الانتخابات العراقية ومزايدات شراء الذمم
لم يعد يخفى على المواطن العراقي الادوار الخفية لبعض الاحزاب والكتل السياسية في الانتخابات واستخدام وسائل متعددة للمباراة الانتخابية القادمة فيما بينهم والحصول على مقاعد تمكنهم من المحاصصة وتقسيم الكعكة العراقية ولعل اصبح الوصول للبرلمان العراقي والسلطة التشريعية هدفا للكثيرين في العراق لما يتمتع فيها ممثلي الشعب من امتيازات تقلب حياتهم راسا على عقب نحو الافضل وتضمن رفاهية العيش لمستقبل بعيد جدا قد يصل الى الاحفاد ويصبح في المسقبل القريب الاشارة الى شخص ما انه من نسل برلماني سامي ونبيل يختلف عن غيره وبذلك تعود الطبقية في المجتمع العراقي لتفرق بين ابنائه فقرائهم واغنيائهم وان كنا نعيشها اليوم حتى على مستوى التعليم مابين المدارس الحكومية التي يرتادها ابناء متوسطي الدخل وبين المدارس الاهلية والخاصة لاصحاب الدخل المرتفع جدا ولاسيما ابناء البرلمانين والمسؤولين العراقيين ,
الانتخابات على الابواب وهاهي اللعبة قد ابتدئت بالتحرك نحو قادة الرأي من ابناء الشعب من شيوخ عشائر ورجال دين ومثقفين واساتذة وادباء ومنظمات المجتمع المدني لما يملكونه من اصوات في محيطهم واصبح المواطن العراقي يرى المسؤول في كل يومياته قريبا منه يروج لدعايته الانتخابية بشكل مباشر وغير مباشر فمرة يراه يغطس في المياه كانه غواصة لحل مشكلة الغرق واخرى يراه في المنتديات الثقافية والادبية وحتى المدارس والجامعات جالسا بين الطلبة وثالثة بين الفقراء يوزع عليهم الاغطية والمدافئ والغذاء حتى ان احدى الاحزاب قامت بتوزيع اكياس (التمر) لاهتمامها بصحة المواطن العراقي الفقير !! وكما قال البهلول
هب أنك ملكت قد الأرض طرا * ودان لك العباد فكان ماذا
أليس مصيرك إلى قبر * يحثو ترابك هذا وهذا
مر عقد على تحرير العراق ورأينا العجب العجاب فيها ولم نرى خدمة حقيقية للمواطن العراقي من تغيير في مستوى حياته والبنى التحتية حوله بل اصبحت حياته شائكة يتوق فيها للهجرة وترك البلد لما يراه ويعيشه من ضحك على الذقون وشراء للذمم حتى حاول بعضهم اختراق النشاط المدني وتجييره لصالح مؤسسة ومنظمته ليتصدر قيادة نجاح الاغلبية ويكسب ما يدفعه المتبارون لشراء الاصوات ولم يدرك ان النجاح ليس بهذا الشكل من بيع الذمة برخص الاوراق النقدية ,
لقد رفض المطالبين بالتغير وهم من مختلف الاتجاهات والرؤى توحدهم روح الوطنية العراقية حتى تمكنوا من تحقيق بعض المطالب باصرارهم وخروجهم من دفئ منازلهم للشوارع واصرارهم على التغيير الخضوع لاي مسمى مؤسساتي وحزبي بل حتى رفضوا التبرعات من اي مصدر خارجي غير ماتجود به جيبوهم لدفعه شهريا لصندوق دعم المطالب والحقوق رغم حاجتهم لتمويل نشاطاتهم وعقد اللقاءات والمؤتمرات في كل محافظات البلاد وحافظوا على ذممهم امام الله والشعب العراقي ليبقوا احرارا لا تملك عقولهم وحريتهم الايادي المتبارزة نحو سلطة زائلة في الدنيا سيحاسبهم بها خالقهم يوم الرجوع اليه وكمال قال تعالى في محكم كتابه )أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)
التعليقات (0)