من يوقف عقارب الزمن ؟!..إن الساعات تمر سريعة .. وعرس الديمقراطية في مصر يقترب من نهايته ..
قلبي يخفق بشدة !.. ياه .. حقاً .. إن لحظات الفرح والسعادة قليلة .. من يمد في عمر هذا الكرنفال لحظات أخرى ؟!..
في أجمل!.... وأنزه.. وأصدق !.. وأحلى !.. وأروع !.. وأبدع مشهد حضاري تشهده مصر المحروسة ..
عيون العالم تدمع من التأثر والاعجاب و الدهشة !..
شعوب الأرض تتابع هذا التناغم والتلاحم والتفاني المصري الجميل في سبيل إخراج يوم مبهر وعلامة فارقة على طريق الحضارة والديمقراطية والحرية والشفافية ..
انتخابات مجلس الشعب في مصر 2010 ..
من روعتها .. ومن سحرها تمنينا في قلوبنا أن تطول وأن تدوم العمر كله . .ليت السنة كلها انتخابات ..
يا سلالالالام ..
الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) .. دخل الانتخابات على استحياء !.. لا دعاية .. ولا استغلال لموارد الدولة وطاقاتها !.. ولا حبس .. ولا مطاردة .. ولا اعتقال .. ولا مضايقات للخصوم والمعارضة و أبناء المحظورة .. والصناديق فا ااضية .. ومن غير إشراف خالص .. لا قضائي ولا ديالو..بلا وجع دماغ ...
كله عارف شغله .. وكله يدلع نفسه .. والتقفيل هادئ..والتزوير انسيابي ..
الكثير من أرواح الذين ماتوا والمتوفين.. حضرت أرواحهم جميعاً وشاركت هذا العرس.. بل وشاركت في الانتخابات ذاتها .. وحامت حول الصناديق تحرسها من الحسد ! .. والجميل أن الناخبين يجدون اسمهم مكرراً ليس في دائرة واحدة . ولا في اثنتين .. بل في ثلاثة ..وربما أربعة .. وربما خمسة .. الحكومة أعلم بعددهم ..والراسخون في التزوير !! ..
وهكذا تلاحم الأموات مع الأحياء في تواصل وحب وتناغم ..
. والحكومة بصراحة .. وبكل صراحة .. كانت هي عروس الفرح بلا منازع ..على يدها بدأ كل شيء.. وعلى يدها انتهى كل شيء .. كل شيء ! ..
الله الله الله .. الحكومة هي التي حددت متى تبدأ الانتخابات ..وهي التي حددت عدد ونوع وفصيلة دم المرشحين ..و هي التي حددت البرامج .. والشوارع .. واللافتات .. و أماكن الدعايات .. وهي التي حددت شكل .. ومضمون.. ومسار.. ونتيجة العملية الإنتخابية ..
بدءاً من موظفي الحكومة الذين يجلسون على الصناديق .. وشرطة الحكومة التي تراقب وتحرس الصناديق..ومشرفي الحكومة الذين يشرفون على الصناديق .. ورجال الحكومة الذين يبدلون الصناديق بالصناديق .. و عيال الحكومة الذين يضربون المرشحين .. ويمنعون المندوبين .. ويضايقون المراقبين .. ويقومون بدور الناخبين .. وحتى مذيعي الحكومة الذين يذيعون على العالم تفاصيل أجمل وأروع عرس ديمقراطي تشهده الدنيا من على أرض أم الدنيا ...
ولقد حبس العالم أنفاسه .. وأنا كمان .. في انتظار ما تسفر عنه المنافسة الشرسة .. الشريفة .. العفيفة.. الدامية.. الحامية .. العاتية بين مرشحين تساووا جميعاً في ممارسة حقوقهم وواجباتهم .. وأشادوا جميعاً بالحرية والنزاهة والشفافية التي يعيشون فيها.. والرفاهية التي ينعمون بها طوال (المعركة الانتخابية) ..
ثم كانت المفاجأة المذهلة التي لم يتوقعها أحد في العالم!..
ولو كان باب الرهان مفتوحاً.. ولو كان القمار مسموحاً به عندنا .. لخسر سكان الكرة الأرضية جميع أموالهم ..
ففي مفاجأة مدوية صارخة .. لم يتوقعها أحد .. لفرط سخونة المنافسة .. فاز مرشحو الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ( مثل كل مرة طوال تاريخهم أو طوال تاريخ حكمهم) بجميع مقاعد مجلس الشعب إلا بعض المقاعد التي خسروها (بشرف) وبسبب تزوير حدث من مرشحي المعارضة !!...
يا الله .. يا الله ..
أمعجزة ما لها أنبياء ؟! .. أدورة زور بغير قضاء ؟! !..
فكما يتابع العالم على مر آلاف السنين معجزة (تعامد الشمس) مرتين كل عام على وجه رمسيس الثاني دون أدنى خلل أو انقطاع .. مرة في عيد ميلاده ..والأخرى في عيد جلوسه على العرش ..
فكذلك يتابع العالم معجزة فوز الحزب الوطني الحاكم .. و(تعامد التزوير) على وجه مصر بالإنتخابات مرتين وعلى مر عشرات السنين بلا خلل أو انقطاع .. مرة في انتخابات الشعب والشورى .. والأخرى في عيد الجلوس على العرش .. برضه ..
وكما كتب فراعنة الأمس لأنفسهم الخلود على صفحات المجد في كل عصر ..
فقد كتب فراعنة الحزب الوطني الديمقراطي! الحاكم لأنفسهم الخلود والبقاء ... ولكن على جثة و فوق صدر المحروسة .. مصر !...
وعجبي !!!!..
التعليقات (0)