بعد سقوط الأقنعة عن وجوه القادة العرب و من ثم سقوط عروشهم الهرمة ، انكشفت زيف منهجية انقلاباتهم التي اسموها بالثورات، و كذب الشعارات التي ارضعوها لأجيال بعد اجيال في مواجهة عدو وهمي و قضية لم تكن يوما قضيتهم الأولى إلا تلك التي تثري خزائنهم و ترفه حياة عوائلهم..
اليوم تثبت الأحداث ان النظريات القومية و الأحزاب التي حملت افكارها و وصلت سدّة الحكم ، انتهت مفاهيمها حال وصول رئيس ذلك الحزب او المجموعة للسلطة ، و تبقى تلك الشعارات للأستهلاك المحلي و تخدير الشعوب لألهاءها عن الأمور الأساسية للحياة و تطور المجتمع، حيث الرئيس او القائد او الملك مشغول بملذات الحياة و سرقة قوت الشعب و تزيع ثروات البلد على ابناءه و المقربين منهم ، اما الشعب يبقى يجري وراء الشعارات و العدو الوهمي.
و حين دقت الساعة و استفاق الشعب و تمرد على قياداتهِ كما يحصل اليوم في معظم الدول العربية ، نجد هذه الشعوب تطالب مطالب هويتها الوطنية و تحقيق طموحات معيشية يومية ، ليس لها علاقة بالشعارات التي فرقت الصفوف و التخندق المضاد ضد بعضهم البعض، العدو الوهمي انكشفت حقيقته و بانت اهدافه في ذات السلطة التي كانت تسيرهُ بالأتجاه المعاكس، الشعوب اليوم تطالب بالعلم و الخبز و حرية التعبير و الرأي ، الأموال التي صرفت على السلاح و عسكرة المجتمعات كانت لحماية الأنظمة من شعوبها .
اليوم هو امتحان حقيقي للشعوب في اعادة صياغة دساتير و قوانين بلدانها و تغيير نمط الحياة و اسلوب التعايش مع مسميات و مستلزمات النهوض من رواسب التخلف، و الرقي لموازاة المجتمعات الأخرى علميا و اقتصاديا و اجتماعيا و ترسيخ المصلحة الوطنية لضمان المستقبل للأجيال القادمـة و تذليل المصاعب كي يتحسس الأنسان بقيمتهِ المعنونية و المادية في كرامة العيش دون الأذلال المتعمد ممن صاغوا القوانين و الدساتير السابقة لمصالحهم الخاصة.
فهل استوعبت هذه الشعوب الدرس كي تجتاح الأمتحان الحقيقي لأرادتها ..؟؟؟؟؟؟
التعليقات (0)