إنشاء الوطن القومي لليهود في إسرائيل لم يكن بدافع ديني بقدر ما هو بدافع سياسي.لقد شعر الغرب بعد إنحسار التوسع الاسلامي في إسبانيا والبلقان بأن الدفاع عن الغرب يقتضي انشاء خط دفاعي ضد إي توسع إسلامي مستقبلا في إوربا . وهذا الخط كان ولا زال هو الشمال الأفريقي والشرق الأوسط , وهو في نفس الوقت نقطة الأتصال مع العالم فهو طريق التدجارة والمواصلات البحرية والجوية والبرية . ولهذا سعت إوربا ألى احتلال الشمال الافريقي والساحل الشرقي للبحر الابيض ولم يكن هذا الأحتلال للأستعمار والأستغلال الأقتصادي فقط بل كان للأقامة الدائمة وضم المنطقة أبديا ألى أوربا . وتمتل هذا في احتلال فرنسا وايطاليا وأسبانيا للشمال الأفربقي وفرنسا وأنجلترا لمصر والساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط . ولم يكن هذا في الماضي بدافع إقتصادي فالمنطقة لم تكن مصدرا للمواد الأولية للصناعات الأوربية النامية كأسيا وافريقيا وأمريكا اللاتنية ولكن أهميتها كانت في وضعها الأستراتيجي والدفاع عن أوربا ضد أي زحف أسلامي . طبعا هذه العوامل تغيرت الأن فالمنطقة أصبحت عصب الصناعة الأوربية وتقدمها الأقتصادي بفضل النفط , كما أنه نظرا للتقدم التكنالوجي الحربي أصبح الأحتفاظ بكل المنطقة كخط دفاعي أمرا مكلفا وغير اساسي , ولهذا تقررالأكتفاء بالحفاظ على مراكز إستراتيجية تتمثل اليوم في المدن المغربية المحتلة من طرف أسبانيا وإنشاء أسرائيل في شرق البحر الأبيض المتوسط , وخلق نظام معين في لبنان للأحتفاظ به كمركز إستراتيجي كإحتلال غير مباشر وكذلك الاحتفاظ فعليا باحتلال غير مباشر لسواحل وجزر الخليج العربي . وقد سعت أمريكا اخيرا بتوسيع هذا الخط بفصل العرب عن العالم الأسلامي بأحتلال العراق. وقد تيقظ الغرب اخيرا بأن الحفاظ بالخط الدفاغي بين المسلمين وأوربا لم يعد يكفي بالأحتفاظ بالارض فهجرة المسلمين إلى أوربا وإمريكا وظهور الصحوة الأسلامية المتمتلة في الحركات الأسلامية المتطرفة والمعتدلة استدعى تغييرا في الدفاع عن الغرب من الغزو الأسلامي , وتمثل هذا أخيرا في الحرب ضد الأرهاب والتدخل المباشر العسكري والضغط السياسي في كل أرجاء العالم الأسلامي . نحن العرب والمسلمين كثيرا ما نتعرض لبحث مشاكلنا كأنها مشاكل منفصلة لكل مشكلة ظروفها دون التعرض للمشكلة الأساسية وهي السياسة الغربية التي تجعل من مشاكل الشرق الأوسط الكبير (المسلمون) مشكلة تتمثل في الدفاع عن الغرب وتقدمه وصناعته ضد أي توسع إسلامي محتمل , وهو في نظرهم أخطر من الصين والهند واليابان لأن الخطر الأسلامي فكري عقائدي يجب محاربته كما حوربت الشيوعية بالقضاء عليه أؤ أحاطته من الخارج وتقسيمه وتدميره من الداخل . كل مشاكلنا فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والسودان والقرن الأفريقي وغيرها كثيرة تعتبر مشكلة واحدة في نظر امريكا والغرب وهي تعالج على هذا الأساس .
____________________________________________
التعليقات (0)