مواضيع اليوم

الانتحار السعيد

الخير شوار

2009-04-27 20:39:05

0

قبل سنوات أقدم أحد الشبان الجزائريين على رمي نفسه من أحد جسور قسنطينة في حي جنان الزيتون، لكن ومن سوء حظه فقد سقط على حافة الوادي وقد انغرست قدماه في الوحل، وعندما التف حوله الناس كان يبكي ويصرح: «حتى الموت وما عنديش فيه الزهر»، فالانتحار الذي بدا غريبا عن ثقافة المجتمع بدأ ينتشر بقوة في السنين الماضية، وبطرق مختلفة، لعل أخطرها ذلك الانتحار الذي يحمل عنوان «عليّ وعلى أعدائي». والذين يحول الفرد من خلاله نفسه إلى قنبلة بشرية قد تنفجر في سوق شعبي أو محطة حافلات أو مقهى أو أي مكان يعج بالمارة، ولئن كان الخطاب الرسمي يؤكد في كل مرة أن الانتحار يحرمه الدين الإسلامي، وهو غريب بالفعل عن المجتمع وثقافته. ففي المقابل أن الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك الفعل الشنيع مثل الحقرة والرشوة ونهب المال العام، والجوع والتهميش والبطالة، وأزمة السكن، كلها أمور غريبة عن الدين وعن ثقافة المجمع وفي النهاية هي حرام في حرام، ومع ذلك فهي موجودة بيننا وبقوة وهي المغذي الفعلي لعمليات الانتحار المتواصلة في المدن الكبيرة، مثلما بدأت تنتشر في القرى والمداشر وكل مناطق البلاد تقريبا. ومع ذلك فمن النادر أن نسمع أن كل تلك العوامل المؤدية إلى الانتحار هي حرام في حرام. ولئن بقيت حوادث الانتحار تشكل الرقم القياسي تلو الآخر فإن أسبابه متوفرة ومنطق سقراط يؤكد لنا أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج، وإن بقيت الأوضاع على ما هي عليهم فإن المواطن المحظوظ الذي «ينجح» في انتحاره ولا يبقى يندب حظه مثلما فعل ذلك الشاب القسنطيني.

الخير شوار    




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !