مواضيع اليوم

الاميرة الفاتنة تنتظر فاين النبلاء ..؟؟

عمادالدين رائف

2009-04-03 19:51:29

0

 

عندما يلتقيك نجم في ليلة مدلهمة فلا بد وان تنحني احتراما، فما بالك اذا التقتك نجوم تلألأت في سمائك تنير دروبك وتمدك بضوئها فتشعر بالدفء، وتساعدك على معرفة الشمال من الجنوب وتمكنك من رسم خارطة الطريق.
هكذا هي الحياة جميلة بنجومها، رائعة بالوانها، جديرة بالاحترام عندما تمدك باصدقاء تغار الشموس من عليائها، فشكرا لها كرمها التي امدتك بقوة لا تلين واصرار وعزيمة بلا تردد، وتصميم على المضي بحثا عن فجر لأمة ارهقها الظلام، والطغاة، والزناة، وسياط الجلاد .

رسالتك التقيتها وردة عبق اريجها داعب مخيلتي، فشكرت السيد بيل جيتس الذي جعل الدنيا اصغر، واتاح لي الفرصة ان يمدني بعض من يسعوا لصناعة التاريخ بمزيد من القوة، هكذا قالت حروف رسالتك التي اخذتني معها حرفا حرفا.
منذ زمان وقبل قرون من الان عندما كان الحمام الزاجل رسولا، كانت لنا احلام كثيرة، وكانت لنا حكايات كثيرة، منها ان أميرة عربية كانت تبحث عن حبيب، فاطلقت حمامة من .. قصرها -السجن .. عبر شباك النوافذ المسيجة بالفولاذ، واوصتها الا تعطي الرسالة الا للأجمل والأشجع والاصدق والأكرم .
وكتبت بالرسالة ... أنا أميرة عينيها ترنو للحياة،،، وقلبها للحرية،،، وروحها للنجاة،،، تعيش في كنف سجان تقول له يا ابي، وحراس تنادي بعضهم اخي، او عمي او خالي، وخدم من النساء الغواني.
وأنا الاميرة المغناجة ، والجارية الطويلة الوضيئة، والعيطبول طويلة العنق في حسن واعتدال، والغانية جمالي يكفيني الزينة، والوسيمة جسدي ثابت كاني رسمت به، والقسيمة ذات الحسن الوافر، والرعبوبة بيضاء اللون رطبة.
أنا الزهراء اميل الى الاصفر كلون القمر عندما يكون بدرا، والدعجاء شديدة سواد العين واسعة المقلة، انا الشنباء رقيقة الاسنان مستوية، والمولودة دقيقة المحاسن، والخرعبة حسنة القد لينة العصب، والمبتلة لا يركب لحمي بعضه بعضا.
أنا الهيفاء لطيفة البطن، الممشوقة لطيفة الخصر، وانا الرقراقة كأن الماء يجري في وجهي، البضة رقيقة الجلد ناعمة البشرة، النضرة في وجهي نضرة النعيم، الهنانة طيبة الريح، العرهرة جميلة عظيمة الخلق، العبقرة ناعمة جميلة.
أنا الغيداء تتثنى في مشيتها، الروف طيبة الفم، أنوف طيبة ريح اليد، طيبة الخلوة. أنا الشموع لعوب .. ضحوك، اللدينة لينة ناعمة، أنا المقصد اعجب كل من يراني، الخبرنجة جارية حسنة الخلق في استواء، البراقة .. بيضاء الثغر، الدهمثة .. السهلة، الباهرة .. افوق غيري من النساء جمالا، أنا الغيلم .. الحسناء ، المتحرية .. امشي في خيلاء، أنا العيطموس الفطنة الذكية رائعة الحسن، وأنا البلهاء الكريمة، وأنا المجدولة .. الممشوقة، السرعـوفة .. الناعـمة الطويلة.

غابت الحمامة شهرا او يزيد وعادت مهيضة مكسورة الجناح، وقفت على النافذة، ودمعة على خدها تسيل حزنا على اميرتها الفاتنة، التي لم تجد حبيبها، واستغربت الاميرة حال رسولها واضطرب قلبها وهي تمد يدها تفك الرسالة من قدم الحمامة، تظن انها تلقت ردا على رسالتها من حبيب مجهول.
فهالها ان تجدها رسالتها .. فسالت رسولها عما حدث ولماذا عادت بالرسالة..؟
فقالت الحمامة : لم اجد طلبك اميرتي ... فاذا وجدت الاجمل لم اجد فيه الاشجع او الاصدق او الاكرم، واذا وجدت الاشجع لم يكن الاجمل او الاصدق او الاكرم، واذا وجدت الاصدق الاكرم لم يكن الاجمل او الاصدق.
فقالت الاميرة : سوف اتنازل عن الاجمل اذهبي وابحثي لي عن الاشجع والاصدق والاكرم.
غابت الحمامة شهرا وعادت تقف على النافذة باكية، وكررت الاميرة سؤالها كما كررت الحمامة جوابها، فتنازلت الاميرة عن الاشجع ، لكن رسولها لم يجد الصادق الاكرم، وعاد بخفي حنين وقد اضناه التعب ومل التجوال في سماء بدت عليها ملامح الخريف.
وفي طريق عودتها هبطت الحمامة تسريح على حافة نهر تروي عطشها، فرآها حكيم القى بشبكة صغيرة وجلس يرجو ان تضل سمكة طريقها، وسمع صوت دمعة من عيني الحمامة تسقط بالنهر احدثت ضجيجا هائلا انتفض معه حتى كاد يسقط بالنهر، فسالها لماذا كل هذا الدمع ..
قالت: انا حزينة لاجل اميرتي فلم اجد لها حبيبا كما تتمناه.
قال الحكيم : وما هي اماني اميرتك.؟؟
فقصت عليه القصة وانها بحثت عن من فيه الصفات الاربع فلم تجده، ثم الثلاثة فلم تجده، ثم الاثنان فلم تجده، وقالت انني حزينة الا تجد حتى من يتسم بصفة واحدة مما تتمنى. فكل من اتوسم فيه الامل والرجاء اعطيه الرسالة فيقرأها ثم يطويها ويعيدها ويقول لست انا من ترضى به اميرتك. وكثيرون تمنوا لو انطبقت عليهم الاوصاف.
فقال: هل تحملين رسالة لاميرتك ادلها فيها كيف تجد الحبيب الذي تتمنى..؟
قالت: اربطها في رجلي اليسرى.
وعلى النافذة كانت اميرتها تنتظر، وقد تعلق قلبها بأي قادم من السماء، وبسرعة النسر انقضت الحمامة على طرف النافذة، وفردت جناحيها نحو الاعلى كعادة الحمام عندما تغمره السعادة، فتناولت الاميرة الرسالتان، فاذ بالحكيم يقول: يا اميرة فيها كل النساء، ارجوكي ان تبحثي عن النبيل. لان النبيل هو الاكرم وهو الاصدق وهو الاشجع وهو الاجمل.
هي رسالة الدكتور طارق .. الحكيم .. ابثها لكل من يبحث عن الحرية ، فبلادنا الاميرة الفاتنة اسيرة في سجون كثيرة، تائهة بين الفقر والجلاد، بين الاحتلال والموت، بين اللصوص والفساد، بين لصوص الدين وتجاره ، بين القهر والاستبداد، بين التردي والهوان، بين عهر السياسة وتجارها، بين الالف الاول للميلاد والالف العاشر للموت.
فاين انتم ايها النبلاء .. فأميرتنا الفاتتنةقد ضاق صدوها على النافذة تنتظر نبلائها يخلصوها، ودونكم لن يتم الخلاص، فحكاية المسيح المخلص والمهدي المنتظر والفاتح صلاح الدين حكاية مضللة، كاذبة ... فالحل لن ياتي من السماء وانما من النبلاء.
شكرا دكتور طارق حجي رسالتك التي تفجرت دعوة للنبلاء.

ابراهيم علاء الدين
alaeddinibrahim@yahoo.com

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !