ماهر حسين.
نقترب من المصالحة ونبتعد ....نبتعد عن المصالحة ونقترب ...نشعر بأنها قريبة ومن ثم نراهـــا بعيدة وعندما تكون بعيدة نسمع عن اتصالات ورسائل تجعلها قريبة ...هذا هو حال المصالحة الفلسطينية ...هذا هو حال العلاقة بين حركتي فتح وحمــــاس ...بعيدا" عن كل التفاصيل وبعيدا" عن المماحكة السياسية والصفقات السياسية على طريقة صفقة الأسرى وبعيدا" عن تفصيل المواقف وفهم توقيت التحركات السياسية ...فإن موضوع المصالحة لم يعد هو ما يشغل رأس أولويات المواطن الفلسطيني الآن .
هناك ...
الخيارات السياسية بعد الخطـــاب التاريخي والخيارات الفلسطينية بعد صفقة الأسرى ...هناك الموقف الأمريكي المٌعادي وهناك العلاقات الأمريكية مع الإخوان المسلمين وهناك زيارة قيادة الإخوان لغزة وهناك تفاصيل الصفقة لتحرير الأسرى ...وهناك بالطبع الجدوى من التحرك السياسي والأحاديث العجيبة عن حل السلطة الوطنية ...
وهنـــاك بالطبع ...
الوضع الاقتصادي والرواتب والتنمية فكل فئات وطبقات المجتمع لها مطالب نابعة من حاجتهـــا وكل محافظات الوطن تواجه مصاعب ..ففي غزة الحصار والخليل المستوطنين والقدس التهويد ونابلس ورام الله وجنين وووو.
فحال المواطن الفلسطيني مرتبط بالفئة التي ينتمي لها أو الطبقة ومن ثم المحافظة التي يعيش فيــــها والمواطن المُنشغل بنفســـه لم يعد قادرا" على متابعة (المد) و(الجزر) في المصالحة الوطنية ...بل أنني أعتقد بان المواطن الفلسطيني تاه في (بحر )المصالحة ولم يعد يفهم حقيقة ما يجري .
إن المصالحة واجبه على حركتي فتح وحماس وأرى بان عليهمـــا العمل لتحقيقها بالسرعة الممكنة لما سيكون له من أثر ايجابي على قضيتنا وبشكل خاص لتجاوز حالة الانفصال بين الضفة وغزة وأنا على ثقة بان المصالحة مصلحة فلسطينية تسعى لها فتح ولكن هل تسعى لها حمــــاس !!!!!...علينا أن نعلم وندرس أسباب التعطيل وعلينا أن ندرس الانقلاب والانفصال ومن يقف خلف كل ذلك ما الفائدة التي حققها !!!! حيث أن هذا سيساعدنـــا على أن نكون كمواطنين أصحاب تقييم أفضل للمواقف مما سيجعل أي اختيار مستقبلي لنا من خلال العملية الديمقراطية قائم على قاعدة الوعي وليس التعاطف.
لم يعد هناك مجال للتعامل مع أي خطاب كما كنا بالسابق نتعامل مع الخطاب الديني بعاطفة فلقد فقد الخطاب الديني لحماس الكثير من معنـــاه من كثرة التسييس وبذلك يجب أن يكون خيارنا القـــادم مستند إلى حقائق والى وعي حقيقي بعيدا" عن الانتماء للتنظيمات وكأنها طائفة .
فبعيدا" عن العاطفة علينا أن نُقِر بأن وسائل الكفاح الفلسطيني تغيرت وبل أنها يجب أن تستمر بالتغيير لتحقيق أهداف شعبنا ... مررنا بتغيير كبير وقبلنـــاه ويجب أن نقبلهٌ لمصلحة شعبنا وقضيتنـــا فكما راجعنا وسائل النضال السابق فألغينا خلال سنوات النضال الأولى (خطف الطائرات) و(مهاجمة المدنيين ) لما لها من مضـــار ومن ثم ومنذ بيروت ألغينا (الحرب من الخارج )وتوجهنا للعمل من فلسطين فأنني أقول بان علينا مراجعة أساليب علمنا التي رافقت الانتفاضة الثانية وما نتج عنها ولا مانع من إلغاء كل ما يضر إذا كان يتعارض مع تحقيق أهدافنا... وما زلت مؤمن بان وسائل التعبير عن الحق الفلسطيني يجب أن تتغير فلم يعد هناك مكانا" للحرب أو للانتفاضة المسلحة ولا حتى للانتفاضة فالمطروح الآن المقاومة الشعبية السلمية المرتبطة بالمتطوعين الدوليين و بالعمل السياسي الدءوب مع المجتمع الدولي لرفع الظلم عن شعبنا ولنمارس حقوقنا كباقي شعوب الأرض .
لسنا هواة قتل ودمـــار إنما نحن أصحاب حق فرض نفسه على العالم الحر كما شاهدنا بالكلمة التاريخية التي ألقاها الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة فوقف العالم يصفق للحق وللعدل وهذا كافي للبناء عليه وللنضال سلميا" .
ما سبق هو وجهة نظري الخاصة ...ولكن لا يوجد علاقة بين وجهة النظر والحق ..فالحق ثابت وهنا أتحدث عن الدولة الفلسطينية والعاصمة القدس وباقي الحقوق الثابتة التي كفلتها لنا الشرعية الدولية....وبنفس المنطق وبنفس الإيمان بالحق أقول بأن حق الانتخاب وحق الاختيار لممثلينا في المجلس التشريعي والرئاسة هو حق مقدس ليس منحه من حماس لشعبنا فلا يجوز تعطيله ولا يجوز الاستمرار بربطه بظروف خارجه عن نطاق المعقول والمنطق ...فالانتخابات الفلسطينية شهد لها العالم بالديمقراطية ولسنا بوارد التزوير ولكننا بوارد إعادة الاعتبار للمواطن الفلسطيني وقراره ليكون هذا الموقف وهذا الحق الانتخابي وسيلة لحسم المواقف الخلافية ولفض الخلاف بين فتح وحماس وكما انه وسيلة لتجديد الدماء في المؤسسات التشريعية المعطلة الآن والتي من الممكن الحديث في إطار المجادلات القانونية عن شرعيتها باعتبار انتهاء المدة القانونية وهو ما يمنح الفرصة للبعض بالتشكيك...وهنا أشير بأنه ولولا شرعية منظمة التحرير الفلسطينية لكنا بحالة فراغ قانوني وسياسي كبير ....
إن الانتخابات حق للمواطن الفلسطيني كفِلهُ القانون وهذا الحق هو الذي يمنح المؤسسات شرعيتهـــا وكما انهُ هو الحق الذي تظهر من خلاله الاتجاهات السياسية للشعب ...
فالانتخابات وكما أسلفنـــا ليست منحه مرتبطة بموافقة حماس وليست مخرج لأحد وإنما هي حق ثابت منحه القانون والدستور للمواطن الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس ونرجو أن يكون قريبا" هناك انتخابات من اجل المجلس الوطني الفلسطيني لضمان أوسع تمثيل لمؤسساتنا ...
تستطيع حماس أن تماطل بالمُصالحة وبل أنها وبظل انشغالها بأول دولة للإخوان المسلمين بالعالم تستطيع حماس أن تٌعطل المصالحة ولكنهـــا لا تستطيع أن تُصادر حقنا بالانتخابات وإن كانت تخشى نتائجهـــا فذلك شأنهـــا .
الانتخابات ليس منحـــــه يا حمــــاس والديمقراطية هي الحــــل ...
التعليقات (0)