الانتخابات البرلمانية المغربية ...اي جديد؟  

   لا شك أن الإنتخابات البرلمانية التي سيشهدها المغرب في الخامس و العشرين من الشهر الجاري تختلف ولو نسبياً عن سابقاتها. وذلك بالنظر الى الظرفية التي تمر بها بلدان الشرق الاوسط و شمال إفريقيا عموماً، و المغرب على وجه الخصوص. حيث عرف الشارع المغربي نزولاً شعبياً وتحركاً شبابياً غير مسبوق ، بقيادة "حركة 20 فبراير" والتي كثفت من خرجاتها و مظاهراتها الإحتجاجية، بالرغم من التعتيم الإعلامي الذي طالها من قبل الإعلام الوطني. الشيء الذي اجبرها على الإستعانة بالإنترنيت و مشتقاته لإيصال رسائلها الى المواطن المغربي. وقد افضت هذه التحركات الشعبية إلى تعديل الدستور المغربي  ، والإعلان عن إنتخابات سابقة لأوانها.

      هذه كلها إجراءات جعلت الأحزاب السياسية بالمغرب تفكر في خلق تحالفات فيما بينها رغم اختلاف إيديولوجيات و مرجعيات العديد منها . فما نشاهده اليوم من تحالفات قد يطرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمدى شفافية ونزاهة هذه الإنتخابات ،لأنها تهدف بالأساس إلى زحزحة وعزل بعض الأحزاب العتيدة من الريادة التي تحتكرها. هذا ما سيجعل من الحياة الحزبية المغرب لعبة هشة .

مروراً بالأحداث السابقة سنجد أنفسنا أمام معطى عدم قابلية تغير الواقع الحزبي بالبلاد، نتيجة تصلب المضمون الفكري لهذه الأحزاب ، التي يطغى عليها طابع الشذوذ السلطوي ، والطمع في المناصب الحكومية ،وجعلها المصلحة العامة آخر اهتماماتها.