بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة العلوم السياسية المفتوحة في القرن الحادي والعشرين
ان المتتبع لاحداث الشهر الاخير من العقد الثاني للقرن الواحد والعشرين يشعر بالغبطة لما يراه من الوعي السياسي الموجود لدى شباب هذه الامة الذي ان دل غلى شيء فانه يدل على ان الوعي الغير مسبوق الموجود لدى الشباب العربي اصبح حقيقة في عالم الواقع لايمكن انكارها ولااللعب عليها بعد الان ,حتى ان الجرعة العلمية السياسية التي حصل عليها في هذه الفترة تعادل اضعاف اضعاف ماتعلمته الاجيال السابقة في القرن العشرين في احدث جامعات العلوم السياسية في مقرر الثورات الشعبية.
المتميز في هذا المقرر ان دروسه واقعية فانت ترى الحدث وترى المعلقين السياسيين يعلقون عليه سواء تأييدا او معارضة ولكل دليله وبياناته , كما انك تجد فيه العلم السياسي من وجهتين :الوجهة الاولى الميكروسياسية حيث ترى نشوء الثورات الشعبية من نقطة بدايتها واسبابها الى طريقة تفاعلها مع الاحداث الى النهاية المتوقعة لها واحتمالاتها,والوجهة الثانية من الناحية الماكروسياسية حيث ترى الاحداث من الوجهة الكلية وتفاعلها الكلي مع الاحداث السياسية في علاقاتها العامة بين الدول وتاثيرها فيما بينها.
لقد تعلم الشباب ان بامكانهم صناعة و كتابة التاريخ بايديهم من خلال التفاعل عبر تقنية الاتصالات الحديثة وان يقولوا للاجيال التي سبقتهم نحن جيل المعرفة عليكم ان تفسحوا الطريق لهذا الجيل لكي يبدع في انشاء مستقبله وان عليكم ان لاتفسدوا علينا ابداعنا في تغييرطريقة تفكيركم ووسائلكم التي لم يعد الزمان يستوعبها ويتفاعل معها والتي اصبحت من مخلفات عصر القرن العشرين.
كما ان التعلم ليس عيبا فان عليكم ان تنتسبوا الى هذه الجامعة المفتوحة لللعلوم السياسية لكي تعيدوا بناء معلوماتكم فتاخذوا مواقعكم على الفيس بوك والتويتر لكي تتفاعلوا مع هؤلاء الشباب وتتفاعلوا معهم وتستطيعوا فهمهم فهم خلقوا لزمان غير زماننا .
ولعل اكبر حقيقة تعلمها هذا الجيل هو الواقعية السياسية التي يتصرف بها الغرب وفق مصالحه بغض النظر عن المبادئ والمواثيق والتصرف وفق مصلحته الذاتية التي تتغير بسرعة وفق مسار الاحداث والوقائع وكيف عليهم ان يكونوا مؤثرين في هذه الاحداث والتصرف وفق انشاء الفعل لا التصرف بردة الفعل للحدث الذي ينشؤه الغرب وان علينا ان نكون نحن الشباب من ياخذ زمام المبادرة و ينشئ الحدث ويؤثر فيه لا ان يكون الشباب من يتاثر بالحدث ويكون دمية في يد الاخرين.
التعليقات (0)