أول الكلام:
ليس دفاعا عن السلطة.
إذا فاز الأغنياء الذين اشتروا ترتيبهم في قوائم الانتخابات المحلية و الولائية فقد يحققون غنى متزايدا على حساب مصالح الدولة الجزائرية ويدفعون الشعب بجورهم مستقبلا إلى مزيد من العنف والحرق و الانتفاضات، المرشحون أنفسهم الذين دخلوا البارحة أحزاب السلطة باسم خدمة الوطن والديمقراطية عاثوا فسادا في البلاد و قنّطوا العباد و لمـّا أقصتهم المصالح فيما بينهم لفسادهم ولشراهة نهبهم أصبحوا غوغائيين بتعبير أرسطو.
يقول الشعب عنهم الملاعبين بعدما مارسوا حرياتهم وإرادتهم السيئة على الشعب بنوع من التعالي و الاستبداد وجعلوا الشعب ينسب الظلم إلى الدولة على أساس المنتخبين الفاسدين المنتمين إلى حزبها.
من سخرية القدر أن يتحول هؤلاء الفاسدون في حملتهم الانتخابية إلى أئمة وإلى ماركسيين تروتسكيين وعلمانيين وليبراليين وإسلاميين يتهمون حزبي السلطة باللصوصية و الخيانة ليحدثوا نوعا من التوازن المدلّس داخل المجتمع الذي يصفونه مسبقا بالمجتمع القبيح الذي يسعى إلى الطمع ويؤمن بالأحاجي، وجعلوا من أنفسهم ملائكة تمشي على الأرض وأياديهم تشبه يد موسى من البياض، يعلم هؤلاء الأغنياء أن العامة لا يفهمون السياسة فهما عميقا لذلك يشترون أصواتهم بالأكاذيب وبعض الفتات، مستعملين سياسة الثعلب خافض الرأس حتى يأكل عنق الديك و بعد الانتخابات ستلبس الثعالب نفسها جلد الأسد وتطلب قوة السلطة لحمايتها، الدولة لتي شتموها وأكلوا خيرها وحقّروا شرطيها وجنديها و دركيها بنفوذهم داخل السلطة ذاتها.
الأثرياء الجدد يوزعون امتيازات الدولة على أقربائهم وأصهارهم كأنه ملك آبائهم توارثوه، بعدها يسامرون الدهماء للسخرية من تاريخ الجزائر كاملا وسب شهدائه من جديد على مسمع الجميع وتسميتهم أيضا الخونة ؛ الأغنياء الجدد سيحرمون هدية عرفان لضحايا الإرهاب الذين دافع آباؤهم عن الوطن وسكنوا الجبال وماتوا فيها حينما كان ينعم هؤلاء هم وعائلتهم في الفردوس الموجود، أنفسهم الأغنياء سيحرمون مجاهدا أو معطوب حرب تكريم رمزي في عيد الاستقلال و سيعطون لراقصات ولمغني فاحش يستقدمونه من أقاصي الأرض مليارات الدينارات... هذه وظيفة رئيس بلدية بتفويض أغنياء جدد يبيعون ويشترون في خدمة أنفسهم وعائلاتهم و أصهارهم.
التعليقات (0)