تعتمد الانتخابات في أساسها على القدرة التي تتمتع بها الأحزاب والتكتلات السياسية في التحرك على الساحة الشعبية والتأثير المباشر وغير المباشر على المواطنين بأساليب وطرق مختلفة كالحملات الإعلانية والندوات التعريفية والتجمعات الجماهيرية وتقديم وجهات نظر جديدة وكما حصل في الفترة التي سبقت انتخابات مجالس المحافظات ..... وبالتالي يتجه المواطن نحو صناديق الاقتراع لانتخاب الجهة التي كانت أكثر تأثيرا واطمئنان له , ولكن الذي حصل في الانتخابات الأخيرة وعلى ما اعتقد هو فشل ذريع للأحزاب الدينية والعلمانية وغيرها , ففكرة الأحزاب ووعودها قد أخذت ما خذا مغايرا لتطلعات الناخب العراقي وأحلامه .. وهنا نتساءل إذا لماذا تهافت العراقيين على صناديق الاقتراع ومن الذي انتخبوه ؟
لقد انتخبوا شخصيات بعض النظر عن توجهاتهم الفكرية وهذا من ضمن سيكولوجية الفرد العراقي حيث يتأثر بالسياسي الذي يقود بقوة الكلمة المؤثرة والذي يتمتع بكاريزما خاصة والتي تعني في أصلها اليوناني بـ الجاذبية / القبول / سحر الشخصية , فأكثر الذين انتخبوا قائمة ائتلاف دولة القانون لم ينتخبوها لكونها مدعومة من حزب الدعوة ولا لطروحاتها بل انتخبوا فيها شخصية المالكي القوية والحازمة ونظرتهم إليه كونه وضعهم في بداية الطريق نحو تحقيق أحلامهم .
أن هذه الشخصية _ واقصد المالكي _ والتي أصبحت موضع قلق وارق لبعض السياسيين فأصحاب التطلعات الخاصة والمعروفة يرون ان ازدياد قوة المالكي تجعله دكتاتور يرتدي معطف الديمقراطية , والعلمانيون يتقبلونه ولكن يأسفون لكونه زعيم حزب ديني لمذهب معين , وآخرون ممن يمقتون الطائفية يرون فيه شخصية غير طائفية وذلك لتعامله مع الخارجين عن القانون بكافة قومياتهم ومذاهبهم بقوة وحزم . كل هذا المد والجزر في أرائهم ساعد في انتصاره في صناديق الاقتراع وجعله أكثر قبولا في الشارع العراقي والذي نتمنى أن يستمر في مشروعه من اجل العراق
احمد حبيب السماوي
Ahmed_alsamawe@yahoo.com
التعليقات (0)