتمايز قوميا بكل مايميزه.

لذا فان تاخر امتداد الانتفاضة الكوردية في 2004 الى عموم الشارع السوري انذاك لا ذنب فيه لاي مكون من مكونات الشعب السوري، لا الكوردي ولا العربي، بل هي الاجندات السلطوية والحزبية التعصبية التي لازلنا نعاني منها ومن استثمارها في العاطفة القومية التي لاتخدم المصلحة القومية بل هي فقط لحماية وجود نظام الاسد الابن، لان وجود هذه القوى السياسية مرتبط بوجود نظام الاحتلال الاسدي على الرغم من ادعائها معارضته.

فالانتفاضة هي بداية الربيع السوري الذي لم ينتهي بعد لاننا نعاني اثارها منذ ثمان سنوات لحد الان فقد قدم الشباب عشرات الشهداء، والاف المعتقلين واستمرت سلطة الاحتلال بملاحقة نشطاء الانتفاضة، واعتقالهم، واغتيال رموزها طيلة هذه السنوات فاغتيال شيخ الشهداء معشوق الخزنوي في 2005 واختطاف مشعل تمو في 2008 واعتقال مجموعة من الشباب وقتها كالصديق منذر ايسكان ورفاقه لكونهم كانوا ينابيع الانتفاضة ونشطائها.

كما ان عميد شهداء الثورة السورية مشعل تمو هو الرمز الذي انجبته الانتفاضة الكوردية ولازال هناك العديد من رموز الانتفاضة صامدين في الثورة السورية الى جانب اشقائهم من باقي المكونات السورية مستمرين على طريق الحرية لان كل مانراه هو المستقبل فقط ولا عودة الى الوراء مهما كان الثمن، فربيعنا لم ينتهي بعد والحرية تنتظرنا مهما طال الزمن.

الخلود لشهداء الربيع السوري في الانتفاضة الكوردية 2004 والثورة السورية
الخلود لشيخ الشهداء معشوق الخزنوي
الخلود لعميد الشهداء مشعل تمو

932012

المحامي : فارس مشعل تمو
عضو في تيار المستقبل الكوردي في سوريا
عضو في اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية في سوريا(مركز الشهيد مشعل تمو)





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات